من الموت لأمريكا وروسيا واسرائيل… إلى الموت للسنّة والشيعة

سلاح المذهبية ومنهج خطاب الطائفة كفيل بأن يستكمل تدمير شروط الحياة الإنسانية ويدفعنا أكثر لأن نكون قتلة ولكن باسم المذهب والدين.

يمكن أن نحيل كلّ ما يجري في سوريا اليوم إلى المؤامرات الدولية وإلى مؤامرة صهيونية لكن المروجين لهذه النظرية لا يريدون أن يقرّوا أنّهم هم أنفسهم أدوات هذه المؤامرة.
سنسلم جدلاً أنّ ثورة الشعب السوري من أجل تغيير نظام الأسد مؤامرة، وأنّ استبداد الأسد ليس السبب في انتفاضة السوريين وأنّ خروج ملايين السوريين في تظاهرات سلمية من أجل التغيير ما هو إلاّ عملية تغرير بالشعب السوري ضد القيادة الحكيمة لنظام البعث والأسد.
مهما قيل عن تغيير معادلات إقليمية ومهما قيل عن محاور متصارعة لكن الملفت أنّ اسرائيل هي الطرف الأكثر قرباً من روسيا والأكثر قرباً من واشنطن طرفي المعادلة الأقوى في منطقتنا من دون نقاش.
اسرائيل خط أحمر لدى الدولتين لكن الخط المستباح هو تدمير المجتمعات العربية باسم تحرير فلسطين.
ماذا يقدم هذا الإيغال في إحداث الشرخ بين السوريين وهذا التورط في استخدام السلاح المذهبي لتبرير ما لا يبرر من عدوان وقتل واستباحة دول وبشر؟ الحرب السورية بكلّ ما نسمعه من تعبئة مذهبية، كفيل بجعل العداء يترسخ بين فئات المجتمع العربي وبين الشعوب الاسلامية. وهو بذاته كفيل أن يجعل العلاقة مع الروسي أو الاميركي هي الأوثق وهنا أتحدث عن جهابذة الإسلاميين السنة والشيعة.

روسيا اسرائيل
أوَ ليست الحركات الأصولية هي أكثر من اتهم الغرب وكفّره، وقال ماقال في عدوانية الروس والأميركيين من شعارات الثورة الإيرانية “الموت لأميركا والموت لروسيا” …هذه شعارات طويت ليصبح اليوم الشعار الموت للتكفيريين أو الموت للشيعة أو الفارسي أو الرافضي…
باختصار قوّة روسيا اليوم في المنطقة لأنّها الأقرب إلى الإسلام السياسي الشيعي وإلى اسرائيل وقوّة اميركا أنّها تدغدغ طموحات إيران وحليفة اسرائيل وعلى علاقة جيدة مع أصوليات سنية وإن كانت تقاتل القاعدة وداعش وتتهم الأخير بأنّه يبيد المسيحيين والأزيديين والشيعة.

إقرأ أيضاً: حزب الله وروسيا وإيران: محور المكابرة في سورية
هكذا هي الحرب السورية تسير بنا إلى رسم خطوط تماس بالدم وتساهم في خلق أعداء، هم في وعي أصحابها أخطر من أنظمة الإستبداد وأخطر من إسرائيل ومن الغرب الاستعماري… سلاح المذهبية هذا هو الأمضى في تقسيم المجتمع وتدميره وهو الوسيلة لأن يتسلّط علينا مجموعة من القتلة لا يحسنون في الحياة إلاّ فنون القتل والتدمير والوقوف على ركام الجماجم وعلى ركام الدولة والشعب.
سلاح المذهبية ومنهج خطاب الطائفة كفيل بأن يستكمل تدمير شروط الحياة الإنسانية ويدفعنا أكثر لأن نكون قتلة ولكن باسم المذهب والدين.
الحرب السورية هي كارثة ليست على السوريين وعلى مستقبلهم هي كارثة على لبنان وعلى الأقليات والشيعة في مقدمتهم، الذين رغماً عنهم يقادون إلى أن يكونوا مجموعة منفصلة ستكون معنية بالبحث عن حلول خاصة إزاء تعاظم خطر التكفيريين، وهو كلمة ملطفة للسنة وخطر أخر اسمه الغرب واسرائيل والأخيران ينتظران على ضفة النهر موعد طلب الحماية من بحر سني هائج.

إقرأ أيضاً: قنابل الفوسفور محرقة روسيا في حلب
حزب الله ومعه القيادة الإيرانية يمكن أن يدعيان اليوم أنّهما شاركا بقوة بإرادتهما أو بقوة المؤامرة الصهيونية والإمبريالية بإحداث أعمق شرخ سني- شيعي في تاريخ بلاد الشام وبلاد ما بين النهرين.. سيقول التاريخ أنّه في زمن تمدد إيران الإقليمي وتوسعها في بلاد العرب كانت هي المرحلة السوداء في العلاقة بين السنة والشيعة وعلى صعيد وحدة المجتمعات والدول في العالم العربي.

السابق
مجلة ايرانية تنشر صورة حصرية لنصر الله!
التالي
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 13 آب 2016