«محور المقاومة» في سلامة اسرائيل

لم يكن تفوق المشروع الإيديولوجي الإيراني في لبنان مستنداً إلى تطوير لرؤية بناء الدولة في لبنان، ولا بسبب ما يقدمه من حلول اقتصادية واجتماعية أو خطط تنموية، ولا نتيجة رؤية فكرية وحضارية تكتسب جاذبية لدى عموم الشيعة اللبنانيين أو غيرهم.

تصعيد المشاعر الطائفية وانفجارها هو مصدر قوة مشروع حزب الله من جهة، كما التفوق العسكري والأمني وتوفر الإمكانيات المالية من جهة ثانية. وهذا المشروع بترجمته الميدانية اللبنانية وبانخراطه في القتال في سوريا، ليس مؤهلاً لأن يقدم نموذجاً مخالفاً لطبيعته وإيديولوجيته، فعنوان المقاومة من أجل تحرير فلسطين فقد مصداقيته مع المقتلة السورية، فيما العصبية الشيعية التي نجح في ترسيخها في السنوات الماضية ولا يزال، لا يمكن أن تتقبل خوض مواجهة مع اسرائيل بعدما صار لها عدوٌ أخطر هو من يقاتله حزب الله اليوم في سوريا أي من يسميهم الإرهابيين أو التكفيريين.

حزب الله الذي بات محاطاً بجماعات مذهبية أو طائفية وباسرائيل، بات يدرك أنّ جوهرة بقاء الدور والنفوذ ترتبط باستمرار الاستقرار على طول الحدود مع اسرائيل، ومن شرط نجاح هذه الوظيفة أن تستمر شعارات المقاومة مرفوعة ولو على أنقاض المدن السورية وتلالها، فيما سلامة الجليل وكامل الكيان الإسرائيلي الثابت في معادلة المقاومة ومحورها من العراق إلى لبنان واليمن. 

السابق
كاتب مصري: معراج الرسول وهم أساسه الإسرائيليات والفرس
التالي
هل انتهت علاقة ريم السعيدي ووسام بريدي؟