لعنات باسيل تثير سخطاً: يعتبر الآخرين «برغش»!

وسط مشهد إقليمي عنوانه "خلط الأوراق"، تحَكّمت المراوحة والجمود بالمشهد السياسي الداخلي، مع ترحيل كلّ الاستحقاقات والمواعيد إلى أيلول المقبل، على وقع تداعيات مواقف التيار الوطني الحر وآخرها كلام رئيسها جبران باسيل مؤخرا ولعنه لمن يريد"اقتلاعنا".

أثار  وزير الخارجية جبران باسيل موجة استهجان واسعة بالنبرة التصعيدية والاستفزازية التي طبعت كلامه في مهرجان لـ”التيار” ليل الاربعاء اذ قال: “ملعون كل من يحاول اقتلاعنا من مجلس الوزراء بعقد جلسة غير ميثاقية والحكومة مطعون فيها في القضاء والشارع، وكل من يحاول اقتلاعنا من مجلس النواب بقانون غير ميثاقي، ومن يحاول اقلاعنا من رئاسة الجمهورية للاتيان برئيس غير ميثاقي”.
توقعت مصادر وزارية لـ”النهار” ان يزيد هذا الكلام المأزق الحكومي تفاقماً، خصوصاً ان جهات عدة تتساءل عما يمكن ان يبرر به “التيار” هذه الازدواجية من خلال بقائه في الحكومة فيما يمعن في الطعن في شرعيتها على غرار ما يفعل في طعنه في شرعية المجلس ومن ثم تعطيل جلسات انتخاب رئيس الجمهورية بقصد انتخاب العماد ميشال عون.
وقد رأت اوساط سياسية ان الكلام الذي صدر عن الوزير جبران باسيل ووزراء ونواب اخرين جعل عون ينتقل من الهالة الوطنية كمرشح وفاقي وعلى  مسافة واحدة من الجميع الى الهالة المسيحية.

أعربت وزيرة المهجرين أليس شبطيني عن أسفها بسبب تصريحات باسيل الأخيرة معتبرة أن “انه لا يحق له ان يقول كلمة ملعون او يصنّف الناس”.

وفي حديث صحفي أضافت شبطيني أن الوزيرين، جبران باسيل والياس بوصعب، يتصرفان وكأنهم ينصّبون انفسهم مكان البطاركة المسيحيين ويعتبران الاخرين كالبرغش ومن له الحق ان يقول ملعون؟
وأردفت قائلة: “يقولون انهم يمثلون المسيحيين ولكنهم هم من يطعنون بشرعية مجلس النواب الحالي ولا يجوز التكلم باسم المسيحيين ككل”.

وسألت شبطيني: “كيف يدّعي التيار الوطني الحر تمثيل المسيحيين وهو الذي يطعن بشرعية مجلس النواب الحالي؟”

إقرأ يضًا: باسيل وتصريح نووي: لعنة على… ولعنات الله!

 

رأى وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية نبيل دوفريج ” “ان ما صدر عن الجلسة كان ليصدر عن حكومة تصريف أعمال وكان في إمكان المقاطعين لو حضروا ان يدخلوا ولو واحداً في المليون في مناقشة البنود. أننا نسمع الردود والتهديد بالشارع وهذا يثير القرف، في حين ان الرئيس تمام سلام أدار الجلسة بطريقة جيدة ولا أحد يستطيع أن يزايد عليه في الميثاقية والتعايش وإحترام حقوق المسيحيين والمسلمين”.
اعتبر راعي أبرشية بيروت للموارنة المطران بولس مطر أن “تعديل الدساتير يكلف دماً”. وأكد أن “الدعوة الى النزول الى الشارع أمر خطير”، معتبراً أن “التعقل يفيد أكثر من النزول الى الشارع خصوصاً أن البلد ينهار اقتصادياً”، داعياً إلى “التوافق حتى لا يقع البلد في المحظور”.

اقرأ ايضًا: الحكومة اجتمعت وباسيل يلعن «من يحاول اقتلاعنا من مجلس الوزراء»
توقّعَ مصدر نيابي في فريق 14 آذار لـ”الجمهورية” أن تتصاعد الحملة العونية على الحكومة في الأيام والأسابيع المقبلة، حتى ولو اقتضى الأمر إسقاطها، لأنّ الفريق العوني يخشى من سقوط ترشيح النائب ميشال عون بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية والتي يرجَّح فيها فوزُ المرشّحة الديموقراطية هيلاري كلينتون، حيث إنّ المؤشرات تدلّ إلى أنّ هذه الأخيرة تنوي إعادةَ تفعيل الدور الأميركي في لبنان والمنطقة، وهذا التفعيل لا يَلحظ أيّ دور لأيّ مِن المرشحين الأقوياء للرئاسة اللبنانية، وإنّما ينحو في اتّجاه دفعِ الأفرقاء السياسيين إلى اتّفاق على مرشّح توافقي.

السابق
«جنوبية» رافقت الحدث من جرابلس إلى داريا.. إلى الأم الصارخة بوجه حزب الله
التالي
حجز سيارة لنقل الذبائح غير مجهزة في صيدا