هذه الاسباب الخمسة التي تمنع تنظيم داعش من استهداف اسرائيل…

شن تنظيم الدولة هجومًا “نادرًا” على إسرائيل، تمثل في شريط فيديو نشر في مطلع أغسطس/أب الجاري، وفيه هدد “لهب الصحراء”: “أيها اليهود، عليكم الانتظار فقط، ستكون العقوبة قاسية وقريبًا ستدفعون الثمن باهظًا”، لكن من بين مئات الأفلام التي صنعها تنظيم الدولة والجماعات الجهادية التابعة له، نرى أن الأفلام الموجهة مباشرة إلى إسرائيل والمهددة لها لا تتجاوز عدد الأصابع.
وتفضل إسرائيل البقاء بعيدا عن الأضواء، حتى مع التهديدات الخطيرة، التي كانت ولا زالت توجه إليها، وحتى بعد مقتل ثلاثة إسرائيليين بالرصاص في أثناء الهجوم الذي جد في إسطنبول.. لكن إسرائيل تبنت موقفاً ساهم في تحويل العالم الإسلامي إلى ساحة قتال بين السنة والشيعة تقوم على المكائد؛ كما يؤمن تنظيم القاعدة أن تنظيم الدولة قد أنشئ من قبل إسرائيل.

1- حماس لا تمثل تنظيم الدولة
عمد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى نسب تنظيم الدولة إلى حركة حماس، فقط ليكسبها سمعة كاذبة من صنعه. لكن الواقع ينفي وجود هذه المعادلة. أعلنت إسرائيل أنها ضحية تنظيم الدولة، وأنها لا تملك أي منفعة من دعم نشر الإرهاب العالمي، لكنها تحارب حركة حماس والشعب الفلسطيني للقضاء على الإرهاب الداخلي، على عكس أوروبا، التي خرج منها آلاف المقاتلين للقتال في سوريا والعراق.
مع ذلك، يوجد كم هائل من الأسباب الوجيهة، التي توضح العلاقة بين إسرائيل وتنظيم الدولة من جهة، وتنظيم الدولة وفلسطين من جهة أخرى.

2- إسرائيل تمثل كابوسا لتنظيم الدولة:
صرح الصحافي الألماني، يورغن تودنهوفر، أول صحافي غربي يدخل إلى تنظيم الدولة لمدة 10 أيام، بأن “إسرائيل تعتبر الدولة الوحيدة التي يهابها تنظيم الدولة”. والمهارات العسكرية والاستخباراتية للعقول التي كونت تنظيم الدولة، شيء بديهي يمكن لأي كان ملاحظته، فوقد تم ضم الضباط السابقين والقادة العراقيين، التابعين للأجهزة الأمنية وجيش صدام حسين، إلى أكثر المقاتلين الإسلاميين تطرفاً.

هؤلاء القادة يعترفون أن “الجيش الإسرائيلي أقوى منهم بكثير”.
وعلى الرغم من صغر حجمها، فإن إسرائيل تمثل أكثر الدول سيطرة في العالم وتطورت على مر سنين من العمل على توفير المعدات والأدوات المتقدمة لغاية مكافحة الإرهاب، لذلك يعتبر اختراق مجالها الترابي والأراضي الفلسطينية محاولة شبه مستحيلة بالنسبة لتنظيم الدولة. وكنتيجة لذلك، لم يتم إدراج إسرائيل في خطة الاستعمار الأول للشرق الأوسط، التي وضعها تنظيم الدولة. لكنها قد تكون المحطة الأخيرة.

3- إسرائيل تشن حرباً سرية تغطيها الاستخبارات:
يمثل عدم تدخل الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية ضد تنظيم الدولة جزءا من الخطة المضادة للإرهاب، التي تم إنشاؤها وتبنى الرئيس اوباما جزءا منها من وراء الكواليس.. لا حروب مباشرة بالنسبة للرئيس السابق جورش بوش، لكن فقط بعض الطائرات والغارات المستهدفة والكثير من العمل الاستخباراتي، هنا نرى عدوا أقوى بكثير مما كنا نتوقع.

إقرأ أيضاً: «الجيش الحرّ» يحبط هجوما مباغتاً لـ«داعش» في محور البادية

على الرغم من أن المخابرات الإسرائيلية لا تتكلم مطلقاً، نجد لها أذاناً صاغية منتشرة في كل مكان، وتسمع كل ما يحدث في الشرق الأوسط والعالم من حولها. هي في كل مكان، لذلك لن نستغرب في السنوات القادمة تبادل جهازي الشاباك والموساد معلومات، ليس فقط مع الولايات المتحدة الأمريكية، لكن أيضاً مع القادة العسكريين، مثل فلاديمير بوتين، على إثر قرار روسيا بدء القصف ضد تنظيم الدولة والقاعدة في سوريا.

وقد بدأ الجنود السابقون، التابعون لقوات الدفاع الإسرائيلية، تطوعا منهم، القتال في العراق، جنبا إلى جنب مع البيشمركة الكردية، ضد تنظيم الدولة.

4- الإسرائيليون والفلسطينيون منشغلون بالصراع فيما بينهم:
يسعى الإسرائيليون إلى تركيز طاقتهم، قبل كل شيء، على الصراع لافتكاك القدس، الذي بدأ سنة 1948 ، شأنهم شأن الفلسطينيين، الذين يسعون إلى المحافظة عليها واسترجاعها، في الوقت الذي يوجه فيه تنظيم الدولة إلى إسرائيل شريط فيديو تهديدي، في 2015 ، كانت هذه الأخيرة تركز طاقتها نحو تصعيد أخر للأزمة الفلسطينية، مع بدأ انتفاضة السكاكين.

ينطبق نفس المنطق على عدم اكتراث الفلسطينيين المسلمين المتطرفين بأراضي التنظيم، وعجز هذا الأخير عن استقطابهم، لذلك يجد صعوبة فائقة في السيطرة على الضفة الغربية وقطاع غزة، التي يتواجد فيها الإسرائيليون. إضافة إلى ذلك، يعجز تنظيم الدولة عن تكوين خلايا داخلية أو ما يعرف ب”الذئاب المنفردة”، كالتي تكتسح أوروبا.

إقرأ أيضاً: دراسة: ما هو عدد ضحايا داعش؟

5- تنظيم الدولة لا يثق بحركة حماس القريبة من إيران والسلطة الوطنية الفلسطينية:
بدلا من التودد إلى حركة حماس، نرى أن الأطراف المدبرة لتنظيم الدولة تفضل بناء خلايا خارجية موالية للفلسطينيين، باستعمال استراتيجية التأني.. وتعتبر إيران المعارض الأول للمتطرفين السنة، الذين يتهمونها بكونها الحليف السري للولايات المتحدة الأمريكية، وهي تعمل على قتل الجهاديين السنة، فهي تعتبر الحليف الأول للرئيس السوري.

يكشف جوهر القضية أن تنظيم الدولة لا يثق بحركة حماس ولا وريث منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات، فهو يعتبرهما “نموذجا سيئا عن المسلمين ومرتدين عن الإسلام، ويستحقون عقاباً شديداً يتساوى مع ما ينفذ ضد الملحدين أو معتنقي الديانات الأخرى”.

السابق
تقرير الخارجية الاميركية: ماذا عن إبادة الاكثرية؟‏
التالي
مافيات المياه في الغبيري أقوى من الدولة والبلديات‏