الغنوشي لـ «الشرق»: الثورات ستحقق أهدافها والديمقراطية ستأخذ طريقها في المنطقة

الشيخ راشد الغنوشي لـ “الشرق”:

تعثر الربيع العربي لن يطول لوجود إعلام حر وأنظمة ديمقراطية سائدة في العالم

النهضة حزب مدني ديمقراطي يستلهم قيمه من الإسلام

المنطقة في مرحلة تحوّل ديمقراطي والبحث عن توافقات أمر أساسي لإنجاحها

عرضنا الوساطة بين الإخوان والجيش المصري والإقصاء لن يفيد أي طرف

الاستثناء العربي انهار أمام إرادة الشباب الذي أصبح مصدر إلهام لشعوب العالم

الثورات أعادت للشعوب ثقتها بنفسها وجعلتها أقوى من أنظمتها

الربيع العربي لم يفشل ونجح في حلحلة أنظمة عاتية في زمن قياسي

تنازلاتنا ورفض قانون العزل السياسي وحياد الجيش أدت لنجاح الثورة التونسية

جينات شعوبنا ليست مختلفة عن التي نالت حريتها وحققت المساواة

الديمقراطية لا تتناقض مع الإسلام والعقل والحكمة لا يتعارضان مع الدين

مصر لن تكون استثناءً في المنطقة ونخبتها ستتوقف لاكتشاف المعادلة المناسبة

الليبيون على وشك التوصل لحل سياسي في المستقبل القريب

تلقف أقطار عربية لثورتنا دليل على أن الأرض كانت متهيئة

تشتت النخب يؤخر التغيير الديمقراطي ويضاعف في كلفته

يجب على الأطراف المتصارعة أن تقبل ببعضها وتبتعد عن المقاربات الصفرية

زمن الحكم الفردي والإعلام الخشبي وانتخابات الـ 99% انتهى

أعرب الشيخ راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية عن امتنانه لدعم قطر السخي والمتواصل لتونس، ووقوفها مع الثورة التونسية منذ بدايتها، سواء إعلاميا أو عن طريق قناة الجزيرة.

واستبعد الشيخ راشد في حواره مع “الشرق” فشل الربيع العربي قائلا، إن مسار الثورات طويل ومتعرج، يتقدم مرة ويتأخر أخرى، ولكن في النهاية ينتصر، مستشهداً بالثورة الفرنسية التي مرت بمراحل انتكاسية، وقطعت رؤوس الملوك، والثوار أيضا، ودخلت فرنسا في مرحلة إرهاب وعنف، طيلة سبعين سنة.

ونفى أن تكون الشعوب العربية استثناءً في المشهد العالمي، لافتاً إلى أن هذه النظرية انهارت أمام إرادة الشباب الذي أصبح مصدر إلهام لشعوب العالم، كما شدد على أن من ينظر إلى واقع الحكام الديكتاتوريين، يجدهم في حالة هلع وخوف، ويشددون القبضة الأمنية، بما يدل على أن شيئا جديدا حدث، وأن الشعوب التي تذوقت الحرية وأصبحت تثق في نفسها لن تعود إلى ما قبل عام 2011.

وأكد نجاح الثورة التونسية نجاحاً باهراً، وأرجع السبب في ذلك إلى تناغم تركيبة المجتمع التونسي المنسجم في جميع مكوناته، وحياد المؤسسة العسكرية، التي فضلت حماية الدولة والديمقراطية وحماية العملية الانتخابية، إضافةً إلى ما قدّمناه من تنازلات.

وكشف الغنوشي عن عرضه الوساطة بين الجيش والإخوان المسلمين في مصر قائلاً: عبرت عن استعدادي للعب أي دور يقرب بين المختصمين، وينهي الانقسام والأزمة، لأننا نتمنى مصر قوية، ولأن في ذلك مصلحة الأمة العربية.

وتوقع الغنوشي انتهاء الصراع في ليبيا قريباً، مؤكداً أن هناك مؤشرات على اقتناع لدى الليبيين بضرورة التوافق، واعتماد الحوار بدلا من اعتماد السلاح سبيلاً للحل السياسي، وهو ما يجعل هناك أملا في التوصل إلى حل سياسي في المستقبل القريب.

وأوضح أنّ الديمقراطية لا تتناقض مع الإسلام، وأنّ العقل والحكمة لا يتعارضان مع الدين، مؤكداً أنه يفضل خيار التمييز أو التمايز بين المجال الديني والسياسي، وبين القضايا الثابتة في الدين.

وإلى نص الحوار..

شيخ راشد، في ظل صعود مضطرد للثورات المضادة في دول الربيع العربي، سواء في مصر أو اليمن أو ليببيا.. برأيك هل طوى التاريخ صفحة الربيع العربي؟

بالطبع لا.. فمسار الثورات طويل ومتعرج، يتقدم مرة ويتأخر أخرى، ولكن في النهاية ينتصر، فالعالم العربي ظل لمدة طويلة استثناءً في المشهد العالمي، الذي كان يتجه منذ الحرب العالمية الثانية نحو الحرية، وتثبيت حكم الشعوب، وحرية الإعلام وتكوين الأحزاب، والمساواة بين الناس” العدالة الاجتماعية”، لكن العالم العربي ظل مثل الجزيرة المنعزلة في هذا المحيط، لأسباب لا تعود إلى طبيعة الشعوب العربية!، أو لأنهم مختلفون عن مواطني الدول الأخرى!، لكن الحقيقة أنه ليس في جينات العرب ما هو مختلف عن الشعوب الأخرى، والدليل أنها ظلت طيلة الـ 50 سنة الماضية تدفع أثماناً باهظة ومتوالية من أجل الحرية، فالسجون في أوطانهم ممتلئة، ومناطق المهاجر متكدسة بهم، والصحافة مقموعة في بلادهم، وأنظمة العدالة مختلة، مما يدل على أن الأنظمة الحاكمة غير مستقرة أو مرتاحة، بل وخائفة من شعوبها.

وتقديرنا أن الشرارة التي انطلقت من تونس في 2011، وتلقفتها أقطار عربية شتى، لهي دليل على أن الأرض كانت متهيئة، وأن في شرايين العرب تجري دماء حارة تنتظر الفرصة للانطلاق، ولكن هي مسألة زمن وكلفة ووعي نخب، لمواصلة الطريق نحو الحرية، لأنه بالتأكيد ما كان يسمى “الاستثناء العربي” قد انهار أمام إرادة الشباب الثائر، وأصبح الربيع العربي مصدر إلهام لشعوب العالم”.

وأنا شخصيا على قناعة أنّ ثورات الربيع العربي التي اندلعت عام 2011، هي عصر جديد من الحرية ورفض الاستبداد، وأعادت للشعوب ثقتها بنفسها، وأنّها أقوى من أنظمتها، وأنّ هذه الثورات ستحقق أهدافها بالتراكم، وأنّ الديمقراطية ستأخذ طريقها في هذه المنطقة، والثورة مسارٌ سيحقق أهدافه ولو بعد قرون.

تاريخ الثورات

لكن هناك من يرى أن الأنظمة السابقة عادت بقوتها، وكأن ثورة لم تقم، وكأن الثورات لم تمر على هذه البلدان.. بل إن قطاعاً لا يُستهان به من الشعوب بات يتوق لعودة الأنظمة السابقة؟

هذا وَهْمٌ، فمن ينظر في تاريخ الثورات سيجد أنها ليست دائماً في خط متصاعد، وإنما في أحيان كثيرة يمكن أن تحدث تراجعات وانتكاسات ورِدّةٌٌ، كما يسمى في التاريخ الإسلامي، ولكن هذه الردة مؤقتة، فالثورة الفرنسية مرت بمراحل انتكاسية، فبعد أن قطعت رؤوس الملوك، قطعت بعدها رؤوس الثوار، ودخلت فرنسا في مرحلة إرهاب وعنف، طيلة سبعين سنة.

لكنني أعتقد أن ذلك لن يحدث في بلادنا؛ نظراً لوجود الإعلام الحر والمفتوح، ووجود أنظمة ديمقراطية سائدة في العالم، لذلك فزمن التحرر العربي لن يأخذ عشرات السنين، ونأمل أن تستفيد النخب العربية من التجربة التونسية وتتوفق إلى إيجاد تسويات وتوافقات بينها، لأن ما يؤخر التغيير الديمقراطي هو تشتت النخب، فتشتت النخب سواء في اليمن أو سوريا أو ليبيا أو مصر، ضاعف التكلفة ومدد زمن التغيير.

الربيع العربي لم يفشل

إذاً، أنت ترى أن الشعوب العربية التي كانت خائفة ومترددة لن تعود إلى ما قبل 2011؟

نعم.. فهناك حالة كمون وتربص، ومن ينظر إلى واقع الحكام الديكتاتوريين، يجدهم في حالة هلع وخوف، ويشددون القبضة الأمنية، بما يدل على أن شيئا جديدا حدث بعد عام 2011، وأن الشعوب تذوقت الحرية وأصبحت تثق في نفسها، وصارت أكثر استهانة بالطغاة، بعدما رأت طاغية يهرب بليلٍ، وآخر يُجرجَر للسجون والمحاكم، مما جعلهم اليوم أكثر استهانة بالحاكم الذي كان يُصوَّر على أنه لا يقهر.

ولقد تبين يقيناً أن الشعوب إذا حزمت أمرها فستكون صاحبة المبادرة، لذلك أنا على يقين بأن الربيع العربي لم يفشل، وإنما نجح في حلحلة أنظمة قوية، وفي زمن قياسي مقارنة بثورات أخرى.

الثورة التونسية

شيخ راشد، هل نجحت الثورة التونسية.. وما أسباب نجاتها مما عصف بثورات أخرى؟

بكل تأكيد نجحت الثورة التونسية نجاحاً باهراً، والسبب في ذلك تناغم تركيبة المجتمع التونسي المنسجم في جميع مكوناته، وحياد المؤسسة العسكرية، التي فضلت حماية الدولة والديمقراطية وحماية العملية الانتخابية، إضافةً إلى ما قدّمناه من تنازلات، لتجنب الاستقطاب الأيديولوجي، واعتبارنا أنّ مصلحة الوطن أولى من مصلحة الحزب، وهذا ما جعلنا نقف ضد قانون العزل السياسي، ما أدى إلى نجاة الثورة التونسية من ما لحق بمثيلاتها.

لكن من يحكم تونس الآن هو امتداد للنظام القديم؟

صحيح الآن أن بعضا من أجيال العهد القديم يحكمون، ويشاركون الثوار، ولكن هذا ليس فشلاً، وإنما نجاح، فالتوافق الآن في تونس ليس على أرضية الحزب الواحد والإعلام الخشبي والديكتاتورية، وليس على أرضية الثورة المضادة كما يزعم البعض، وإنما على أرضية الثورة ودستورها، فالرئيس الباجي قائد السبسي عندما تقدم للشعب يطلب أصواته لم يحمل في يديه شعارات الحزب الواحد، والإعلام الخشبي، وإنما حمل دستور الثورة، الذي هو دستور التعددية وحقوق الإنسان، وحرية الصحافة والمرأة، لذلك تونس اليوم متوافقة على أرضية الثورة وليست على أرضية الثورة المضادة.

فالإعلام حر الآن في تونس، والانتخابات تجري تحت رقابة مؤسسة منتخبة من البرلمان، لا سلطان للحكومة عليها، ولا يوجد صحفي مسجون، أو وسيلة إعلام أو جريدة مغلقة، أو هناك انتخابات مزورة ومزيفة، وبالتالي تونس الآن تعيش ربيع الحرية حقيقة.

ما هي الإجراءات الأخرى التي تتخذونها لاستكمال نجاح التجربة التونسية؟

لقد نجحت تونس في تغيير الدستور والقوانين والمؤسسات، وذلك على قاعدة إدارة الاختلافات بطريقة متحضرة وسلمية، وهي الآن بصدد استكمال المرحلة الديمقراطية، بانتخاب مجلس أعلى للقضاء، ومحكمة دستورية، فضلا عن برلمان يمثل كل التيارات السياسية.

وماذا عن الثورات الأخرى؟

الثورات الأخرى لم تفشل، لكنها في حالة تعثر، وفي أوضاع معقدة، لكن أنا على يقين أنها ستتجاوز هذه التعقيدات والصعوبات، بقدر ما تنجح النخب في التوصل إلى توافقات وإلى تسويات فيما بينها، والتخلي عن فكرة الإقصاء والإبعاد والانقسامات، كما حدث في الثورة السورية وثورات أخرى، حيث الانقسامات الطائفية والعرقية والاجتماعية، وهو ما عرقل التطور الإيجابي في تلك البلاد.

تطبيق النموذج التونسي

هل نموذج التوافق الذي حدث في تونس قابل للتطبيق في دول أخرى مثل ليبيا ومصر مثلا، أم أنه مقصور فقط على تونس، نظراً لطبيعة البلد وشعبه؟

نحن في تونس أدركنا، أن هناك فرقاً بين الديمقراطية الراسخة، والتحول الديمقراطي، لأن منطقتنا ليست في مرحلة ديمقراطية راسخة، وإنما في مرحلة انتقال ديمقراطي، ففي الديمقراطية الراسخة يمكن أن تحكم بـ 51 %، أما الديمقراطية الانتقالية فهذا لا يكفي، بل يجب البحث عن توافقات واسعة تتجاوز الـ 70 و80 %، باعتبار حالة الانقسام تمثل خطراً على التحول الديمقراطي.

إقرأ أيضاً: الطريقة الوعظيّة في نقد الثورات العربيّة

أما في مصر فقد وقعت حالة انقسام بين الإسلاميين والعلمانيين، فالرئيس مرسي “فرّج الله كربه” انتخب بـ 51% فقط، وهو ما يعد حالة انقسام، لأن الـ49 الباقية اعتبرت نفسها غير معنية بهذه الانتخابات، كما اعتبرت نفسها غير معنية بالدستور، لأن من كتبه هم الإسلاميون، بالرغم أن الدستور لابد أن يمثل الجميع، وهذا ما أحدث حالة من الانقسام في الشارع، لذلك أعتقد أن البحث عن توافقات وتسويات بين النخب أمر أساسي لإنجاح عملية التحول الديمقراطي.

تحدثت عن أن هناك طرقاً مختلفة لاستكمال مسار الحرية في الدول العربية.. ما هي؟

بطبيعة الحال طريق الثورة ليس هو الوحيد، وإنما يمكن للمسار الديمقراطي أن يسلك أكثر من مسلك، يمكن أن يسلك مسلك الثورة عندما تسد كل الأبواب، ويمكن أن يسلك مسلك التطور التدريجي، عندما يكون هناك حكام أذكياء، يدركون أن زمن الحكم الفردي، والإعلام الخشبي وانتخابات الـ 99%، قد ولّى، فيفسحون المجال لشعوبهم، وهذا المسلك هو الأقل كلفة.

الإخوان والجيش

إذا ما طلبنا منكم توجيه رسالة لطرفي الصراع في مصر حاليا، الإخوان والجيش.. ماذا تقولون وتنصحون؟

نحن نؤكد على أن مصر لن تبقى استثناءً في المنطقة، وهي الآن في مراحل الانتقال الديمقراطي، الصعب والمتعثر، لأسباب كثيرة، منها مكانة مصر وأهميتها في المنطقة، وكل ذلك يجعل معادلة التغيير معقدة، وكلفة التغيير باهظة، وزمن التغيير أطول، ولكن أنا على يقين أنها لن تكون استثناءً في المنطقة، وأن النخبة المصرية ستتوقف لاكتشاف المعادلة المناسبة لهذا.

هل عرضتم الوساطة بين الإخوان والمؤسسة العسكرية؟

لقد عبرت عن استعدادي للعب أي دور يقرب بين المختصمين، وينهي الانقسام والأزمة، لأننا نتمنى مصر قوية، ولأن ذلك فيه مصلحة للأمة العربية.

هل تلقيت أي رد؟

حتى الآن يبدو أن الأمور لم تنضج، لكن أعتقد أنها ستنضج عاجلا أم آجلا، وسيكتشف الجميع أن الإقصاء لن يفيد، وأن المعادلة المصرية معقدة وإقصاء أي طرف سيعقد الأمور، سواء أكان من الجيش أو الإخوان، أو الليبراليين والعلمانيين واليساريين، أو إقصاء النظام السابق بالجملة، لأن كل ذلك لا يفيد والأفضل اعتراف الجميع بالجميع، والبحث عن تسوية تشمل الجميع.

الوضع الليبي

ما هي رؤيتكم للوضع في ليبيا وهل في الإمكان أن يكون هناك توافق؟

من المؤكد أن الشعب الليبي تعب من الصراع، وأدرك أن أطراف الصراع لن تستفيد من استمرار هذا الصراع العنيف، والآن هناك مؤشرات على اقتناع لدى الليبيين بضرورة التوافق، واعتماد الحوار بدلا من اعتماد السلاح سبيلا للحل السياسي، وأن الحل في ليبيا سياسي وليس عسكريا، لذلك نحن على اقتناع أن الليبيين على وشك التوصل لحل سياسي في المستقبل القريب، هذا الحل يتحقق به السلم، وتنجح به الديمقراطية، ويشارك الجميع بعيداً عن الإقصاء والإبعاد.

النهضة حزب مدني

هناك مسألة مطروحة على الساحة بقوة وربما لم يُجب عليها الآن أحد بطريقة كافية.. هل هناك تعارض بين الديمقراطية والإسلام وبين ما هو دعوي وما هو سياسي؟

نحن على قناعة بأنّ الديمقراطية لا تتناقض مع الإسلام، وأنّ العقل والحكمة أيضا لا يتعارضان مع الدين. أما فيما يخص فصل ما هو دعوي عن السياسي فأنا أفضل خيار التمييز أو التمايز بين المجال الديني والسياسي، وبين القضايا الثابتة في الدين، وما هو في مجال الحرية، فشمولية الإسلام لا تعني ضرورة شمولية الهياكل التي تستلهم رؤيتها من الإسلام، لقد قررنا أن نتخصص في العمل السياسي كحزب مدني ديمقراطي يستلهم قيمه من الإسلام، دين الرحمة والسماحة، ويمكن لغيرنا أن يتخصص في مجالات أخرى.

كما أننا نشأنا كردة فعل على نظام شمولي بسط سيطرته على جميع المجالات العامة، والثورة استطاعت أن تنهي هذا النظام الشمولي، وتفسح المجال للمجتمع سواء في مؤسسات المجتمع المدني، أو في المجال الخيري أو الديني، لذا انتفت الحاجة لحركات شمولية، وبالتالي قررنا التفاعل مع المتغيرات، والتخصص في مجال خدمة المجتمع عن طريق حزب سياسي يعمل من أجل تحقيق الديمقراطية وتثبيت الاستقرار وتحقيق الازدهار وخدمة المواطنين. أما من أراد أن ينشط في مجالات العمل المجتمعي فله أن يؤسس هياكل مستقلة تقوم بهذا.

القوة لا تحل الخلافات

تسود المنطقة حالة من الاضطرابات التي قد تؤدي لمزيد من الدماء.. هل لديكم تصور معين لحل هذه الأزمات والاضطرابات؟

لقد تعلمنا من تجربتنا أن المسؤولية تقع على النخب في بلداننا، وعلى قواها الحية، وعلى الأنظمة أيضا، فحالة الاضطراب والتقاتل لن تنتهي إلا حين يقتنع الجميع، أن القوة لا يمكن أن تحل الخلافات، وأن الحوار هو الطريق الوحيد لحل الخلافات.

إقرأ أيضاً: أصنامنا التي قتلت الثورات

كما يجب أن تقبل الأطراف المتصارعة ببعضها وتبتعد عن المقاربات الصفرية، ويجب على بلداننا أن تكون لجميع أبنائها، بدون إقصاء أو احتكار، وواجب علينا أيضا أن نضع مصلحة بلداننا فوق مصالحنا الخاصة الحزبية أو الشخصية، يجب على الأطراف الأساسية أن تقدم تنازلات للأطراف الأضعف حتى نحفظ بلداننا من الانقسام.

قطر تدعم الثورة التونسية

كيف تقيّمون رؤية قطر لثورات الربيع العربي؟

قطر وقفت مع الثورة التونسية منذ بدايتها، سواء إعلاميا أم عن طريق قناة الجزيرة، أو في المجالات الاقتصادية والتنموية، فقد قدمت قطر مشكورة وديعة في البنك المركزي التونسي وقدمت قرضا سخيا، وأيضا أقامت العديد من المشاريع الاقتصادية، كما دعم الأشقاء في قطر مشكورين مبادرات الشباب التونسي الاقتصادية، عن طريق صندوق الصداقة القطري التونسي الذي أذن بإنشائه سمو الأمير “حفظه الله”. وقد كانت مشاركة قطر متميزة في المؤتمر الاستثماري الذي أقيم في تونس قبل عدة أشهر، حيث كرمنا سمو الأمير بترؤس وفد قطر، وأعلن سموه في المؤتمر دعمه لتونس بتخصيص مبلغ مليار ومائتين وخمسين مليون دولار للاستثمار في تونس، وقد كانت تلك أعلى مشاركة من الوفود الدولية من فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة العربية السعودية وغيرها من الدول. هذا الدعم لتونس استمر عبر الحكومات المختلفة التي أتت بعد الثورة لتثبت أن دعم الشقيقة قطر لتونس، ليس دعما لهذا الطرف أو ذاك، بل هو دعم للثورة التونسية. نحن ممتنون لهذا الدعم السخي والثابت والمتواصل ونوجه من خلال منبركم كل الشكر والتقدير والاحترام لسمو الأمير الشيخ تميم بن حمد حفظه الله، ولسمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني — حفظه الله — على كل هذا الدعم للثورة التونسية خلال السنوات الست الأخيرة.

السابق
ملف التهرب الجمركي إلى القضاء والمتهمون بالمئات
التالي
الجثامين التي وُجدت في عرسال تعود لعائلة من معلولا