دروز سوريا: تهديدات وتجاوزات الثوّار حشرتهم مع الأسد

دروز راشيا

في دراسة كتبها فابريس بالونش في معهد واشنطن رأى ان الدروز على الرغم من تشكيلهم أقلية في سوريا فانهم تمكنوا من تجنيب أنفسهم من الحرب الدائرة في البلاد. والمدن التي يسيطرون عليها تمنحهم مكانة مع الجهات الطامحة للسيطرة على مستقبل سوريا.

دروز

وقال الكاتب ان الأسد تمكن من إقناع الطائفة وإستغلال مخاوفها بهدف التعاون معها مستفيدين من سلسلة أخطاء إرتكبها المسلحون المتمردون خلال بدايات الثورة السورية.

 

ويقول بالونش انه خلال عام 2010 كان يعيش في سوريا حوالي 700 ألف مواطن درزي، وغالبيتهم يقطن في محافظة السويداء التي يسكنها حوال 350 الف منهم. اما البقية فيتوزعون بين دمشق وجبل حرمون وجبل السماق وجرمانا وصحنايا.

 

ويشير الكاتب إلى المناطق الدرزية لعبت دوراً أساسياً لأنها تحيط بالمناطق التي يسيطر عليها فصائل المعارضة، فمناطقهم تعد معقلاً للموالين للنظام. وقد تمكنت المناطق الدرزية من عزل المناطق السنية الثائرة عن المناطق الموالية.

 

ويقول الكاتب ان الجيش السوري لا يتمتع بثقة الدروز لذلك شكلوا ميلشيات خاصة لحمايتهم وبأن “هؤلاء يعرفون المنطقة جيداً ولديهم حافز أكبر للدفاع عن وطنهم من دفاعهم عن النظام في حلب أو حمص. وفي الواقع، إن الاتفاق غير الرسمي الذي توصل إليه الأسد مع الزعماء الروحيين للطائفة الدرزية أو “شيوخ العقل” نصّ على إبقاء المجندين الدروز في محافظة السويداء، مع الإشارة إلى أن الأسد يعتمد اعتماداً كبيراً على هؤلاء الزعماء للتحكم بالدروز”.

 

ويشير الباحث إلى ان التوتر مع المعارضة السورية في درعا ظهر عام 2011 حين أطلق المتظاهرون هتفات ضد الدروز والأسد وقامت لاحقاً جبهة النصرة بخطف عدد من المشايخ.

ومن تلك الفترة لم تتوقف النصرة عن إستهداف الدروز، وحاولت المعارضة إحتلال مطار الشعلة الواقع في السويدا. هذا الأمر دفع الدروز إلى تفعيل تحالفهم مع الجيش السوري لتحصين مناطقهم.

ولكن لن يخلو المشهد من بعض المظاهر الإستثنائية فقد إنشق الضابط خلدون زين الدين عن الجيش السوري وشكل كتيبة “سلطان باشا الأطرش” وإنضم إلى المتمردين السنة في درعا.

ويقول الكاتب “لقد كان “الشيخ البلعوس” أحد الدروز الأوائل الذين شكّلوا ميليشيات موالية للنظام، وبحلول عام 2014 نجح في تمييز نفسه في اشتباكات متعددة على غرار “معركة داما”. وقد طلب من الأسد تزويد ميليشيات “جبل الدروز” بأسلحة ثقيلة للدفاع بفعالية أكبر عن المنطقة، ولكنه دخل في الوقت نفسه في النقاش السياسي ليعبّر عن مخاوف أبناء طائفته من خلال انتقاد غلاء المعيشة والفساد المستشري وتجنيد الرجال الدروز للقتال على الخطوط الأمامية خارج “جبل الدروز”. وبحلول حزيران/يونيو 2015، ازداد عدد أفراد عناصر المليشيا التابعة للشيخ البلعوس إلى حوالي1,000  مقاتل، وكان يتلقى التمويل اللازم لشراء الأسلحة من جهات خارجية، بما في ذلك من الدروز الإسرائيليين القلقين على مصير إخوانهم في سوريا.

ولكن في الخامس من أيلول/سبتمبر من ذلك العام، اغتيل “الشيخ البلعوس” في ظروف غامضة وتم حل ميليشايته”.

وختم الكاتب “كما تبدو الأمور، سوف يكون من الصعب فصل “جبل الدروز” عن نظام الأسد بقوة الإقناع وحدها. ولا يمكن كسب ولاء الدروز ما لم تنقطع صلتهم عن دمشق، وحتى في هذه الحالة سيحتاجون إلى ضمانات ملموسة فعلية بأن القوى الدولية ستحميهم من التنظيمات الجهادية مثل «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة الإسلامية». [وفي الواقع]، لا يريد أهالي “جبل الدروز” أن يلقوا المصير نفسه الذي لقيه إخوانهم في الدين في “جبل السماق”. ومن هذا المنطلق، إذا كانت واشنطن وحلفاؤها يريديون لهذه الأقلية الاستراتيجية أن تلعب أي دور في الإطاحة بالنظام أو في إنهاء الحرب بشروط ميسّرة، فلا بد لهم من طمأنة الدروز المحليين بشكل واضح بأنّ لديهم مستقبلا آمن في في سوريا من دون رعاية الأسد.”

المصدر: http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/the-druze-and-assad-strategic-bedfellows

 

السابق
الناشطون يحتفلون بالحريري: #دولة_السعد
التالي
احتفالات في صيدا مع تكليف الحريري تشكيل الحكومة