في ذكرى حرب تموز: نصرالله يقسم اللبنانيين بين مقاوم وخائن

أطلّ مساء الجمعة أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في مقابلة على قناة المنار بمناسبة مرور عشر سنوات على حرب تموز، مقابلة روّج لها بأنّها بعيدة عن السياسة وسيتحدث فيها نصرالله عن تجربته الشخصية وعلاقته بالمجاهدين وجمهور المقاومة، عن إدارة حرب تموز. فماذا قال نصرالله؟

فحوى مقابلة السيد نصرالله أول أمس تحوّل إلى هجوم صريح على رئيس الحكومة في ذاك الوقت فؤاد السنيورة، فقد كشف نصرالله لجمهوره أنّ «اسرائيل لم ترد في حرب تموز 2016 اكمال الحرب ولا أميركا والفرنسيين والبريطانيين والعالم إلاّ أنّ الحكومة اللبنانية كانت تريد الاستمرار بالحرب للقضاء على حزب الله، الايام الاخيرة من الحرب كانت قاسية جداً كان يمكن ان تقف قبل 14 آب واستمرت لايام بسبب قرار لبنان داخلي تابع لدولة اقليمية معينة» بحسب ما كشفت إحدى السفارات الأوروبية لمسؤول العلاقات الدولية في حزب الله نواف الموسوي دائمًا بحسب نصرالله.

واستكمل نصرالله اطلالته بشنّ هجوم على تيار المستقبل باعتبار تيار يستخدم خطاب البغض والكراهية، بعكس خطاب حزب الله الذي يعتمد على الحكمة فـ«لا خيار أمامنا إلاّ بوحدة اللبنانيين» قال نصرالله.

ولم يخلُ حديث نصرالله أمس من تصنيف اللبنانيين بين مقاومين وبين متآمرين مع حكومتهم، فهناك جزء من اللبنانيين بحسب نصرالله «راهن على المقاومة وكان يأمل في الليل والنهار ان تهزم المقاومة وتنتصر اسرائيل».

النائب السابق مصطفى علوش
النائب السابق مصطفى علوش

القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش علّق في حديث لـ«جنوبية» على كلام نصرالله بالقول «يبدو أنّ السيد حسن نصرالله بدأ يعي أنّ نصف اللبنانيين بل أكثر يرفضون استئثاره بقرار الحرب والسلم، ولكن لا يمكن أن يزايد نصرالله بتعاطف كل اللبنانيين مع المهجرين في حرب تموز، كما أنّ كل اللبنانيين دون استثناء تحملوا تبعات الحرب وخسائرها».

وردًا على هجوم نصرالله على السنيورة أكّد علوش أنّه سمع لأكثر من قيادي لحزب الله آنذاك على اعتمادهم على السنيورة ليجول العالم من أجل إعادة إعمار ما دمرته حربهم. وأضاف «حتى أنّ القرار 1701 وافق عليه وزراء الحزب المتواجدين في الحكومة، أمّا حليف حزب الله الرئيس مجلس النواب نبيه بري وصف حكومة السنيورة آنذاك بالحكومة المقاومة».

وتابع علوش «لماذا لا يسمي نصرالله اسم السفارة التي قالت لهم أن الحكومة اللبنانية هي من يريد استمرار الحرب، وعندها فليدافع السنيورة عن نفسه! أمّا أنّ مبدأ كل ما يقوله نصرالله صادق فقد بات من الماضي».

إقرأ أيضًا: عقد على حرب تموز..اين اصبحت المقاومة ووجهتها؟

وعن خطاب تيار المستقبل الذي وصفه بالكراهية قال علوش «السابع من أيار هو خطاب الكراهية، ومن يقتل النساء والأطفال في سوريا ويهجّر أهلها تهجيرًا طائفيًا، ويدعم الحوثيين في اليمن ويصل الى العراق لتنفيذ المخطط الطائفي المذهبي لايران هو من يخاطب الناس بكراهية وبغض».

عشر سنوات على مرور حرب تموز التي قادها نصرالله عسكريًا، وقادتها حينها الحكومة بجميع مكوناتها سياسيًا، وانتجت تلاحمًا بين اللبنانيين لم نشهد مثيلاً له في لبنان الذي ارتكب أبناؤه أشنع المجازر ببعضهم أثناء الحرب الأهلية.

ففي حرب تموز فتح جميع اللبنانيين من صيدا بوابة الجنوب إلى أقصى الشمال مرورًا بالجبل والبقاع وبيروت بيوتهم للمهجرين الجنوبيين أثناء الحرب، إلاّ أنّ نصرالله ومنذ اللحظة الأولى لانتهاء الحرب اتخذ قرارًا بشرخ اللبنانيين وإعادة الانقسام بينهم، فبدأ باتهام الحكومة بالتواطؤ مع العدو، وبدأ بتصنيف الناس بين أشرف الناس وبين العملاء لأميركا واسرائيل، ليخرج بالأمس ويصف ما قاله بري عن حكومة السنيورة آنذاك بالمجاملة، فهل هذا دور «المقاومة» التي يقودها نصرالله؟

 

السابق
تقرير التايمز: روسيا قتلت من المدنيين أكثر من داعش
التالي
الشرق الأوسط: معلومات عن مخطط إيراني لاغتيال السفير السعودي في العراق