عندما صمت السيد حسن عن الكلام المباح!

ما سر خبو التفاعل بين السيد حسن نصرالله وبين الجمهور اليوم وما سر تغييب حلب واللقاءات التركية –الايرانية، والتركية- الروسية؟ وما هو الثمن الذي سنقبضه كلبنانيين من انتصار التحالف الجديد على الارض السورية؟

يعد خطاب السيد حسن نصرالله امس من غرائب الخطابات التي يلقيها في المناسات الخاصة بالحزب، وهو القاه بمناسبة الذكرى العاشرة لإنتهاء عدوان تموز 2006.

الغرابة الأولى ان المرء- المستمع يشعر ان الإثارة في موضوع الخطاب الخاص بهذه المناسبة غائبة. ففي الدقائق الثلاثين الأولى بدا التفاعل غائبا بين السيد حسن وبين جمهوره. رغم انه كان يتناول موضوعا مهما الا وهو الأجواء الداخلية الإسرائيلية التي تدفع المواطن اللبناني والعربي الى الفخر والعزة. وقد بدا الجمهور هنا كأنه في عالم آخر وفي صورة أخرى الا وهي “حلب” التي غابت عن خطاب السيد نهائيا. فلماذا يا ترى؟
هذا الغياب في التفاعل يبدو انه بدأ يطغى شيئا فشيئا بين السيد وجمهوره، الذي لا زال الجمهور الوحيد في العالم العربي الذي ينصت الى خطاب منبريّ سياسي كلاسيكي..

هذه العلاقة بين السيد والجمهور تكاد تنقرض وتغيب في أماكن أخرى كليّا نظرا لإنتهاء مرحلة الشعارات والقبضات، وكل ما يذكرنا بمرحلة عبد الناصر والقومية العربية وياسرعرفات والقضية الفلسطينية وتوابعهما… ربما بسبب الوضع الامني لسماحته الذي يمنعه من اللقاءات المباشرة.

إقرأ أيضاً: نصرالله يدعو إلى المصالحة في سوريا…ولكن ماذا عن القصير؟

وما هو ملفت أكثر ان السيد غيّب عن قصد مسألة المحورالجديد الآخذ بالتكوّن بعد الإنقلاب الفاشل في تركيا وتحوّل تركيا الى الوجهة الجديدة شيئا فشيئا. فاللقاءات الروسية -التركية والإيرانية- التركية، والعلاقات الأميركية- التركية المتوترة غابت عن تحليلات السيد أيضا. فاتهام تركيا لأميركا بالضلوع بالإنقلاب دفعها صوب روسيا ربما.

خطاب نصر الله

فما سمعناه من السيد اليوم هي معلومات ليست بجديدة ولا مفاجئة، بل انها قديمة وخارج السياق. فالسياق اليوم هو في حلب وفي مستقبل بشار الأسد وشكل المحور الذي لأجله يسقط عشرات الشباب اللبنانيين كل يوم.

فالحزب ذو اليد الإقليمية الطولى لن ينال من انتصارات المحور الروسي -الإيراني الا الهمروجة الإعلامية والخطابات الرنانة، ولن ينال الا الفتات الإيراني الذي يدير الدفة مع الشريك الروسي على طاولة سورية.

إقرأ أيضاً: تركيا بعد إسرائيل.. في الحلف الأميركي- الإيراني

فبماذا سيُبشرنا السيد حسن قبل موعد إنجاز الإتفاقات؟ وما حديثه عن تأسيس داعش الا تكرار لما كتبته الصحف منذ زمن، وتأكيد لما يعتقده الكثيرون من العرب والمسلمين.

ما يهمنّا نحن اللبنانيين هو الثمن الذي دفعناه وسندفعه وكيف سنصرف هذا الإنجاز الإقليمي على ساحتنا المحليّة التي يتقاذف داخلها الجميع الكرة، رافعين عن انفسهم المسؤولية وأولهم حزب الله ونبيه بري، مسؤولية الفساد والتمديد والفراغ، واستمرار الوجوه السياسيّة نفسها في الحكم لعشرات السنين على طريقة الى (الأبد…. ) كأنه ليس لدى الشيعة أية قيادات أخرى. فالتأبيد على ما يبدو من عقائدنا السياسية التي كانت غائبة وظهرت مؤخرا.

السابق
حزب الله ينعي أحد عناصره الذين سقطوا في معارك حلب
التالي
35 قتيلا وعشرات الجرحى من المعارضة السورية في تفجير انتحاري عند معبر أطمة