عرفات يرد على الأسد الأب: إن كانت فلسطين سورية الجنوبية… فسوريتك هي فلسطين الشمالية

تحت عنوان "ماذا تبقّى من «الرقم الصعب» ؟" كتب حسن البطل في جريدة الأيام مقالاً أشار من خلاله لواقعة صحافية طريفة، لمقال سابق له حمل عنوان «قرار دَولي بالدولة؟!»، أشار من خلاله أن اتفاقية أوسلو لن تفشي لدولة فلسطينية.

ولفت البطل أنّ في ذلك الوقت قام مدير مكتب وكالة الأنباء الألمانية «د.ب.أ» بنشر العنوان كخبر عاجل دون التعجب والاستفهام، مما دلّ أن القرار قد صدر.
وأوضح البطل “أن خارطة الطريق الأمريكية أزالت لاحقاً بدورها علامة التعجب التي أزاحها أيضاً مشروع «الحل بدولتين»؟!”.
مشيراً أنّ ” إقامة م.ت.ف هو بالأصل قرار عربي، تبنته الفصائل الثورية، التي تقودها «فتح»، بعد هزيمة 1967 بعامٍ ، ليتم  بعدها تعيين الرئيس ياسر عرفات على رأس المنظمة وذلك بعد استقالة الشقيري”.
وتابع أنّ “عرفات رفع خلال رفعه شعار «القرار المستقل» أثناء  الخروج العسكري الفلسطيني من بيروت 1982، لم يهمل البعد القومي للمعركة وحضر القمم العربية، المؤكدة على حصر التمثيل السياسي والكفاحي الفلسطيني بـ م.ت.ف”.
موضحاً أنّ الأردن من جهتها قد تقبّلت القرار على مضض، فيما تساءل حافظ الأسد: لماذا يرفع الفلسطينيون القرار في وجه سورية بالذات”.
ولفت البطل أنّ ” م.ت.ف قد عانت، في مرحلتها اللبنانية الحاسمة، من «ديكتاتورية الجغرافية» السورية. وقد رد عرفات على شعار الأسد ـ الأب: «فلسطين سورية الجنوبية» بـ (وسورية هي فلسطين الشمالية)”.

وأضاف “«القرار المستقل» سبب إشكالات هدّدت وحدة م.ت.ف الفصائلية، لكن «فتح» بقيت الجذع، والفصائل فروعاً وأفناناً”.

إقرأ أيضاً: لغز ياسر عرفات بعد عقد على غيابه

واعتبر أنّ “حرب الاجتياح الإسرائيلي للبنان 1982، كانت اختباراً للقرار المستقل وخرجت الثورة من التّماس الجغرافي مع فلسطين، ثم رفعت شعار عدم التدخل في الشؤون العربية، وكانت اوسلو، بمعنى ما، تطبيقاً فلسطينياً لشعاري «القرار المستقل» و»الرقم الصعب»:.

وبيّن البطل “تحوّل م.ت.ف إلى سلطة وطنية، وحكومة، ووزارات، وأنّ العَلَم الوطني المحظور إسرائيلياً في فلسطين صار شرعياً، وصار هناك سفارات”.

وتساءل “هل فشلت اوسلو في تحويل السلطة دولة مستقلة، بعد فشل كامب ديفيد 2000 في اتفاق سلام نهائي فلسطيني ـ إسرائيلي؟”.
مشيراً أنّه “سننتظر صدور «خارطة الطريق» و»الحل بدولتين» لتصبح فلسطين حقيقة سياسية دولية، وقراراً دولياً بإقامتها”.

وأشار أنّ “«القرار المستقل» لم يعد ضد سورية بل يخضع لنقاش ومفاوضات وخلافات مع أميركا وإسرائيل (وبعض العرب)، فالقضية الفلسطينية لم تعد عربية مركزية وإنّما صارت قضية مركزية في معادلة السلام، وكذا لإسرائيل”.

إقرأ أيضاً: الكشف عن قاتل «ياسر عرفات»

وأوضح أنّه حالياً “القرار المستقل سُحب من خانة الشعار، فإسرائيل تناور بين المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي والمبادرة المصرية فيما فلسطين تناور بين المبادرة الفرنسية والمبادرة الروسية لعقد قمة في موسكو، كما لم تعد اسرائيل تقول عن م.ت.ف «أ.ش.ف»، بل تقول السلطة الفلسطينية”.
وتساءل البطل “متى تتحول فلسطين من الحقيقة السياسية الدولية إلى الحقيقة السيادية الدولية”.
مردفاً “ذلك لن يتحقق دون مرور الإبرة السياسية الإسرائيلية من خرم الدولة الفلسطينية الذي يتسع لمرور حبل غليظ، ولكنه ضيّق جدّاً أمام الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل”.

السابق
عون وباسيل.. والطاعة للحليف القوي حزب الله
التالي
فادي الهبر ردّا على رينيه عطالله: استدعيت الى المخفر وبرّئت