نديم قطيش: الحكومة الجديدة إنتصار لسعد الحريري

نديم قطيش .. سعد الحريري أثبت انه رقماً صعباً.

كتب الكاتب والإعلامي اللبناني نديم قطيش في صحيفة “الشرق الأوسط” مقالاً بعنوان “هل هُزِم سعد الحريري”، يفتتح الكاتب مقالته بالإعتراف بأن إعلام محور إيران في لبنان شاطر في صناعة الرأي العام عند جمهوره وخصومه، وقد ساهم اعلام محور إيران في إقناع شريحة واسعة من اللبنانيين أن حكومة الرئيس سعد الدين الحريري التي تشكلت قبل ايام هي حكومة حلب وبالتالي هي حكومة حزب الله، بما معناه “الفريق المنتصر في حلب”.

يقول قطيش “دعك من تهافت الإدعاء وعن كون المنتصر في حلب اصلاً هو فلادمير بوتين وخياراته”، إلا أن الصورة التي رافقت اللحظات الاخيرة لتشكيل الحكومة تقول ان “الحكومة هي حكومة حلب، مغرية وجذابة. لكمة إستعراضية ناجحة”.

ويضيف قطيش أن ضابط المخابرات السوري السابق غازي كنعان قال ان السوريين حكموا لبنان بالوهم. وحزب الله المنتصر في لبنان يريد حكم لبنان بالوهم.

ويشير الكاتب ان الانتصار جعل الوزير سليم جريصاتي عنواناً للحكومة كذلك فإن الحكومة التي تضم جريصاتي هي نفسها الحكومة التي تضم الوزير “العميل الاسرائيلي” مروان حمادة، الذي “وشا الطائرات الاسرائيلية في حرب تموز” و “المتآمر على حزب الله”.

وبحسب قطيش وابل التهم هذه وجهت إلى مروان حمادىة الذي تعرض لمحاولة إغتيال بعد رفضه تعديل الدستور والتمديد للرئيس اللبناني السابق اميل لحود.

إقرأ ايضاً: نديم قطيش: التضامن مع «إبن أنيسة» كما التضامن مع اسرائيل

ويقول الكاتب، “نجح إعلام محور إيران في جعل توزير جريصاتي إنتصاراً”، والمفارقة ان جريصاتي تنصل من المعاني التي نسبت لتوزيره خصوصاً ما له علاقة بالمحكمة الدولية المختصة بالتحقيق في إغتيال الرئيس الاسبق رفيق الحريري، فأقر جريصاتي انه مع المحكمة.

يقول قطيش ان اسقاط حكومة الحريري عام 2011 عبر الاستقالات الجماعية فمضى الحزب في عملية الإلغاء، وبعدها افصح ميشال عون بصراحة عن مشروع الإلغاء الذي اطلقه الحزب حين قال انه تم حجز “وان وي تيكيت” للحريري عندما غادر بيروت إلى فرنسا.

يشير قطيش إلى لحظة سقوط حكومة الحريري بعد الضغط الشعبي الذي تعرض له على ضوء إغتيال اللواء وسام الحسن، فتراجع الحزب عن سياسته بإلغاء الحريري وسعى إلى شراكة معه في حكومة ولكن لا ان يكون رئيساً لها.

إقرأ ايضاً: نديم قطيش يعلق على إقفال السفير: أودع شيئاً من تاريخي

وبحسب قطيس، بقي الحريري هم الخصم، وتحولت الحكومة إلى هيكلاً مهجوراً بعد وصول عون إلى الرئاسة ومن ثم رجع الحريري إل الحكومة.

ويختم قطيش بالقول ان الحزب تراجع عن حكومة الإلغاء وتراجع عن استبعاد الحريري واضطر للإعتراف مرغماً به وجاءت الحكومة لتعكس التوازن السياسي في لبنان، كذلك فإن “مشروع الإلغاء المتراجع سيستمر”، وسيكون للبنانيين محطة مع قانون الانتخابات النيابية، وذلك عبر بناء سياسة استراتيجية واعلامية تقاتل صناعة الاوهام التي يجيدها الحزب تماماً كما يفعل النظام السوري.

السابق
وزير السياحة السوري يروّج للسياحة الدينية: استقبال مليون سائح شيعي
التالي
اختطاف طائرة إيرباص تابعة للخطوط الجوية الافريقية