تفاح «الجبل» بسمنة وكرز «عرسال» بزيت

بعصا السياسة السحرية، وببركة جبران باسيل والتغريدات التويترية، والصوت الذي أعلاه في كلّ صرح أطلّ منه، وبضغط من القيادات المعنية، حلّت مشكلة التفاح، فقرر مجلس الوزراء دعم المزراعين بمبلغ 5 آلاف ليرة تدفع مباشرة على كل صندوق زنته 20 كلغ.

التفاح، أخذ حقه، وللمزراعين أن يطالبوا الحكومة وأن تدعمهم، ولكن حينما تتحول السياسة لتفاح بسمنة وكرز بزيت، لا بد أن نتساءل.
عرسال التي يتحول شجرها المهجور في الجرد منذ سنوات لحطب و وقود إذ يقتطع بفصل الشتاء، هذا الشجر الذي كان ينتج للبلدة ما يزيد عن الـ30 ألف طن من الكرز، لم تأبه به الدولة ولم تعوّض.
فالحكومة كما يبدو شطبت عرسال عن الحدود اللبنانية، إذ لم تتحرك فيما يتعلق بمزارعيها وخسائرهم، لتفاجئنا بتحرك سريع وحلول حاسمة لأزمة التفاح.
رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري أكدّ لـ”جنوبية” في هذا السياق أنّهم ليسو ضد التعويض على مزارعي التفاح معلقاً “كان عليهم في الوقت نفسه النظر بوضعنا،والتعويض علينا ونحن ثلاث سنوات قد حرمنا من أرزاقنا، الجرد محاصر وهناك خسائر مادية كبيرة”.

عرسال
مضيفاً “نحن بصدد تحرّك واعتصام في مدينة بيروت للمطالبة بالتعويض عن الخسائر التي تكبدها أهالي عرسال خلال السنوات الثلاث الماضية، على الدولة في هذه المرحلة أن تكون محرجة بعدما حلّت أزمة التفاح وأن تتعامل بالمثل مع مزراعينا”.

ولفت الحجيري إلى أنّهم قد تابعوا هذا الملف منذ الأساس، قائلاً ” حملنا هذا الموضوع إلى جميع الجهات، تواصلنا مع رئيس الحكومة، مع الوزراء والأمنيين وقيادات الصف الأول من قائد جيش ومدراء، وجميعهم كانوا يتضامنون معنا بالكلام ويقولون أنّه ما من تمويل”.

وأوضح أنّ “الوضع في عرسال لم يعد يحتمل وهو على وشك الانفجار والأهالي لديهم هاجس الأيام المقبلة في ظلّ هذا التهميش”.

إقرأ أيضاً: عرسال الداعشية: أعيدوا لنا الكرز والمشمش والتفاح

كذلك أشار الحجيري إلى أنّ “السياسة في لبنان اهتمت بأزمة التفاح فتمّ الوصول إلى حل الموضوع ليس نقابي، المشكلة الحقيقية أنّ عرسال ليست على خارطتهم وليست بموزاينهم الانتخابية وما من جهة سياسية ضغطت”.

واضاف الحجيري أنّ “عرسال تحاصر وتعاقب وحل مشكلة عرسال بشكل عام سياسي وليس عسكريا “حاجة يكذبوا علينا”.

وختم الحجيري متحدثاً عن الدور السلبي للإعلام، ولافتاً إلى أنّ “الإعلام اللبناني إذا حصل ايّ إشكال فردي في عرسال يضخمونه ويحولونه إلى إرهاب، فيما لو حدث نفسه في مكان أخر يتم التعامل على أنّه، في حين لا يأبه هؤلاء ولا تأبه عدساتهم لا بنشاطات ولا بمهرجانات فلا يتابعونها ولا يعرضونها كي لا يظهروا كما يبدو الجانب المشرق لعرسال”.

إقرأ أيضاً: ريما كرنبة: ليست محجبة ولا منقبة ونالت أعلى أصوات في عرسال
بدورها نائب رئيس البلدية ريما كرنبة أوضحت لـ”جنوبية”، أنّ “المزراعين والجمعيات طلبوا منا أن نتحرك في هذا الملف، ونحن كلجنة زراعية وبلدية قررنا أن ننظم اعتصام مفتوح وهناك عدة مطالب”.
مضيفة “سوف نتواجد بشكل دائم في ساحة الشهداء حتى نحصل على مطالبنا ولا سيما الكرز الذي منذ ثلاث سنوات نتواصل بخصوصه ولم تقدم لنا أيّ حلول فيما توفرت حلول سريعة لأزمة التفاح“.
وأشارت كرنبة أنّ “وضع عرسال يجب أن يكون هو الإستثناء، ولكنها للأسف لا أحد يأبه بعرسال فالكل يشيطنها ويحملها ظلماً صفة الإرهاب”.

السابق
بالفيديو: انفجار في مصنع للألومنيوم ومصفاة بترول في حيفا
التالي
الميليشيات الشيعية في حلب: نقاتل المحور السنّي وندافع عن المقدسات المسيحية