عملية داعش في الجولان تسمح لإسرائيل بالانضمام للمحور الروسي في سوريا

بقيت العملية التي نفذها فصيل من تنظيم داعش بمهاجمة قوّة تابعة للجيش الاسرائيلي في الجولان موضع استفهام أثارت تساؤلات وشكوكاً حول الرواية الإسرائيلية.

في حادثة هي الأولى من نوعها هاجم تنظيم داعش يوم الأحد قوة تابعة للجيش الاسرائيلي في الجولان مطلقين النيران وقذائف الهاون على كتيبة استطلاع التابعة للواء غولاني. الّا أن القوة الإسرائيلية لم تكن على شكل دورية كما سربت معلومات للصحافة العبرية، بل كانت كمينا في جنوب هضبة الجولان على المثلّث الحدودي مع كل من الأردن وسوريا مرتبا ومعدا سلفاً، عامل الصدفة هذا أثار تساؤلات وشكوكاً حول الرواية الإسرائيلية.

اقرأ أيضاً: براعة الأسد وحلفائه في القتل والتدمير

وبدوره شن السلاح الجوّي الاسرائيلي غارات على مواقع لـ «جيش خالد بن الوليد» التابع لداعش قرب المثلث الحدودي السوري الأردني الفلسطيني بعد أن حدد مكان المهاجمين ما أدى إلى إصابة السيارة وقتل”المخربين” الأربعة.

إلا أن اللافت ان التقارير الإسرائيلية ومن بينها تصريح الدكتور شاؤول شاي، رئيس قسم الأبحاث في “مركز هرتسيليا متعدد الاتجاهات” الذي نوّه إلى أنه في حال تبين أن تنظيم “الدولة” قد أحدث تغييرا على استراتيجيته بحيث يشمل استهداف إسرائيل “فإن هذا يلزم إسرائيل بتغيير سياساتها تجاه سوريا بشكل كامل”، متوقعا أن تجد تل أبيب نفسها “متورطة” في الحرب المشتعلة هناك.

بدوره توعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بعدم التهاون في ضرب مواقع لتنظيم “داعش” في سوريا، متعهدا بـ”عدم السماح لفتح جبهة للإرهاب” ضد بلاده من مرتفعات الجولان التي تحتل بلاده ثلثي مساحتها منذ عام 1967.

وفي مقابلة مع العميد الركن الدكتور هشام جابر، أبدى لـ “جنوبية” إستغرابه فيما يتعلّق بالحادثة التي وقعت في الجولان بين داعش والجانب الاسرائيلي مشيرا إلى أن “وجود داعش في منطقة الجولان خجول جدا لذا ما يحصل مستغرب، إذ من المعروف أن تلك المنطقة يسيطر عليها مجموعات تابعة لجبهة النصرة، وبالتالي لا مصلحة لداعش أن تفتح جبهة مع اسرائيل”.

كما رأى أن ما يتم تداوله عن الحادثة وتداعياتها “تضخيم إعلامي مسرّب من قبل إسرائيل، لأنها متهمة بمهادنة داعش من جهة ومساندة النصرة من جهة ثانية”. ولفت إلى أنه “بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن هدفه الأساسي بتدمير داعش، لجأت إسرائيل إلى الحرب النفسية على أنها من الممكن أن تساند الإدارة الأميركية الجديدة بمحاربة داعش من قبل هذه “القنبلة الصوتية”.

هشام جابر

كذلك أشار جابر إلى أن “داعش ممكن أن تتسلّل نحو حوران في حال تم حسم معركة الرقة وتم انسحاب داعش منها جنوبا وبذلك تكون على خط تماس مع إسرائيل في المثلث الأردني جنوب سوريا وغرب حوران بإتجاه الجولان”. وتابع “داعش في هذه الحالة يستطيع السيطرة في منطقة حوران وتشكيل خطر على الأردن كذلك خطر مع إسرائيل”. وقد أثار جابر شكوكا حول معركة الرقة والتعامل الاميركي مع هذه المعارك لافتا إلى أنه “للمرة الثانية يحكى عن تحرير الرقة فيما دون إحداث أي تغيير”.

من جهة ثانية، إستبعد جابر أن تكون هذه الحادثة تمهيدا لتدخل اسرائيلي مباشر في سوريا متسائلا “مَن سيسمح للجيش الإسرائيل بالدخول نحو الأراضي السورية؟ لا النظام السوري ولا حتى موسكو ممكن أن ترتكب هكذا حماقة”.

وأكّد جابر أن “ترامب وضع هدفا معلنا وهو القضاء على التنظيم الاسلامي وليس إحتوائه كما حكومة أوباما السابقة، وبالتالي إسرائيل حتمًا بدأت تتقرب من سياسة ترامب الجديدة من خلال القنبلة الصوتية في إطار حرب نفسية”.

داعش

وخلص إلى أن “وجود داعش المحدود جنوب سوريا يؤكّد أن لا مصلحة لداعش بمواجهة إسرائيل التي تصطنع هذا الموقف لإقناع أميركا أنها ستنفذ سياستها الجديدة لمواجهة الإرهاب من جهة ومن جهة ثانية موجهة للشعب الإسرائيلي لإقناعه أنه ضد داعش”.

اقرأ أيضاً: عملية «درع الفرات» شرذمت الجيش الحر

من ناحية ثانية يرى مراقبون أن هذه الحادثة العابرة والغير مقنعة قد تفسح في المجال لإسرائيل ان تغيّر استراتيجيتها بإتجاه الحرب السورية، كما أعلن مسؤولوها اليوم، وذلك على شكل تطبيق للتفاهم الروسي – الاسرائيلي الذي لم تعلن بنوده، والذي يقضي بأخذ موقف موحّد بالنسبة للأزمة السورية يدعم بقاء نظام بشار الأسد؟

السابق
بري للإيرانيين: فرنجية كان سينفذ ما يقوله السيد نصرالله
التالي
دوللي شاهين تواجه انفصالها الثاني عن زوجها المخرج علوان