هات يدك ، لأصافح كفك الأبيض
فأرفعه راية على نسيج الزمن
هات فكرة، دواء يبلسم جراحنا
هات كلمة، فيصلا يمسح الظلام عن جبين الصبح.
رحلت،والكل راحل. حتى السماوات تطوى.
إلا أنك رحلت ولا تزال مساحة الزمن شاغرة من سيد وسيف، وليس في الأفق طيف فارس.
أما الوطن،
طفلك المدلل، فيتيم ينزف الآه والأمل،لقد بعثروا تراث الأوادم ،ولا يزالون ينزلون بنا وبه قاعا بعد قاع.
أعلمت ان الجمهورية التي حميت وفديت،تترنح جسدا بلا رأس.
إقرأ أيضاً: شهادة حقّ في الرئيس كامل الاسعد بذكرى رحيله
وهل وصلك أن لبنان تربع على عرش الفساد،أولا في العالم، بعد أن طمرت النفايات معالم الطرقات والأزقة وباتت العافية سحابة صيف؟؟
قل لي بربك، ما هو اللقاح الذي أعطاك المناعة ضد اللؤم والفساد، وحماك من الغدر والكذب. أهو مسقط الرأس،أم هكذا ينشأ ربيب الحرائر؟!
أجبني، كيف لم تنزلق في أوحال السياسة،وكيف لم تعرف الندم؟ أهي صدفة،أم هو طبع الكبار الكبار.
إقرأ أيضاً: لماذا تغيب ذكرى كامل الاسعد عن «كلام الناس»؟
وكأني بك اليوم اذا نظرت لحالنا بكيت علينا أو فرحت لنفسك، بالفراق الذي انجاك من مشاهدة المأساة التي نعيش.
مهلا،فقد فاتني السلام والسؤال، سلام عليك بقدر اشتياقنا إليك، ودعاء لك نرفعه كلما نظرنا فافتقدناك، وكلما افتقدنا فيء ظلك،فنحن في غيابك كالعابر في صحراء قاحلة لا ظل فيها ولا ماء.
نفتقد رأيك الذي ينسكب في العقل والقلب كما ينسكب الماء في راحتي عطشان، وسنظل نفتقدك كلما احتجنا اليك ، وكلما افتقدنا الرجال الرجال ولم نجدهم.
“بمناسبة الذكرى السنوية السادسة لرحيل الرئيس كامل الأسعد”