تركيا هي الاخرى غرقت في الوحل السوري…

بعد سيطرة القوى الكردية العسكرية (قوات سوريا الدميقراطية) على منبج القريبة من الحدود السورية التركية بدأ الانزعاج واضحاً على تركيا من حليفتها أمركيا لانها سمحت للأكراد الذين هم الخطر الأول على تركيا بالاقتراب من الحدود.

وبعد وقوع المناوشات في الحسكة بين الجيش السوري والقوات الكردية (حلفاء أمريكا) تدخلت روسيا سريعاً وأعلنت هدنة بين الطرفين، لكن روسيا بشكل غير مباشر تريد ضرب حلفاء أمريكا في سوريا، وهو ما وجدته في السماح للأتراك (حلفاء أمريكا أيضاً) بدخول جرابلس.
استطاعت روسيا بعد مصالحتها مع تركيا توريطها أكثر فأكثر بالحرب في سوريا وبشكل علني ومباشر هذه المرة من خلال اعطائها الضوء الأخضر للتدخل البري في المنطقة الشمالية لسوريا لمحاربة داعش في جرابلس، لكن عناصر  داعش انسحبوا إلى خارج المدينة فيما استسلم بعضهم للجيش الحر، وتحررت المدينة دون إطلاق رصاصة واحدة،  فكانت جرابلس نقطة استغلال روسي لتوريط تركيا وضرب الأكراد بالأتراك بفصائل الجيش الحر، حيث حذر وزير الخارجية التركي القوات الكردية من العبور إلى غرب الفرات،فيما اعتبرت القوات الكردية دخول الدبابات التركية إلى سوريا (إعلان حرب) مؤكدين أن تركيا ستخسر هذه الحرب في سوريا.
روسيا ذكية جداً سمحت للأتراك بالدخول البري إلى سوريا ليس من أجل محاربة داعش، بل لتأجيج النزاع والاشتباكات بين الأتراك والأكراد وبعض فصائل الجيش الحر (جميع حلفاء أمريكا).
ولكن أمريكا كانت أكثر حنكة ودهاءً فاكتشفت الخطة الروسية وطلبت من الأكراد عدم العبور إلى غرب الفرات. وها هم نائب الرئيس الأمريكي ورئيس كردستان في أنقرة للتنسيق فيما بينهم إلى جانب تركيا.
وقد أبلغ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري نظيره التركي جاويش أوغلو بأن الميليشيات الكردية سوف تنسحب إلى شرق الفرات.
ولكن كيف ستنسق أمريكا بين الأكراد والأتراك بشأن مدينة منبج لإفشال الخطة الروسية بضرب حلفائها.
و هل ستضمن تركيا بقاء قوات سوريا الديمقراطية في منبج أم أن وجهة القوات التركية والجيش الحر الذين حرروا جرابلس ستكون منبج للقضاء على الأكراد (قسد) هناك؟
السابق
مسرح إسطنبولي افتتح فعاليات مهرجان لبنان المسرحي الدولي في صور
التالي
مراكز المعاينة الميكانيكية ستقفل اعتبارا من 5 أيلول