كيف حصلت اسرائيل على فيديو اعدام «كوهين» في سوريا؟

بعد عقود على إعدام الجاسوس الاسرائيلي “إيلي كوهين” ” 1924-1965″ وسط ساحة المرجة في دمشق سوريا، كشف موقع عبري، الثلاثاء، عن فيلم قصير يوثق لحظة إعدامه، بعدما حصل عليه من مجموعة سورية مسلحة يبدو أنها احتلت مكاتب التلفزيون السوري وسلمت الفيلم لجهات إسرائيلية، حسبما نقل موقع “معا” الفلسطيني. وظهر كوهين في الفيديو وهو معلق على المشنقة، ومن ثمّ تصوير لحظة إنزال جثته عن المشنقة.

إلأّ أنّ جهات أخرى ترجّح أنّ جهاز استخباراتي تابع للنظام السوري هو من سلّم الفيلم الذي يوثّق اعدام كوهين للإسرائيليين في صفقة سرية، وذلك بسبب أهمية هذا الفيديو السري الذي يتم عادةً إخفائه في أروقة أجهزة المخابرات.

وتستند هذه الجهات في تحليلها أنّ السلطات السورية هي من سلمت شريط الفيديو، لأنّها قامت قبل أشهر عبر روسيا بإعادة  دبابة لإسرائيل كنت سوريا قد غنمتها  عام 1982، ومن الممكن أن يكون تسليم شريط الفيديو مقدمة لتسليم رفاة كوهين الى اسرائيل.  إذ أنها فشلت في استرجاع جثته عبر وساطات عدّة من سوريا رغم المحاولات السرية والعلنية، والمساعي الاسرائيلية لا تزال مستمرة في هذا الشأن.

 ويذكر أنّ إسرائيل وصفت “كوهين” بأهم جواسيسها الذي تمّ تجنيده من قبل الاستخبارات الاسرائيلية في أيار 1960، وتؤكد ان نقله معلومات أدت إلى تحقيق إسرائيل النصر في حرب عام 1967، وذلك حسب اعتراف رئيس وزراء إسرائيل في تلك الفترة ليفي شكول. 

 كوهين الذي ولد في مدينة الإسكندرية المصرية لعائلة مكونة من أب وأم وستة أشقاء وشقيقتين، عمل على تهجير يهود مصر إلى إسرائيل ومن ثمّ هاجر إلى اسرائيل وهو في 33 من العمر أي قبل ثلاث سنوات من تجنيده.

 خضع كوهين بعد اختياره ليكون مقاتلاً في دمشق تحت اسم “كمال أمين ثابت” لتدريبات قاسية في أعمال المراقبة والتعقب والتصوير، إضافة لتدريبات تتعلق بتنشيط الذاكرة وتقويتها، وساعات طويلة من التدريب على أجهزة البث والاستقبال، واستخدام الرموز والشيفرة، وتدريب قصير على تنفيذ الأعمال التخريبية.

  تزوج عام 1961 بسيدة تدعى “نادية” وأنجب منها طفلة. تم إيفاده إلى الأرجنتين  لبناء شخصيته الجديدة على شكل تاجر عربي هاجر من سوريا لينتقل مطلع عام 1962 إلى العاصمة السورية دمشق، وأخبر عائلته في إسرائيل بأنه يعمل في أوروبا.

إقرأ أيضًا: عملاء داخل حزب الله: تمرّدوا لأسباب «عقائدية» وليس مالية (2)

 وتم غرس “كوهين” كعميل لمدة ثلاث سنوات في قلب مراكز القوة في سوريا لدرجة أن صحفا عربية وإسرائيلية قالت في باب مناكفة سوريا إنه كان يمكن لكوهين أن يكون وزيرا للخارجية السورية لو أراد ذلك أو ان يكون أحد قادة حزب البعث بل حتى الأمين العام لهذا الحزب.

 القي القبض عليه من قبل السلطات السورية وأعدم في 18 أيار 1965

السابق
هيفا وهبي مستاءة من «الانستغرام»!
التالي
أصالة تفكّر بالانفصال عن زوجها.. ولكنها تحبّه!