كذبة الإنتصار الإستراتيجي

لوهلة فقط اعتقدت أنّني أسمع معزوفة كلاسيكية لموزارت أو بيتهوفن فسياق الإنتصارات التي حققها حزب الله في خطاب نصرالله على اميركا والعرب والغرب واسرائيل ودول العالم اجمع تشبه انسياق الأصابع والايدي بتراتبية منسقة لدى عزف احدى مقطوعات الشاعرين الالمانيين.

أردت أن اجلس اليوم وأسمع وأسمع وأسمع لعلّي أجد تبريراً لحرب باتت أشبه بمقولة شمشون علي وعلى اعدائي يا رب، فإذ بي أسمع وصايا موسى العشر للشعب الإسرائيلي بنكهة إيرانية.

فوحدها إيران من بين كل دول العالم من صنع انتصار تموز حسب الوصايا وهي لم تطلق رصاصة واحدة على اسرائيل.

الثقة وخروج الوعي الجمعي والكمّي وفقدان اسرائيل لكل قياداتها وعجزها عن الإتيان بقائد تاريخي يهزم حزب الله أو يستطيع أن يخرج حزب الله من الذاكرة اليهودية إلى أبد الأبدين جعلت من موسى النبي صفراً في النبوة والرسالة وليس بحاجة لأن يشكي إلى ربّه صلف وتعنت وغرور شعب الله المختار فهناك من قام بالمهمة عنه على أكمل وجه.

حزب الله في حلب

اسرائيل هذه التي هي إحدى أدوات المشروع الأميركي الجديد بعد فشل مشروع الشرق الأوسط والتي تجتر هزيمتها عاماً بعد عام منذ ستة عشر عاماً على أيدي مقاتلي حزب الله في بنت جبيل لن تستطيع البقاء والعيش كدولة وكيان وهي انتهت حسب ادعاء أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في خطاب النصر والإعجاز الإلهي بذكرى حرب تموز.

إقرأ أيضاً: وصمت نصر الله الذي تلقى هزيمة في حلب

أما من سيبقى على قيد الحياة نظام سوري متهالك ينتعش بإبر الطيران الروسي، ونظام عراقي غارق في التبعية والفساد والارهاب والقتل وينتعش بإبر القوات الخاصة الأميركية، ونظام يمني في صنعاء ينتعش بإبر صواريخ الحوثيين الباليستية التي ما إن تنطلق حتى تسقطها دفاعات التحالف، ونظام طائفي لبناني حدد مسبقاً من هو رئيس جمهوريته ورئيس مجلس نوابه وأنّه منفتح على رئيس حكومته، نظام هو الأعتى والأكثر والأجذر فساداً في العالم أجمع.

من سيبقى على قيد الحياة دولة كردية وعلوية وسنية وشيعية في سوريا والعراق، ودولة أصبحت تقرأ مزامير داوود يومياً في إعلامها المصري ودولة داعشية يكتب لها النجاح والعيش إذا تفاهمت على تسوية مع حزب الله ولو كانت صنيعة أميركية فأميركا واسرائيل اللتان تحكمان العالم لن تضرّا حزب الله بشيء لأنّ هذا الحزب قادر في كل خطاب متلفز أن يقصف مدن وقرى اسرائيل كافة ويجتاح الجليل ويحرر القدس عبر عواصم العالم أجمع.

إقرأ أيضاً: حزب الله إذ يضيع في سوريا

اسرائيل هذه التي هي أوهن من بيت العنكبوت تشن أكثر من سبعين غارة واعتداء على تجمعات ومراكز لحزب الله وحلفائه والنظام في سوريا منذ خمس سنوات وما زالت اسرائيل تنتظر الرد المناسب في المكان المناسب من حزب الله.
اسرائيل هذه المرعوبة من قصور العديسة وكفركلا لم تسمع بأزمة الكهرباء والمياه والأمن والطرقات والتعليم والصحة والخدمات والنفايات والفساد الاستراتيجي في لبنان ولكنها تدرك تماماً بالحد الأدنى من الحقيقة أنّ حزب الله الذي كان يوزع المياه والكهرباء مجاناً على بيئته ومحيطه زمن الاحتلال وكان الفقر هو السمة الغالبة للشعب المستضعف على أيدي الإستكبار والطاغوت العالمي أصبح اليوم يملك من القصور والفيلات والسيارات والأموال والبنوك والشركات ورجال الأعمال وحكومة ومجلس نواب ورئاسة جمهورية وجيش خاص وعدة جيوش منتشرة في أربع عواصم عربية هو نتاج النصر الإلهي واسرائيل الى زوال.

السابق
حزب الله إذ يضيع في سوريا
التالي
نصرالله يدعو إلى المصالحة في سوريا…ولكن ماذا عن القصير؟