المنتحر والمعارض والعاجز: قرر سعد الحريري أن ينتحر

في الشرع الإسلامي انه لا يجوز الصلاة على المنتحر، ولا حتى تقبل التعازي به.
لكن في السلوك الاجتماعي لا يمر رحيل شخص حتى لو كان منتحراً من دون حزن او تأثر او مواساة أهل الفقيد.
فيظل هكذا وضع أنصار سعد الحريري متأرجحاً بين الشرع الإسلامي والواجب الاجتماعي الى زمن طويل.
يقول سعد الحريري انه اضطر الى الانتحار السياسي لإنقاذ البلد اقتصادياً لكن الرافضين لانتحاره السياسي لهم رأي آخر بأن انهيار البلد الاقتصادي سيطال كل اللبنانيين، اما الانتحار السياسي فسيؤدي الى خضوع المهزوم بالانتحار الى سيطرة الذي لم يهتم يوماً بالخراب الاقتصادي بل وكان يدفع اليه لإلزام سعد الحريري بهذا الإنتحار السياسي.
يقول سعد الحريري: السعوديون تركوني على الحصيرة ولم يعد أمامي الا احدى خطوتين إما الانتحار وإما التعويم، اي ان سعد الحريري يظن ان ترشيح ميشال عون للرئاسة سيعوّمه.
انه منطق الذين يزينون للحريري ان كل مشاكله المالية ومع السعودية ستنتهي بمجرد ان يصبح رئيساً للحكومة.

إقرأ أيضاً: كبّارة لـ«جنوبية»: المعترضون على قرار الحريري لا يتجاوز عددهم أصابع اليد

ولكي يصبح رئيساً للحكومة عليه ان ينتخب عون، عندها لا خراب اقتصادياً ولا إنتحار سياسياً، فأمام رئاسة الحكومة تهون كل التنازلات.
تعالوا الى الجانب الآخر، الرئيس نبيه بري أعلن انه لن ينتخب ميشال عون حتى لو ظل وحيداً.
الرئيس نبيه قال انه جرّب الحكم عقوداً طويلة وهو سيجرب الآن المعارضة.
الرئيس نبيه بري تحدث عن المنازلة الكبرى.
نقل عن الرئيس بري قوله: الحريري سيرشح عون وسيعمله رئيس جمهورية ليصبح هو رئيساً للوزراء ((وعليّ اذا بيشكل حكومة))، وكان الوزير علي حسن خليل الأسرع في ترجمة هذا الكلام وتحذيره من عودة الثنائية السنّية – المارونية التي حكمت لبنان منذ عام 1943 حتى 1989 وقيام الطائف.

إقرأ أيضاً: الحريري يؤيد عون والناشطون: برّي زعيم طريق الجديدة!

يجزم مطلعون ان كلام الرئيس بري يعني انه إذا جاء ميشال عون رئيساً وكلّف سعد الحريري بتشكيل الحكومة لن يشارك الشيعة في هذه الحكومة.
فماذا عن موقف حزب الله؟ تجزم مصادر الرئيس بري ان حزب الله لن يشارك في حكومة يغيب عنها ممثلو أمل وبالتالي ينتقل الفراغ من رئاسة الجمهورية إلى رئاسة الحكومة وينتقل الصراع بين 8 و14 آذار/مارس إلى صراع سني – شيعي ويصبح الرئيس الماروني ميشال عون الحاكم العاجز عن الحكم ويستمر الفراغ ولا يكسب أحد ويصبح البلد محكوماً بثلاثية المنتحر والمعارض والعاجز.

(مجلة الشراع العدد 1770)

السابق
#عون_راجع واللبنانيون بين البرتقال ينقسمون
التالي
في ظلّ الخلاف حول ترشيح العماد عون: حزب الله وحركة أمل.. بين المواجهة والاتفاق