عندما أصاب فرنجية بتوصيف باسيل: الراسب في الانتخابات لا يمثلنا!

جبران باسيل
بعدما أطاح بأحلام نعمة «الكهرباء» وبمستقبل المغتربين اللبنانيين في دول الخليج، وبحظوظ تسليح الجيش اللبناني..كان نصيب طاولة الحوار أمس هو الإنضمام لـ"سلة باسيل الكارثية"...فكان مصيرها التعليق!

محق النائب سليمان فرنجية هذه المرة، فلم يكن ينقص لبنان إلاّ وجود راسب في امتحان الشعبية لمرات عدّة، ليصبح وزيرا دائما يتنقّل من “وزارة سيادية” الى أخرى، فقط لأنّه صهر الزعيم المسيحي الذي أراد له الأخير أن يخلفه حيًا لينصبه رئيسًا على عرش زعامة تياره الممانع!

إنّه جبران باسيل «الرئيس» المعيّن على رأس «التيار الوطني الحرّ»، وهوعندما تسلّم حقيبة الطاقة والمياه صرفت الأموال على خطته التي كان ينتظر منها عام 2015 أن تضيئ لبنان 24\24 إلاّ أنّ ساعات العتمة والتقنين تضاعفت، أمّا في حقيبة الخارجية فأعماله لا يمكن وصفها إلاّ بالكارثية، من قصة كارولينا الشهيرة، وصولاً الى تخريب علاقات لبنان مع دول الخليج العربي التي طالما كفلت لبنان وحمته ماليًا وسياسيًا لعقود مضت!

أمّا آخر «ابتكارات» الوزير باسيل بعدما تسلّم شعلة تيار عمه ليحدث انشقاقات وخلافات في صفوف المناضلين القدامى، هو تهويله أمس على طاولة الحوار متحدثًا باسم 94% من المسيحيين على حدّ زعمه، مطالعًا في الميثاقية ومتحدثًا عن «مظلومية» مسيحية ومتسائلاً عن جدوى استمرار الحوار «طالما تؤكل حقوقي» كما قال بوصفه متحدثاً باسم المسيحيين، ملوحًا بانهيار «مفهوم الشراكة» مع المسلمين.

اقرأ أيضاً: برّي علّق جلسات الحوار قبل أن «يفرطها» باسيل

وهو قال «نحن بصراحة نفقد القناعة بإمكانية أن نستمر في العيش سويا إذا استمر هذا الاستهتار والاستخفاف بحقوق مكوّن لبناني أساسي».

جبران باسيل الذي لا يستحي بما طرحه كما قال، دفع رئيس المجلس النيابي نبيه بري أن يصف كلامه «بأخطر كلام يسمعه منذ الحرب الأهلية ويؤدي إلى تكرار هذه الحرب».

أمّا رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية فجاء ردّه قاسي فقال لباسيل: «أنا أمثل الناس أباً عن جد أما أنت فمن تمثل؟ سقطت 6 مرات في الانتخابات (البلدية والنيابية) وعمّك عينك مديراً عاماً لتياره لأنك “ما استرجيت” تخوض الانتخابات في التيار».

وأضاف « نحن مشينا مع الجنرال ميشال عون حتى النهاية لكنكم أوصلتمونا إلى مكان أصبحتم تخيرون الناس فيه بين أن يعطوكم ما تريدون أو “عمرها ما تكون جمهورية” وهذه مسألة لا نقبل بها».

وتعليقاً على تصريحات باسيل رأى الكاتب السياسي راشد فايد في اتصال مع «جنوبية» أنّ «هذا النوع من الكلام عندما يصدر من طرف يمثل بالفعل شريحة فئة من اللبنانيين تنمّ عن مأزق تعانيه هذه الفئة، فبعد الاصرار سنتين ونصف على ترؤس النائب ميشال عون لا يبدو أنّ هذا العناد قد يؤدي الى أي نتيجة، وهي مخالفة للديمقراطية والميثاقية التي تحدث عنها باسيل، وهي بخلاف الميثاقية لا تقرّ أنّ التوازن لا يتحقق إلاّ بطرف سياسي بذاته ينتحل صفة تمثيل كل المسيحيين».

راشد فايد

وقد أثنى راشد على كلام فرنجية بغض النظر عن الاختلاف أو الاتفاق معه في سياسته، وأضاف «فما قاله أمس هو كلام واقعي وشفاف على الرغم من أنّه جارح، فجبران باسيل لو كان فعلاً ديمقراطيا ويطالب بتطبيق الميثاقية، لكان من الأجدى أنّ يعبّر عن هذه القناعات داخل حزبه فلا يمكنه أن يحاضر بالديمقراطية والميثاقية طالما أنّه لم ينجح داخل تياره عبر انتخاب ديمقراطي بل عيّن من قبل عمه، ضاربًا بعرض الحائط ميثاقية التيار الذي يقرّ تطبيق الانتخابات الديمقراطية في اختيار الرئيس».

أمّا دستوريًا فكيف يمكن تفسير الميثاقية عندما ينصّ الدستور اللبناني أنّ نصاب مجلس الوزراء هو اكثرية الثلثين لانعقاده، وللتصويت على القرارات الاساسية داخله، أمّا نصاب مجلس النواب فهو أيضًا اكثرية الثلثين لتعديل الدستور، و للدورة الاولى لانتخاب رئيس الجمهورية.

اقرأ أيضاً: جعجع يقترب من حزب الله: عون للرئاسة والحريري للحكومة

ونستنتج بذلك أن الوزير جبران باسيل الراسب في الانتخابات أراد أن يختزل تمثيل المسيحيين بشخصه، وأن يوهم المسيحيين بأنّ حقوقهم مهددة وأن التعايش مع المسلمين بات مستحيلاً، لأنّ الميثاقية ضربت في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، مع العلم انه هو نفسه الذي ضرب ميثاقية تيار «عمه» ويأخذ قرارات بفصل كل من يعارضه في الرأي داخل التيار!

السابق
حماس في لبنان تبحث الوضع الفلسطيني العام وأوضاع الفلسطينيين
التالي
مسؤولون في البنتاغون: سفينة حربية أميركية اضطرت لتغيير مسارها في الخليج