إلى اين تتجه علاقة تركيا بالناتو؟

هل يبتعد حلف شمال الاطلاسي عن تركيا؟ خصوصاً وأن اردوغان بدأ يخالف البنود الاولى من تحالف مع الناتو بتفاهمه العسكري الصريح مع روسيا.

الوضع ليس على ما يرام بين حلف شمال الأطلسي والدولة الثانية فيه. رجب طيب أردوغان يبدو أنه يحاول تغيير خارطة امن الشرق الأوسط عبر الذهاب بتحالفات تضر بمصالح الحلف الغربي، عن طريق بناء تحالفات جديدة مضادة.

صورة تعود الى اواسط التسعينات لمنظومة «اس 300» في احد مراكز التدريب في روسيا (ا ب ا)

رجب طيب أردوغان سيستمر في سياسة تطهير البلاد من كل من يتهمهم بالضلوع في الإنقلاب الفاشل الذي حصل منتصف العالم الحالي. المؤشرات حول ضلوع اميركا في محاولة الإنقلاب عبر فتح الله غولن دفعت أردوغان للإنتقام على طريقته، ولكن قلب الاوراق الإقليمية وإندفاع الاتراك نحو روسيا بدأ يقلق تحالف الناتو.

اردوغان نقل صراعه مع الإنقلابيين إلى مواجهة ما تبقى من المعارضة التركية وتجلى ملمحها الصريح حين اوقف الامن التركي مدير تحرير صحيفة “جمهورييت” في مطار اتاتورك أوائل الشهر الحالي. كذلك الأمر سيكون الأتراك على موعد مع الاستفتاء على الدستور الجديد ومن المتوقع انه من الآن إلى نيسان 2017 سيكون اردوغان قد اجهز كلياً على ما تبقى من المعارضة وسيبدو مشهد الإستفتاء موالياً جداً لقرارات اردوغان.

إقرأ ايضاً: الأسد زار روسيا سرّاً … وبعث رسالة إلى إسرائيل

اردوغان يلعب ايضاً بالتحالف المقدس لحلف الناتو، فقد أعلن وزير الدفاع التركي فكري إيشيق أمس، أن بلاده تجري محادثات مع موسكو لشراء أنظمة دفاع صاروخي من طراز «أس-400». وأبدا ايشيق رغبة بلاده في التعاون بإستمرار مع روسيا فيما يتعلق بمنظومة الدفاع الجوي وطلب من تحالف الناتو إبداء حماسة من تعاون البلدين.

واشار بوتين في مناسبات عدة إلى تحسّن علاقته بأنقرة المتجهة للمزيد من التعاون حول سوريا. ولكن قرار تركيا بكثيف تعاونها العسكري مع روسيا أزعج حلف الناتو خصوصاً ان منظومة تركية العسكرية كلها في علاقة مع حلف الناتو الذي تعتبره روسيا تهديداً اساسياً على إستقرارها وأمنها.

إقرأ أيضاً: ايران مستاءة من روسيا لكشفها سرّ قاعدة «همدان»‏

من جهته أعلن امين عام حلف الناتو ينس ستولتنبرغ عن تلقي الحلف طلبات كثير من ضباط اتراك واهاليهم يريدون الهروب من تركيا واللجوء إلى دول اوروبا خوفاً من إعتقالهم بتهم تتعلق بالإنقلاب الفاشل.

وبحسب رويترز فقد قال ستولتنبرغ ان  “عدد من الضباط الأتراك العاملين في هياكل قيادة حلف الأطلسي طلب اللجوء في البلدان التي يعملون بها… وكالعادة هذا موضوع سينظر فيه الحلفاء ويبتون فيه”.

ومن الممكن ان يزداد التوتر في حال قبل الناتو مطلب الجنود الاتراك، وفي حال وافقت روسيا على النظر في طلب وزير الدفاع التركي بما يتعلق بتعاونها مع انقرة حول تحسين السياسة الدفاعية الجوية لتركية.

 

 

السابق
فيديو «ما بضهر مع سوري»: حينما تُعَنون السخافة بالثقافة
التالي
في ذكرى شهادة السيد علي بدر الدين: فصل مجيد من حياته