«طرابلس مدينة الأعياد» مهرجان فرح وغناء حتى نهاية العام

أطلقت السيدة فيوليت الصفدي مديرة جميعة "أكيد فينا سوا"، مشروع "طرابلس مدينة الاعياد" وتحديداً أعياد نهاية العام، التي اختلط بها الفن بالسياحة بالأهداف الإنسانية.

إنّها طرابلس “مدينة الأعياد”، مدينة العيش المشترك، وفيحاء المحبة والسلام.

بالخط العريض قالت طرابلس لكل اللبنانيين “هذه هويتي”، اخترقت شيطنة الإعلام لها ولأهلها، التي لازمت المدينة لسنوات بالمولد والميلاد وأعياد نهاية العام. استطاعت هذه المدينة أخيراً أن تفرض على العدسات المصورة حضورها، ولم يعد بمقدور أي وسيلة إعلامية أن تتجاهل مهرجان الفرح الذي انطلق في 15 كانون الأول، ليضيء معرض رشيد كرامي لثماني ليال متوجة بـ”أكبر شجرة ميلادية منحوتة من الصابون”.

ألعاب، صناعات، 40 طباخاً “من سوق الأكل”، عازف البيانو اللبناني العالمي “غي مانوكيان”، التينور العالمي”أليساندرو سافينا، يوماً مميزاً لألفي طفل يتيم مع نجمة طرابلس الطفلة لين حايك ،لاعب كرة القدم العالمي “روبرتو كارلوس”، أجمل الـ”مدلات” الرحبانية بصوت الفنان جورج نعمة، مطرب الشباب والوطن جوزيف عطية، كلّ هذا وأكثر قدمه وما زال يقدمه مشروع مدينة الأعياد.

إلا أنّ كل ما هو جميل، تشوبه بعض التشويشات، فانطلاقة المهرجان لم تخلُ من الأصوات الشاذة التي تمّ احتواؤها، ومتابعة رشق الألوان لإعادة الفيحاء إلى صورتها السياحية.

في هذا السياق تؤكد مديرة الحملة الإعلامية لمشروع “طرابلس مدينة الأعياد” السيدة أمال الياس لـ”جنوبية” أنّ “كل التشويش لم يؤثر ولا نقول عنها مجرد كلام، نحن نحترم الرأي الآخر لأنه يدل على التنوع، ولكن لا نستطيع القول أننا احتفلنا بمناسبة الميلاد ولم نحتفل بالأعياد الأخرى، فعنوان المشروع هو أعياد نهاية العام الذي هو عيد رسمي والجميع يحتلفون فيه”.
مضيفة “لقد أطلقنا مشروع “طرابلس مدينة الأعياد” بإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف وذلك بمعرض لصور الآثار النبوية، وقد جاءت الأمانات المقدسة من تركيا وظلّت في لبنان لثلاثة أيام، وهذا حدث نشهده لأول مرة، وكان بمناسبة الذكرى الـ125 لوجود شعرة من ذقن النبي أهديت من الدولة التركية للجامع المنصوري الكبير بطرابلس”.

طرابلس
طرابلس مدينة الأعياد

ولفتت الياس إلى أنّ “هذا المشروع سوف يتم اختتامه بمشروع مهرجان له أهمية كبرى وأهداف عديدة، وذلك سيكون في مناسبتي شهر رمضان المبارك وعيد الفطر لعام 2017، وسوف يكون له طابع ديني على مدى شهر، ناهيك عن الطابع سياحي واقتصادي”.

مؤكدة “هدفنا ليس التحدي ولا الإنتقائية في الاحتفال بالأعياد وإنّما الهدف الحقيقي هو الترويج لصورة طرابلس وللعيش المشترك في هذه المدينة، ولكل التقاليد المعنوية والإنسانية والاجتماعية. كل الأمور واضحة ونحن نعتبر أننا وأهل طرابلس وإعلامها تحديداً قد استطعنا أن نقوم بالخطوة الأولى على طريق الألف ميل، وكانت خطوة متميزة ونوعية”.

وفيما يتعلق بموضوع الإقبال أشارت إلياس “الاقبال كان أكثر من المتوقع، نحن توقعنا أن يتوافد بين 50 الفا و 60 ألفا، إلا انّه يدخل يومياً بحدود 10 الاف ونحن نحصيهم من التيكت، وهؤلاء يأتون من طرابلس وكل الشمال، ومن عكار وجبيل وكسروان وصيدا والجنوب. نحن بهذا الحدث قد دفعنا الناس لرؤية طرابلس بصورتها الحقيقية وهذا بفضل أهلها وتفاعلهم معها”.

مضيفة “هذه المناسبة (نهاية الأعياد) لا يمكن أن نصنفها دينياً، وحين نشاهد الصور العفوية التي التقطت نرى العديد من المحجبات يلتقطن الصورة مع الشجرة الموجودة في المعرض، إنّها ببساطة مناسبة مهمة للشعب اللبناني عموماً ولطرابلس خصوصاً، إذ أنّ الهدف هو كسر جدار الخوف أولاً، وهذا الهدف تحقق بفضل الجميع، ونستطيع القول أننا كسرناه بنسبة 50% إن لم يكن اكثر”.

طرابلس مدينة الأعياد
طرابلس مدينة الأعياد

 

وأكدت الياس أنّ “طرابلس فرضت نفسها مدينة سياحية ولا أحد يستطيع أن (يربحها جميلة) بأنّه سوف يضعها على الخريطة السياحية لا مؤسسة رسمية ولا غيرها، فهذه المدينة سوف تفرض نفسها مدينة أثرية بامتياز وسوف تعود من جديد لتكون حاضرة في مكاتب السياحة، وما نشهده ليس إلا الخطوة الأولى، وإن تابعنا التصويت لأجمل شجرة والذي أطلقته الـlbci نجد أنّ شجرة طرابلس في الطليعة”.

إقرأ أيضاً: الفيحاء تستعيد نيسانها بـ «مهرجان الأفلام»: طرابلس ليست حربًا

وعمّا إن كانت الفيحاء قادرة على منافسة مدينة الفينيق في المستقبل القريب، أوضحت “طرابلس لديها العديد من الميزات التي تجعلها أكثر غنى من جبيل، حيث أنّها بنسيجها الاجتماعي وبتنوعها الطائفي، تشكل مجموعة من الانتماءات المتمايزة والتي تجعل منها عنصر جذب، هذا إضافة إلى تضمنها 2000 موقع أثري، ناهيك عن تاريخها الحضاري المهم مثل الميناء والقلعة”.

وتتابع الياس “العديد لا يعرف أنّ طرابلس من المدن التي انطلق منها الفينيقيون، وقد مرّ عليها أكثر من سبع حضارات منذ مجيء البيزنطيين والأمويين وصولاً للعثمانيين فالانتداب الفرنسي، كما أنّ طبيعة شعب طرابلس ليست موجودة في كل المناطق، هذه الطبيعة التي يتمازج بها الرقي والثقافة والعلم بالطيبة والتواضع”.

وعن ريع هذا المشروع والجهة المستفيدة، لفتت إلى انّ “مدام فيوليت الصفدي عندما أطلقت (طرابلس مدينة الأعياد) كان الطابع الاجتماعي هو الأهم والهدف إنساني بالدرجة الأولى وهو مساعدة المجموعات غير المقتدرة من المسنين والأطفال، إضافة للأهداف الاقتصادية والسياحية”.

إقرأ أيضاً: طرابلس من قفص الإرهاب إلى ساحة الفن: شكراً سليمة ريفي

مشيرة إلى أنّ “اليوم تحديداً وعند الساعة الثالثة والنصف استقبل مهرجان (مدينة الأعياد) في معرض رشيد كرامي، 2000 يتيما لمتابعة عروض مسرحية ولمشاركة النجمة لين حايك بالغناء، كما سوف يتم تقديم هدايا لهم حتى يشعروا بفرحة العيد”.

وختمت الياس مؤكدة أنّ “المهرجان كلّف كثيراً، وصحيح أنّه كان هناك “سبونسر” وقدموا مساعدات ولكن لم يتم تغطية كمال الكلفة، أما بالنسبة لما سوف يتبقى من ايرادات فهو سوف يذهب لدور الأيتام ودور العجزة”.

أخيراً، طرابلس هذا العام صورة من صور الحياة، طرابلس المولد والميلاد، المسجد والكنيسة، العيش المشترك الذي لا خلفيات سياسية ولا دينية له، هويته واحدة هو “الفيحاء”.

السابق
مقتل منفذ الهجوم الذي اغتيل به السفير الروسي
التالي
هذا ما هتف به قاتل السفير الروسي: لا تنسوا حلب… لا تنسوا سوريا