هذا المسفوك في صنعاء هو دمنا

لا يمكن وصف ما جرى في صنعاء بالحدث العادي إنّها مجزرة تظهر المدى الذي ذهبت إليه الحرب في اليمن. قتل المدنيين واستهدافهم بهذه الطريقة الهمجية يؤكد عبثية هذه الحرب التي بات المدنيون ضحاياها الوحيدون.

التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن يتحمل مسؤولية هذه المجزرة ولا يمكن اعتبار ما جرى خطأ غير مقصود. فالتقنيات والقدرة على التمييز بين ما هو تجمع مدني وما هو تجمع عسكري هو أمرٌ متاح وغير معقد. بهذا المعنى هذه الجريمة أكبر من أن تمر، والرد عليها يجب أن يكون معاقبة من ارتكب هذه المجزرة ليس بالمعنى الفردي بل بالمعنى السياسي والجنائي.
الخطوة المطلوبة هو  وقف السعودية تدخلها في اليمن مهما قيل في التدخل الإيراني. فمن يقرر مصير السلطة في اليمن هم أبناؤه ولا احد سواهم. مجزرة صنعاء صفعة في وجه التدخل السعودي . وجريمة لن يخفف من آثارها الا وقف التدخل السعودي العسكري.
مقتل المدنيين في مجلس عزاء جريمة لا يمكن السكوت عليها وإدانتها والمطالبة بمعاقبة الجاني أقل ما يجب. والأهم من كل ذلك أنّ الضمير الإنساني والعربي لا يمكن أن يتحول في ظلّ هذه الدماء النازفة إلى مجرد شاهد زور لا يمكن أن نكونه.
الاجرام والقتل ليس له هوية إلاّ هوية القاتل وهذا ما لا يمكن السكوت عليه أو الصمت حياله. هذا الدم النازف في صنعاء دمنا النازف على امتداد هذا المدى العربي المستباح.

السابق
رسالة مفتوحة من«طلعت ريحتكم» إلى السيّد حسن نصرالله!
التالي
حزب الله يشترط على الحريري لقاء نصرالله