إعتاد المخرج ومعد البرامج شربل خليل على تحويل الرموز والزعامات اللبنانية إلى مادة ساخرة وكوميدية، غير أن المشاكل تبدأ بمطاردته كلما تناول شخصية سياسية شيعية. وقد كانت الحلقة التي قدمها برنامج “دمى كراسي” مع ضيف الحلقة النائب حسن يعقوب كفيلة بمنع بث القناة في ضاحية بيروت الجنوبية والبقاع والجنوب.
يبدأ مقدم حلقة “دمى كراسي” وهو عبارة عن دمية تشبه معد البرامج شربل خليل بكلمة “العوافي، بعد مضي 38 سنة على احد القضايا اللبنانية ألا وهي خطف الإمام موسى الصدر ورفيقه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين.”
ويضيف شربل خليل “بعد 38 سنة، على هل قضية، تحقق إنجاز كبير وفظيع ألا وهو إعتقال ابن المخطوف وصاحب القضية النائب الشيخ حسن يعقوب”. وخلال الحلقة يقدم شربل خليل ضيفان على شكل دمية وهما الرئيس الليبي المخلوع معمر القذافي المتهم بخطف الإمام الصدر، ورئيس مجلس النواب وحركة امل نبية بري.
تعلق الدمية الشبيهة ببري بالقول : أهلاً وسهلاً فيك إستاذ شربل، وأهلاً بضيفك “حسن يعقوب” الذي لا أعرفه. الحلقة كانت مملوءة بالضحكات التي يتم سماعها بين الحين والاخرى. وتتحول الحلقة إلى حفلة زجلية بين بري والقذافي ويبدأ الاخذ والرد والتحدي بالكشف عن مكان إختفاء الإمام موسى الصدر.
إقرأ ايضاً: غضب زعيم الطائفة: بين حسن يعقوب وبهيج أبو حمزة!
يعلق حسن يعقوب على ذلك بالقول “إن ملف الإمام الصدر ليس جدياً، ويدرك الرأي العام اللبناني ان العمل غير جدي، ومن الواضح ان جزء كبير من إعتقالي أن المعنيين لا يريدون كشف تفاصيل الإختطاف.”
ويسأل شربل خليل النائب يعقوب عن دور المواقف السياسية والمهرجانات فيجيب الأخير “كلها من أجل الإنتخابات او تسجيل موقف سياسي”.
فيرد خليل “اه يعني 38 سنة هي حفلة زجل؟”
وعلى عكس ما تناقلته مواقع ووسائل التواصل التابعة لأمل فإن الحلقة كانت خالية من أي تجريح او تطاول على شخص الإمام موسى الصدر، بل ظهرت الحلقة بنفس كوميدي وتراجيدي في آن معاً لجهة كيفية تعاطي المعنيين بملف الصدر مع الموضوع على مر العقود السابقة.
وبالعودة إلى عام 2016 فقد تم إعتقال حسن يعقوب بعد إتهامه بخطف هنيبعل القذافي نجل معمر القذافي، وتم لاحقاً الإفراج عنه بكفالة مالية إلا أن هنيبعل مازال موقفاً لدى الأجهزة الامنية بذمة التحقيق.
وفي اواخر شهر كانون الثاني من عام 2017 أصدر القاضي المنفرد الجزائي في بيروت غسان الخوري، حكمه بإبطال التعقبات بحق هنيبعل القذافي واعلان براءته في الجرم المسند اليه في تهمة تحقير القضاء واطلاقه فورا مكرسا حقه المشروع في الدفاع عن نفسه أمام القضاء.
اما عن تفاصيل حجب قناة الجديد عن الشاشات في بيروت والضاحية والبقاع وعدد من المناطق الاخرى، قال احد أصحاب كابلات الساتلايت لموقع “جنوبية” أنه “بكبسة زر” حجبت “الجديد” عن شاشات التلفزة في عدد من المناطق الشيعية على وجه التحديد، وأن أي قناة ستطاول على رموز الطائفة الشيعية سيلقى المصير نفسه.
إقرأ أيضاً: «حركة النهج»…حركة حسن يعقوب خارج الثنائية الشيعية
وقال صاحب كابل الساتلايت بأن “قناة الجديد تم حذفها بالكامل عن كافة اجهزة البث الفضائي في المناطق. وبحسب المصدر فإن سكان طريق الجديد تضامنوا مع خطوة تجمع أصحاب الكابلات وقطعوا بث القناة لأن قناة الجديد تتمادى في تقاريرها وبرامجها على تيار المستقبل ورموزه.
وبحسب موزع الإشتراكات الفضائية فإن العمل جار على إعادة بث القناة من جديد بشرط أن تقدم القناة إعتذار رسمي لرئيس مجلس النواب نبيه بري وعائلة السيد موسى الصدر والمؤمنين بالقضية.
كذلك حصلت “جنوبية” على معلومات تؤكد إيقاف بث قناة الجديد في النبطية بقرار من طرف سياسي، وقد إلتزمت أربع محطات توزيع للإشتراكات الفضائية بالقرار.
والجدير بالذكر أن شربل خليل ليس المرة الاولى التي يتناول فيها عبر “الدمى المتحركة” شخصيات ورموز الأحزاب الشيعية، ففي السابق سبب خليل موجة إحتجاجات تخللتهااعمال شغب وقطع طرقات في الجنوب والضاحية بعد تقديمه للسيد نصرالله بصورة اعتبرها مناصري حزب الله بأنها لا تليق بمكانة نصرالله.
حلقة دمى كراسي والتي بسببها تم حجب القناة عن المناطق الشيعية. المصدر من يوتيوب.
