#الجبهة_المجازية.. سلاح حزب الله في العالم الافتراضي

الحروب المستمرة، منها ما هو بالسلاح، ومنها ما هو بالقلم، لكن تحوّلت هذه الأسلحة وهذه الاقلام لدى حزب الله الى جهاز كمبيوتر وشاب تعبويّ، يجلس خلف الجهاز، ليقصف من مواقع الاعداء بواسطة #الجبهة_المجازية.

“الجبهة المجازية”هو تعبير تم اختراعه واستعمله حزب الله بكثافة منذ انطلاقة صفارة الحرب في سوريا في العام 2011، هذه الجبهة غيرالقاتلة، كرّس عملها على خطوط العالم الإفتراضي الواسع والهائل، حيث صفحاتها على تويتر ناشطة يعلوها نص للوليّ الفقيه السيد علي خامنئي يقول فيه “ان الجبهة المجازية تعادل بأهميتها الثورة الاسلامية”.

اقرأ أيضاً: مارك زوكربيرغ يحجب إعلام الممانعة فيسبوكياً

فهذه الجملة وحدها كانت كافيّة لان ينضم إليها جميعها المؤيدين والمناصرين والتعبويين بشكل غير تلقائي، لعلة في هؤلاء، إذ ينتظمون بسرعة هائلة مع تحسس أيّ اعلان بالخطر القادم من كل خصم محلي أو عدو خارجي، وهم يعتبرون الفكر الآخر خصم ايضا، حتى يعلن ولاءه التام لمؤسسة الولاية.

بالنسبة لتاريخ التأسيس، نلاحظ على إحدى الصفحات انها انضمت الى العالم الإفتراضي وأُسسّت في العام 2016.

وقد كان حزب الله أول من تحدّث عن الحرب الناعمة في محيطه الممانع، وذلك بُعيد حرب تموز في العام 2006، هذا الحديث يتردد بكثرة على لسان الصحفيين والعاملين بالاطار الإعلامي للحزب سواء المتفرغين أوالموظفين، او السياسيين، وكذلك نشهد ان مواقع رديفة نشأت وتكاثرت بهدف إعانة الجبهة المجازية على عملها.

فخيمة الممانعة الكبيرة التي يديرها حزب الله ويحضن فيها كل القوى الوطنية والإسلامية الممانعة والقومية، تدعي انها تواجه حربا افتراضية مدفوعة الثمن من اعداء يحاولون تشويه سمعة الحزب، لذلك فان الحزب يسخّر تقنييه وخبراءه في “الجبهة المجازية” من أجل الانخراط في هذه الحرب دفاعا عن جميع مكونات حلف الممانعة.

ومقابل الجبهة المجازية هذه نرصد ما يعرف بـ”الإعلام الحربي”، الذي يوّثق الحرب السورية، والاعلام الحربي هو جهاز اعلامي مواز وتابع للحزب ايضا، كان قد لعب لعبته مع الإسرائيليين في الجنوب خلال الاحتلال، حيث كان يصوّر العمليات ضد المواقع الاسرائيلية ويبثها لجمهوره مما يقوي عضده بين الناس ويرفع من شعبيته. ونجح في تكذيب الاسرائيليين الذين كانوا أحيانا يخفون عدد قتلاهم عن جمهورهم.

واليوم، لم يعد للصورة سطوتها بالقدر الذي كانت عليه سابقا، فتوجه الحزب نحو العالم الافتراضي عبر صفحات الـ”فايسبوك” و”تويتر” والمواقع الالكترونية المتكاثرة، اضافة الى “غروبات الواتساب” التي تصب جلّ عملها على الارسال المتكرر للمقالات والأخبار والصور والمعلومات التي يغلب عليها الطابع التعبوي والسياسي، اضافة الى مضامين دينية تعبّر عن سياسة ولاية الفقيه الدينية فقط.

و#الجبهة_المجازية @jbhamjzye لا تتوقف عن افتتاح صفحات جديدة لها كل فترة، وقد بلغ توسعها ان اتفق جمهورها، اي جمهور حزب الله، على مواجهة زوكربرغ دفعة واحدة وفي وقت واحد، ضد ما قررته إدارة فايسبوك باقفال كل صفحة تنشر صورة للسيد حسن نصرالله. وقد نجحت حينها الجبهة المجازية بذلك. واعلنت انتصارها.

أقرأ أيضا: مناصرو حزب الله يواجهون «مارك زوكربيرغ » بالصور … وا سيداه

وتعمل #الجبهة_المجازية على دعوة الجمهور في أي إستفتاء تلفزيوني او إلكتروني، يكون السيد حسن نصرالله طرفا فيه لتغليب التصويت لصالح الحزب.

مارك زوكربيرغ يحجب صور الممانعة

غير ان اللافت هو ان انصار الجبهة المجازية الذين يراقبون المواقع التي تنتقد الحزب وسياسته وتبدأ بالهجوم الكلامي البذيء في محاولة للتأثير على الصحافة واصحاب الرأي المختلف ولا يتوانى هذا الجمهور عن استعمال لغة الشتائم والسباب رغم ادعائهم الاخلاق والتدين.

وثمة مديرية خاصة تابعة لحزب الله هي مديرية “الاعلام الالكتروني” التي تسير عمل الحزب الكترونيا على كافة الاصعدة لدرجة انه ممنوع على العاملين في اطار هذه المديرية التحدث عن موقع عملهم او مراكزهم.

اقرأ أيضاً: «مارك زوكربيرغ» و «نصر الله» !

اذن، حزب الله يرى خطورة وسرية العمل الإلكتروني بالمستوى نفسه الذي يرى فيه خطورة وسرية العمل العسكري. لكن عسى الا يكون ثمة عملاء لاسرائيل في هذه المواقع ايضا كما اكتشف في أماكن أخرى.

السابق
صورة تكشف هدايا السيد نصرالله لمقاتلي حزب الله في سوريا
التالي
سقوط 70 عنصراً من ميليشيات إيران والأسد في معارك حلب الشرقية