هل ستصلي ميليشيات إيران صلاة الجمعة في الجامع الأموي؟

من أين أبدأ..من يَد ذاك الشاب الملقاة على الرصيف، أم من رِجلِ ذاك المُسِن المغطاة بالغبار، أم من رأس ذاك الطفل الرضيع الذي لم يتجاوز عُمره السنة الواحدة.

من أين أبدأ.. من الأطباء الذين أُعدموا جماعةً واللذين كانوا العون الوحيد من بعد اللّٰه، أم من أصوات الإستغاثة والأنفاس الأخيرة والدموع التي تسيلُ دماً.

اقرأ أيضاً: كارثة حلب وأخلاق الممانعة: ناشطون يكذبون الإعلام ويسخرون من الجريمة

من أين أبدأ..من الحجارة التي أصبحت رماداً، من المستشفيات التي تُعدُ على الأصابع، من البيوت التي لا تُشبِه البيوت، أم من عدم توفر المأوى حتى من البرد القارس.

من أين أبدأ.. من الغذاء غير الموجود، أم مِن المياة غير النظيفة، أم مِن الأوبئة والأمراض التي تدُق الأبواب.
من أين أبدأ.. من الممرضة التي انتحرت لأن القيامة قد قامت في حلب، أم مِنَ الرجل الذي يبحث عن فتوى من أحد الشيوخ لقتل النساء كي لا تُغتصب!

أأبداُ من أولئك الأبطال اللبنانيين الذين يسقطون شهداء “كما يقال” وهم يقاتلون أبرياء ومظلومين في أرضٍ سلطانها جائر؟
أأبدأُ من الملك مُتدلي الكِرش،أم من ناطحات السحاب، أم من الجسور المعلقة بأرض الملقب بخليفة المسلمين اليوم “بعيد الشبه”.
أأبداُ من هذا الصمت؟ حدِث ولا حرج، فهم يسمعون، وهم يشاهدون، آما آن للضمير الإنساني أن يُحرِك ساكناً؟

أما أولئك الذين يدعون الإنسانية وحقوق الإنسان فلومي لهم ليس نقطةً في بحر لومي لعربي!

يا عرب ليست حلب الوحيدة التي تُغتصب، فكرامتكم أولاً وضمائركم ثانياً، ولم يعد مِن مكانٍ لنخوتكم لنجدة من أصبحوا تحت التراب، حتى ولو كنتم تبكون في قصوركم ولكنكم لم تنتفضوا ولم تتحركوا من ستة سنوات إلى يومنا هذا.

ولا ينطبق عليكم إلا ما قاله أحدهم لأحد أمراء الأندلس يوماً (لا تبكوا كالنساء على ملكٍ لم تحافظوا عليه كالرجال).
هي البداية.. وعند اللّٰه تجتمع الخصوم.. الضمير العربي إلى مثواه الأخير..

السابق
الجماعة الإسلامية لـ«جنوبية»: التمييز بين عطلتي الميلاد والمولد تفرقة طائفية!
التالي
صرخة من حلب: أغيثونا الكل سخر منا، يقصفون الطرقات التي فتحت لخروج المدنيين