الطرّاس من تهمة إلى تهمة ولا تهمة…«شيخ من طائفة يتيمة»

لا تزال قضية الشيخ بسام الطرّاس تتفاعل، لا سيما وأنّ التهم قد تنوعت فما إن تثبت براءته في ملف حتى يتم توريطه في ملف أخر، وصولاً إلى مداهمة منزله يوم أمس الجمعة 8 تشرين الأول واعتقال نجله الدكتور عمير ومن ثم الإفراج عنه بالضغط من مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان

هيئة علماء المسلمين تتابع بغضب ملف الدكتور بسام الطرّاس وتوقيفه المتكرر، كذلك استنكرت في بيانات سابقة التعامل بإزداوجية بين أبناء الوطن الواحد، فتوقف الدولة بحسب “بيان الهيئة” من يناصر الثورة السورية في حين تقف موقف المتفرج من مقاتلي حزب الله وهم يذهبون ويقتلون الشعب السوري علنية.

اعتصامات الهيئة التي دعت إليها ونفذتها، لم تؤدِ للإفراج عن الشيخ، ليتفاقم الغضب يوم أمس باعتقال نجله ثم الإفراج عنه بعد ثماني ساعات، فما جديد هذا الملف؟ وما الخطوات القادمة؟
في هذا السياق سأل الشيخ عدنان إمامة الرئيس السابق لهيئة العلماء المسلمين لـ”جنوبية” أنّه “إن كان الشيخ بسام الطرّاس متطرف، فإنّه أكثر من جهاز أمني قد حقق معه ومن المفترض أن يكون بين أيديهم قرائن تدينه وأن يواجهوه بها، وألاّ تظل القضية بالتالي غامضة بالطريقة التي نراها بها، ممّا يؤكد لنا أنّ التهمة باطلة”.

مضيفاً “بغض النظر عن أنّ الدكتور الطرّاس رجل لا يُخدع ولا يحمل الأفكار العبثية التي لا يعتنقها عاقل، هناك تناقض في التهم، ففي البداية تمّ توقيفه بتهمة تفجير الكسارة ومن ثم قيل أنّه لا علاقة له بالملف وإنّما أوقف لمعلومات تمّ الحصول عليها، وبعدها تحوّلت القضية إلى التعرف على شخص مرتبط بالذي حصل في الناعمة، ثم انتقل الموضوع لقضايا مالية، ليعلن الآن أنّ سبب التوقيف هو ملفات مشفرة على هاتف لم يستطيعوا معرفة ما بها، ويطالبون الشيخ بسام أن يفكها، وهو يقول أنّ هذه الملفات قد دست في الهاتف”.

وتساءل الشيخ إمامة “لو كان الشيخ الطرّاس بالفعل متورط من المنطقي أن يكون هناك شيء أساسي يواجهونه به، وليس أن يتكرر توقيفه ويتعاقب أكثر من جهاز أمني على اعتقاله”.

وفيما يتعلق باعتقال نجله أوضح “قالوا لنا أنّ الشيخ بسام قد طالب بابنه إذ لربما يكون أكثر معرفة بالهاتف منه كون الشيخ ليس خبيراً، وإجابتنا كانت أنّه مادام الدكتور عمير الطرّاس مطلوب فقط لفك التشفير لماذا كانت المداهمة بهذه الطريقة التي أثارت الشارع، ولماذا تمّ أخذه مكبلاً بدلاً من أن يستدعى بكل احترام”.

الشيخ عدنان امامة

ولفت الشيخ إمامة إلى أنّ “هناك قطبة مخفية في المسألة، وهذا الموضوع لا يجوز أن يحصل مع شخص يفترض أن يحترم وأن يقدر لمكانته العلمية في لبنان وفي العالم العربي والإسلامي”.

إقرأ أيضاً: «الطرّاس» يُفشل خُطّة مقايضته بمرافق وهّاب: التسوية والتسييس أسقطهما المشنوق

مردفاً أنّ “الغضب الشديد ليست فقط على كرامة العلماء، وإنما لأنّه هناك أجهزة أمنية تتعاطى بطريقة غير حضارية مع طائفة بعينها دون سائر الطوائف، وهذا ما يعزز شعور الإحباط والاشمئزاز لدى الطائفة السنية من استهداف الاجهزة الأمنية على اختلاف تلوناتها لهؤلاء الأيتام الذين ليس لديهم أم، ونحن نتأسف أن نقول ذلك إلا أنّه في ذات الوقت الذي أثيرت به قضية الشيخ بسام كان هناك وزير سابق يشتم الأمن ويتطاول على الوزراء وعلى السياسيين ويقول (أنا بلدي مربع أمني لا أسمع لأي قوى أمنية أن تدخلها والقبضاي منكم يتفضل)، ولم يحاسب هذا الرجل ولم يقال أنه تجاوز القانون وقد صمت الجميع صمتاً عجيباً، فكيف نستطيع أن نبلع هذا الشتاء والصيف تحت سقف واحد كيف نستطيع أن نقبله وان نقنع الشارع أننا فعلاً دولة القانون ودولة المؤسسات”.
وعن دور دار الفتوى، أوضح الشيخ إمامة أنّ “دار الفتوى سقفها منخفض إذ أنّه في نهاية المطاف جهاز رسمي، إلا أنّه يحاول في السر حلّ المشكلة إذ أنّ هذا الموضوع مؤذٍ للشارع اللبناني عموماً وللشارع السني خصوصاً، ونحن لا نطلب أيّ شيء من دار الإفتاء ومجرد قبول المفتي بنصرتنا لهذه القضية واعترافه بأنّها حق هذا أمر طيب جداً”.

إقرأ أيضاً: هكذا تتم شيطنة و دعشنة الشيخ الطرّاس

متابعاً “أما بالنسبة لهيئة علماء المسلمين، فإنّه اليوم من المفترض أو أن يفرج عن الشيخ بسام الطرّاس حسب الأصول القانونية أو سوف يحال للتحقيق مرة أخرى، و في حال افرج عنه كفى الله المؤمنين القتال وسوف نعتبرها سحابة صيف وانتهت، وأما في حال تجدد هذا الأسلوب من محاولة توريط الشيخ بسام وإدانته بدون وجود أدلة فعلاً تدينه، فسوف يكون هناك حالة غضب تعمّ الساحة اللبنانية وسوف يكون هناك أنشطة وفعاليات متصاعدة وصولاً لقطع الطرقات في كل لبنان، وسوف تكون الجمعة القادمة جمعة غضب شعبي على هذا الحال المزري الذي أدّى إلى إهانة مفتي سابق وطائفته وعمائم طائفته”.

خاتماً “نرجو من جهتنا أن يفرج عن الشيخ الطرّاس ونتمنى أن لا ندخل في صراعات وتصعيد لا سيما وأنّنا لسنا من هواة ذلك، ولكن ( إذا لم تكن إلا الأسنةُ مركباً *** فما حيلةُ المضطر إلا ركوبها)”.

السابق
نجل الطرّاس: لن نسكت أبدا بعد الآن فليعتقلوا أو يعذّبوا أو يقتِّلوا
التالي
بالفيديو: غارة جوية استهدفت مجلس عزاء في صنعاء ومقتل الحاكم وجثث متفحمة