«عرسال» العسل والكشك والتطريز تحتل «قلب بيروت» ابداعاً

في كل معرض ونشاط تحجز عرسال مقعداً لها، فهذه البلدة المنكوبة والتي لا يسمع عنها إعلامياً إلا القتل والدماء، تحارب بطاقاتها لتؤكد أنّها "عرسال المحبة والحياة".

ليست المرة الأولى وليس النشاط الأول، عرسال في كل ميدان حضاري نراها في المقدمة، هي التي زاحمت المهرجانات المرعية مالياً، وإعلامياً، بمهرجان متواضع كان له الوقع الأهم نظراً للظروف التي نظّم بها، وهي التي نادت لكرزها ولتفاحها ولجرودها ولحرية أرضها المحاصرة من المسلحين وحزب الله، وهي التي بكل صرح إبداعي تترك بصمتها وهويتها بأنّها “عرسال العسل”، و”عرسال الكرز”، وعرسال الثقافة اللبنانية المتجسدة بطبيعة قروية جمعت بين الأصالة والمدنية.

يوم أمس الخميس 15 كانون الأول أكدت عرسال مجدداً أنّها الإنماء والتغيير والإرادة، فحجزت زاويتها في معرض “دعم لحقوق الإنسان” الذي ترعاه كل من وزارة السياحة اللبنانية وجمعية حقوق الإنسان، هذا المعرض الذي افتتح في الصالة الزجاجية الحمراء والذي يستمر حتى 22 كانون الأول، هو رسالة جديدة يؤكد بها العراسلة أنّهم ليسوا منبت الإرهاب وإنّما صورة التحدي، والإصرار على مواجهة كل شيطنة وكل صحيفة صفراء وكل سياسة لا همّ لها إلا الدعشنة بدلاً من التفتيش على حلول وطروحات لأجل الأهالي وحقوقهم و رزقهم وجرودهم.
المسؤولة عن زاوية عرسال في هذا المعرض الناشطة نجلا الحجيري تؤكد لـ”جنوبية”، أنّ “عرسال هي هويتنا، وهي كل ما ترونه هنا من عسل وكشك، وأشغال يدوية، وتطريز، هذه المنتجات صناعة عرسال، صناعة النساء والفتيات”.

إقرأ أيضاً: مهرجانات الفرح والفن.. قادمة إلى عرسال

وتتابع “في عرسال هناك طاقات وإبداع وخيرات، وكلّ همنا هو أن نظهر هذا للعالم، وأن يعلم الجميع أنّ عرسال هي الفن والإنتاج والعمل وليست كما يحاول البعض تصويرها”.

 

 

أما إعلامياً، فتحمل الحجيري عتباً معلقة “ما زال هناك تقصيراً في حقنا، لو يواكبون هذه النشاطات كما يواكبون أخبار القتل والجريمة لما كانت الصورة سلبية، بعض الإعلام لم ينصف بعد عرسال فيما البعض الأخر والذي نحترمه يحاول أقصى جهده أن يواجه الصورة السلبية التي يتم تصويرنا بها بإيصال صوتنا وصورتنا الحقيقية”.

إقرأ أيضاً: أنامل «عرسالية» في شارع «الحمرا».. فهل تلتقطها عدسات الإعلام؟

وتضيف “نحن لن نتوقف لدينا رسالة، وعرسال قضيتنا، في كل نشاط سوف يكون لنا حصة، وطاقات الأهالي دائماً سوف تكون في خدمة البلدة و وجهها الحضاري”.

وتختم الحجيري موجهة دعوة للجميع لزيارة المعرض بقولها “عرسال تحبكم، وعرسال تنتظركم، تعالوا إلينا لتتعرفوا على خيرات العراسلة“.

السابق
جبهة فتح الشام توافق على إجلاء المصابين من الفوعة وكفريا
التالي
المفتي سوسان: حلب تستصرخ العرب.. العالم لا يرحم الضعفاء