بعد إطلاق سراح الشيخ الطراس: أين حصانة رجال الدين؟

تمّ إخلاء سبيل الشيخ بسام الطرّاس يوم أمس الأربعاء 9 ت2، وذلك بعد أكثر من شهر من المماطلة والاستئناف، ليطرح سؤال مشروع وهو لماذا لم تبلغ المؤسسة الدينية التي ينتمي إليها الشيخ الطراس بالتهم الموجهة اليه لتتم الاجراءات القانونية عبرها؟

لم يكد الشيخ بسام الطرّاس يخرج من مكان توقيفه عشية يوم عرفة قبل يوم من عيد الأضحى، ليفرج عنه بعدها مسقطاً عنه القضاء كل التهم التي تمّ تسريبها ونشرها في بعض وسائل الإعلام والتي تأرجحت بين التواصل مع المنظمات الإرهابية والضلوع بتفجير كسارة زحلة، حتى عاد الشيخ الطراس إلى السجن مجدداً بعدها بمدة زمنية قصيرة.

في مرحلة توقيفه الثانية لم ينجح الضغط الشعبي في إطلاق سراحه، فحوّل إلى المحكمة العسكرية التي تنقل بينها وبين محكمة التمييز لعدة مرات، قبل أن يتم رفض قرار الاتهام الذي عاد وأصدره القاضي صقر صقر مجدداً يوم أمس ويفرج عنه.

التهم التي رافقت ملف الطرّاس كانت الانتماء إلى تنظيم داعش والتواصل مع شخص ينتمي إلى التنظيم بعد معرفته بذلك،
إلا أنّه لم يتم إثبات أيّ من هاتين التهمتين.
قضية الطرّاس والذي هو شيخ ورجل دين ومفتي سابق، تطرح عدة أسئلة، عن العرف المفترض أن يعمل به في التعامل مع رجال الدين، والتدرج بدءاً من تبليغ القيادات الدينية حيث لا يتم الاعتقال إلا بثبوت التهمة.

الطرّاس وخلال التوقيفين لم يتم الأخذ بعين الاعتبار لا مكانته الدينية ولا دور دار الإفتاء، فسقط العرف الذي لم يعد يؤخذ بعين الاعتبار في التعامل مع قضايا رجال الدين السنة.

منسق التحالف المدني الإسلامي الأستاذ أحمد الأيوبي وفي حديث لـ”جنوبية” حول الإفراج عن الشيخ الدكتور بسام الطرّاس، توقف عند دور دار الفتوى معلقاً “أوجه شكر خاص لسماحة مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان على الجهد الذي بذله في مواكبة هذا الملف لتأمين شروط العدالة والإنصاف في هذه القضية “.

احمد الأيوبي
وتابع الأيوبي فيما يتعلق بملف الدكتور الطرّاس “هناك جزء قضائي سوف يتم استكماله لينتهي الملف ولتختم المحاكمة، وهذا الجزء نطمأن إلى المسار فيه فكما أنجزنا القسم الأول بجهد وعملت الأستاذة المحامية زينة المصري، نحن واثقون أنّه سوف يتم إنجاز الجزء الآخر، وسوف نصل إلى الخاتمة السعيدة النهائية في قضية الشيخ”.

مضيفاً “موضوع البراءة والحكم القضائي، نحن موقنون به وبانتظار ختم الملف قضائياً، ولكن من الناحية العملية نعتبر أنّ هذا الملف نموذجاً لقيام بعض الأجهزة بالتسرع في إطلاق الاتهامات وتركيب الملفات وإعداد التصورات البعيدة عن الواقع وتلبيسها لشخصيات ولرموز سنية فقط لأنّها تنشط ولها حضور راقٍ بعيد عن العنف والإرهاب ورفض الآخر”.

إقرأ أيضاً: هكذا تتم شيطنة و دعشنة الشيخ الطرّاس

ولفت الأيوبي إلى أنّ “الدكتور بسام الطراس كان نموذجاً للعمل السلمي والحضاري الراقي، وللإعتراف بالآخر والتعاون مع الجميع”.

متسائلاً “هذا النموذج حينما يُستهدف ماذا سيقول المعتدلون؟ وماذا سيكون المتطرفون؟”.

وأوضح “نحن اليوم نستنج عدة خلاصات منها، أنّه في حال كان لدينا محامون أكفاء يمكن تفكيك الملفات وتثبيت البراءة، وأنّه لا بد من الإصرار والثبات والصبر أمام الضغوط ، كذلك لا بد من التزام العمل السلمي والسياسي والعلمي والحضاري لأجل استكمال المواجهة حتى النهاية”.

إقرأ أيضاً: الطرّاس لـ«جنوبية»: ليشطينوا ما شاؤوا .. لن يديننا أحد
وشدد الأيوبي أنّ “مشروع حصانة المشايخ يفترض أن يقر في المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى ونحن بهذه المناسبة نجدد طلبنا بطرحه على المجلس وإقراره بالصيغة التي تتلاءم مع خصوصية دار الفتوى وبالطريقة التي تُحفظ بها كرامة العلم والعلماء ويُصان بها الأمن والاستقرار، فالعلماء ينتمون إلى دار الفتوى ويحق لهم أن يكون هناك حصانة تخضع لتدرج قانوني في إخضاعهم للتحقيق، لأنّ الأسلوب الذي يعتمد حالياً يشكل كارثة حقيقية على الحقيقة والكرامة والعدالة في لبنان”.

السابق
في مشتى حسن: أطلق النار على أطفاله الصغار وهم نيام
التالي
الثوار يسترجعون ضاحية الأسد ويسقطون العديد من عناصر النظام وحزب الله