بعد ما خلص كل شي صار لازم أحكي: نحن مهددون بالزوال قريباً

انتهت المتاجرة بفلسطين ...لتفتح المتاجرة في سوريا والعراق واليمن ... طبعا بوجه المشروع الغاشم ، ولكن اي مشروع غاشم ؟؟

هل هو الاحتلال الروسي وعدوانه على الشعب السوري ام نظيره الايراني او انه بوجه المشروع الامريكي الذي يغطي العدوانين السالف ذكرهما …او الصمت الدولي …

تحدث “القديس” البارحة عن مشروع فريقه الطامح في المنطقة والمترقب لكثير من سنوات الحرب و الدماء القادمة، وقال بشكل صريح وواضح ان المعركة هي لابراز مشروع على حساب مشروع ….لكن السؤال المهم …. طالما هم لديهم مشروع ويقاتلون لاجله ومعهم العالم -سرا وعلنا- …
نحن أين مشروع المواجهة الذي نعده مقابل هذا المشروع ؟!
نحن لا نملك رؤية لمواجهة الخطر الداهم من العالم علينا وربما الهدف هو تحطيم بنيتنا وكياننا الى الابد، فلم نجد في تاريخنا المعاصر تكالب أممي علينا، مثل التكالب الذي نعيشه اليوم من اجتماع للدول الغير عربية والمعادية للفكر القومي العربي والتوحد الاسلامي حول الامة الجامعة … ايران روسيا، القومية الكردية المتعصبة وكذلك الغرب المتمثل بصمته حينا، وبدعمه المستخلص من هذا الصمت لهذه الممارسات المعادية التي تدمر ارضنا وشعبنا وتاريخنا الحاضر والماضي أحيانا اخرى.

إقرأ أيضاً: فلسطينيّو الداخل أولويتهم «البقاء»
نحن وما تبقى لنا من كيانات لم يصيبها التفكك والعدوان الذي يزحف اليها حتما حين تسمح له الفرصة ….لا نفكر كيف نواجهه ولا كيف نعمل على خلق رأي عام دولي يساند فكرة مشروع المواجهة الذي يحمي وجودنا الذي بات مهددا بلا نقاش .
ولم تجد اسرائيل فرصة تاريخية مريحة لها مثلما تعيش اليوم، فثمة من يقاتل عنها في العمق ويقدم لها الدمار الذي تنتظر ويتقاطع مع مشروعها التدميري … وحين يهمسون على ألسنة قديسيهم -اي اصحاب المشروع المعادي- بأن مشروعهم هو لمحاربة الكيان الصهيوني، فإنما هو جزء من المتاجرة…
ولو كان هذا صحيحا ….لكانت اسرائيل وحلفاؤها من الغرب عملوا ومنذ الفترة الاولى على وأد هذا المشروع (الايراني والروسي وحلفائه) دون انتظار او ترقب، لكنهم يعرفون حقا أنهم جميعا في نفس الخندق وهدفهم واحد ….”إنهاء الكيان العربي والامة الاسلامية مع ما تحمل من تاريخ وحضارة ومعالم وبنيان”.

إقرأ أيضاً: الذكرى الـ36 لحرب الخليج الأولى: هكذا حققت ايران انتصارها النهائي
ونحن نقع اليوم في نفس الخطيئة التاريخية التي ارتكبت بعد حرب اكتوبر (تشرين) عام 1973، حين قاتلت الجيوش العربية من اجل محاربة مشروع الكيان الصهيوني، وجلسنا بعدها دون استراتيجية حقيقية لمحاربة المشروع المعادي بمشروع مقابل…. فبقيت اسرائيل وتمددت وأصبحت اكثر قوة ورصانة…. وتفككنا نحن من حولها …. وبتنا الارض الخصبة لولادة المؤامارات التي حيكت بدأ بالعراق 2004 وحتى الحرب الشاملة اليوم التي تضرب بلادنا شرقا وغربا ….
نعم نحن مهددون بالزوال وليس لدينا مشروع المواجهة للصمود وبتنا نخاف أن يطالنا العدوان وننتظر وصله في أي لحظة الينا مهما بعدنا عن مسرح الدمار …. فهل سنخلق مشروع المواجهة والصمود قريبا ….او سنبقى ننتظر ردات الافعال العشوائية التي لا تجدي.

*بقلم عضو التحالف المدني الاسلامي في لبنان مروان حيدر

السابق
عقاب صقر: الجنرال عون أحوج ما يكون إلى ضمانات للانتقال من الرابية إلى بعبدا
التالي
باسيل: الجنرال سيقول الأحد «أنا شاب بعقلي وجسدي»