ترشيح عون يضاعف كراهية الشيعية السياسية للحريري

هل أصاب الإرباك حزب الله بعد ترشيح الرئيس سعد الحريري للعماد ميشال عون؟ التحليلات الصحفية التي باتت تشك بحتمية وصول الأخير إلى قصر بعبدا في 31 تشرين الثاني القادم مع المراوغة التي أشار إليها رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، والذي اكد ان الإيرانيين حالياً لا يريدون رئيساً للبنان.

الشعور بالسلبية والعدائية، تضاعف لدى الشيعية السياسية ضدّ رئيس مجلس الوزراء السابق سعد الحريري بعد ترشيحه الجنرال ميشال عون لرئاسة الجمهورية، وتجلّى ذلك على الصعيدين الرسمي والشعبي مع مواقف الرئيس نبيه بري التصعيدية، والصمت لدى قادة الحزب الذين وكلوا أنصارهم بمضاعفة كيل الشتائم للحريري على مواقع التواصل.

جعجع عون حزب الله

يريح حزب الله من اصطفاف بري في طرف المعارضة، لأنها تفتح له مجالاً للمناورة بذرائع الميثاقية، مسرحية التناقض بين بري وحزب الله باتت مكشوفة، يستطيع بري تأجيل الجلسة ورميها إلى الأشهر القادمة تحت ذريعة عدم الرضا عن ترشيح عون، إلا أن إطباق الحصار على الجهات الفعلية غير الراغبة بوصول الجنرال تبدو انها مدروسة بحكمة منذ اللحظة الأولى من بزوغ تفاهم معراب إلى النور وصولاً إلى تنازل الحريري عن مرشحه سليمان فرنجية وتبنّيه رسمياً ترشيح ميشال عون واصفاً إياه “بالاجدى لتولي رئاسة قصر بعبدا” للأعوام الستّة القادمة.
من يعطل وصول عون إلى رئاسة الجمهورية لم يعد سؤالاً في ظروف تنكشف فيها أسئلة ضرورية وملحة، فإلى متى سيستمر حزب الله  في منع عون تحقيق حلمه الرئاسي الساعي له منذ تاريخ الحرب الاهلية اللبنانية.

 

الإشارة لم تصل من إيران لإفساح المجال لعون كي يأتي رئيساً، ولكن الإشارات بدأت تصل إلى عون من دول لم تبد إستياءها من خطوة الحريري في ترشيحه.
يخفي عون في جعبته حين تطأ قدماه قصر بعبدا الكثير، “الصديق اللدود”، وربما “العدو المحتمل ” لحزب الله لان احدا ما، لن يستطيع التنبّؤ بتصرفاته وسياسته في حال تحول إلى فخامة الرئيس برأي حلفائه المستتر في الشيعية السياسية.  غير إن ما صدر عن بيت الوسط ومعراب يختلف في العمق عن رؤية حزب الله ورهانه في إدارة لبنان وفتح أبوابه على صراعات خارجية.

عون ليس أميل لحود، وحزب الله يفهم ذلك ولا يريد المجازفة في الاتيان بالزعيم المسيحي الأول وتقليده منصب رئاسة الجمهورية، لذلك فإن تبني ترشيح سعد الحريري لميشال عون هو خطيئة بنظر حزب الله لن يغفرها له أبدا.

السابق
الحكيم والحريري بعد«كسب الرهان» وانكشاف نوايا حزب الله!
التالي
الرئيس الحريري غادر إلى السعودية