الزعماء والشتائم: من «ابن الساقطة» إلى «أولاد الكلاب»

توقف "علي الرز" في مقال له نشر في صحيفة الراي، عند الشتيمة التي وجهها الرئيس الفليبيني "رودريغو دوتيرتي" إلى الرئيس الأمريكي "باراك أوباما"، والتفاعل والغبطة التي رافقتها.

معتبراً أنّ “الشتائم التي يطلقها القادة في العالم الثالث لم تعد تطرب ولا تزرع الفخر ولا تحشد في الساحات الملايين”.

وأضاف أنّ هذه الشتائم إذا لاقت هوى فهذا “مؤشر على تكوّر المرض في الجسد الشعبي لبعض المجتمعات، لكن الثابت أنّ العبارات النابية لم تحوّل ضعفاً إلى قوّة، والشعارات الزائفة لم تطور اقتصاداً”.
واستشهد الرز بأخر الشتائم التي سجلت وهو”وصف الرئيس الفليبيني نظيره الأمريكي بـ(ابن الساقطة)”، لافتاً أنّه ” قد فرح من فرح لهذه العبارة وصفق من صفق وندد من ندد واستغرب من استغرب”.
وأوضح أنّ هذا الشتم صدر “استباقياً كي لا يسأل أوباما الرئيس الفليبيني عن الحملة على المخدرات التي ينفذها وعن حقوق الانسان وغيرها”.

إقرأ أيضاً: آداب التخاطب الإستزلامية الحزبية: الشتائم!

وأشار الرز “بالطبع هناك العديد من العبارات غير (ابن الساقطة) في القاموس الفيليبيني تبدو كاملة ورسالتها واضحة، وإذا اعتقد دوتيرتي أنّ الشتيمة سوف توصل رسالته بالبريد السريع فربما أخطأ في العنوان”.

واستطرد أنّ “دوتيرتي لم يأتِ بجديد، فالجماهير كانت تصفق ليلاً نهاراً لجمال عبد الناصر وهو يصف الزعماء في أميركا وبريطانيا وفرنسا بأولاد الكلاب، وما زالت عبارات خروتشوف اللاذعة التي قالها في الامم المتحدة اوهو يضرب على المنصة بالحذاء ترن في آذان الشيوعيين، أما معمر القذافي فقد تفرد بشتم الخارج ونفسه وشعبه وأي زعيم غربي يكن لها العداء، فيما عفّ لسان بشار الأسد عن شتم (الأعداء) تارك لحلفائه الممانعين فتح القاموس على مصراعية فيما اكتفى هو وصف شعبه بـ(الجراثيم) والخونة”.

إقرأ أيضاً: الرئيس الفليبيني خلال القمة: أوباما «ابن العاهرة»

وختم الرز أنّ “النتيجة المستخلصة هي أنّ السقوط كان وما زال حليف الدول التي عوضت العجز في حلّ مشاكلها بالتصعيد اللفظي، فيما التقدم هو حليف الدول التي يُشتم قادتها، والسقوط الأخر أنّ 100 عام من الشتائم لزعماء الغرب دفعتهم للإمتعاض أو المقاطعة أو المحاكمة أو إلغاء اجتماع كما حدث بين أوباما ونظيره الفيليبني. بينما ربع شتيمة لديكتاتور عربي من أيّ مواطن كان، كافية هي لإحراق قائلها وإحراق عائلته معه”.

السابق
أبو فاعور يؤكد التهديدات الخطيرة لـ«جنبلاط».. ولا ينسى حزب الله
التالي
باسيل يتوعّد: كل شي بوقته حلو.. وردودنا سوف تكون عنيفة