المغتربون اللبنانيون ضحايا النزاع على الرئاسة في الغابون

بعد اندلاع أعمال شغب في الغابون، اثر صدور الانتخابات الرئاسية المشتبه بتزويرها، هوجمت المحال والمؤسسات اللبنانية وجرى إحراق عدد منها في العاصمة ليبرفيل، ومن حسن الحظ انه يسجّل وقوع أيّة اصابات.

قالت “المستقبل” إنه قدر اللبنانيين كما يبدو في الوطن والمهجر أن يكونوا وقوداً لكل خضة سياسية في بلدهم الأم وصولاً الى الاغتراب لاسيما في القارة الافريقية، وحتى في الاماكن التي كانت في الأمس القريب موطئ استقرار وأمن، وقبلة للساعين وراء لقمة العيش، كما هو الحال في دولة الغابون التي تميزت عن بلدان افريقية عدة بفعل الاستقرار ومستوى المعيشة قياساً بغيرها من دول القارة السمراء. فباسم الديموقراطية، حلت “لعنة” الانتخابات الرئاسية الغابونية وبالاً على اللبنانيين، فكانت ارزاقهم وممتلكاتهم هدفاً مستباحاً للنهب والحرق من جانب أنصار المعارضة الذين اجتاحوا شوارع العاصمة ليبرفيل، فور إعلان فوز الرئيس علي بونغو اونديمبا لولاية رئاسية ثانية، على منافسه المعارض جان بينغ.

اقرأ أيضاً: اللبنانيون وليمة لأعشاب البحر (2): حكاية علي من لبنان إلى تركيا ثم ألمانيا

وفور إعلان النتائج أول من أمس، اندلعت اعمال شغب في ليبرفيل واستمرت طيلة ليل الأربعاء ـ الخميس، واضرم متظاهرون النار في مقر برلمان الغابون في ليبرفيل، وتصاعدت سحب الدخان السوداء فوق المقر، واستخدمت قوات الامن الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لصد المتظاهرين الذين حاولوا أيضاً الوصول الى مقر اللجنة الانتخابية. كما اضرم انصار المعارض بينغ النار في مؤسسات حكومية ومؤسسات تجارية لاسيما مؤسات تعود لأجانب من لبنانيين وفرنسيين وماليين وسنغاليين وموريتانيين.

الهجرة

أوضح رجل الاعمال اللبناني علي غندور من النبطية الفوقا، لـ”المستقبل”، أنّ أيّاً من اللبنانيين لم يُصب بأذى شخصي، بل اصيب البعض بأرزاقه وممتلكاته، حيث تعرض بعض المحال التجارية للنهب والسرقة، ومن ثم الحريق، مرجحاً أن يكون عدد هذه المؤسسات العائدة للبنانيين، والتي تعرضت لعمليات السطو، نحو 13 مؤسسة. واشار إلى أن مركزاً تجارياً لآل الاخرس في منطقة شاربوناج، تعرض للنهب والسرقة، ومن ثم الحرق، كما لاقت سوبر ماركت كبيرة للبناني ابراهيم القزي عمليات نهب وحرق، والتي طالت ايضاً محال الجالية المالية والسنغالية والموريتانية في هذه المنطقة. اضاف غندور أن مؤسسة للمواد الغذائية تعود للبناني من آل الفقيه في منطقة “IAI” تعرضت للنهب والسرقة. كما تعرضت مؤسسة لحيدر الدقوق في منطقة بيكاويت للمصير نفسه. وأكد ان اللبنانيين لازموا منازلهم طيلة يوم أمس، ولم يتمكن أي شخص من الخروج من منزله لتفقد الاضرار التي حلت بمؤسسته، بل اكتفوا بمتابعة ما حل بهم من خلال الاتصال بموظفيهم المكلفين بالحراسة في الايام العادية، أو بالجيران القريبين من مؤسساتهم.

تتمتع بعض عائلات الجالية بنفوذ قوي في الغابون بسبب عملها في مرافق مهمة كالنفط والحديد.

اقرأ أيضاً: بالصور.. اللبنانيون شاركوا بـ«إسقاط الإنقلاب» في تركيا

وترى المعارضة الغابونية في الجالية اللبنانية مصدر إستفزاز لها ذلك لسبب تقرب الجالية من رموز السلطة القائمة حالية في الغابون، وخصوصا الرئيس بنغو وأعوانه.

 

السابق
«جنوبية» أفردت قراءات متعددة لخطاب بري في مهرجان الصدر
التالي
جنبلاط يهاجم بسلسلة تغريدات… المطار وشركة الطيران «العميلة»!