الرأي العام أفرج عن حسن يعقوب… وهنيبعل ينتظر الإفراج السياسي

حسن يعقوب
بعد سبعة أشهر من المماطلة بقضية خطف هنيبعل معمر القذافي التي اتهم فيها النائب السابق حسن يعقوب وتم اعتقاله بسببها، أخلي سبيل يعقوب أمس، فيما لا يزال المخطوف يقبع في السجن .فماذا صرّح يعقوب بعد إطلاق سراحه لـ"جنوبية"، بالمقابل كيف علقت المحامية بشرى الخليل وكيلة الدفاع عن هنيبعل القذافي لـ "جنوبية"؟

صادقت أمس الهيئة الاتهامية في جبل لبنان على قرار قاضي التحقيق زياد مكنا، القاضي بتخلية سبيل النائب السابق حسن يعقوب نجل الشيخ محمد يعقوب المغيب في ليبيا مع الإمام السيد موسى الصدر لقاء كفالة مالية قدرها 30 مليون ليرة على خلفية اتهامه بالتخطيط لعملية استدراج هنيبعل معمر القذافي، وخطفه، ونقله من سوريا إلى لبنان، بالتنسيق مع مجموعات في الداخل السوري، ومجموعة لبنانية مسلح.

أخلي سبيل يعقوب الذي توجه منتصرا لفضّ الاعتصام المفتوح، الذي أقيم أمام مدخل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بعيد توقيفه وألقى يعقوب كلمة توعد فيها قائلا “القذافي عدو لبنان على المنابر وفي القانون وهنيبعل إبن القذافي لماذا فعلتم بعائلة الشيخ يعقوب هكذا؟!” وأضاف “ستتدحرج أصنام اللحم والدم تحت الأقدام والكلام انتهى وسنتحاسب”.

وفي تصريح لـ”جنوبية” أكدت والدته الحاجة امتثال أن القضاء أنصفها، مشيرة إلى أن هذا “القرار كان يجب أن يصدر منذ فترة”.

أما النائب السابق حسن يعقوب وفي أول تصريح إعلامي لـ “جنوبية” اكتفى بتوجيه الشكر للإعلاميين ولقلوب الناس التي تضامنت معه قائلا “الصمت عن الظلم عون للظالمين”. وبعد ان انتشر في الاعلام أن الجهة المقصودة في تهديده أمس هو الرئيس نبيه بري، رفض يعقوب التعليق قائلا ان “الجهة المقصودة واضحة”.

لكن، ماذا عن هنيبعل القذافي الذي لا يزال في السجن وسط غموض يعتري المواقف السياسية والشوائب القانونية المصاحبة لقضيته؟

هنيبعل القذافي

المحامية بشرى الخليل وكيلة الدفاع عن هنيبعل القذافي صرّحت بدورها لـ”جنوبية” قائلة “بالأمس تمّ إخلاء سبيل النائب السابق حسن يعقوب ولم يتم إسقاط الدعوى وذلك نظرا لانتهاء المدة القانونية للتوقيف الاحتياطي المحددة بستة أشهر”. ورأت الخليل ان “إخلاء سبيل يعقوب غير منطقي، فبحسب القانون، التوقيف الاحتياطي في التهم الجنائية كحد أقصى 6 أشهر قابلة للتجديد لمرة واحدة، لكن هناك أنواعا أخرى من الجنائيات تكون فيها مدة التوقيف الاحتياطي سنة وشهرين وذلك بحسب المادة 108”. وبناء على ذلك إعتبرت “أن يعقوب قام بعمل إرهابي ليس عاديا فهو خطف هنيبعل القذافي من دولة جارة بالرغم من أنه محمي دوليا، فالمخطوف يعد لاجئا سياسيا، وبالتالي خطفه يعتبر عملا إرهابيا، بالإضافة انه تسبب بإشكال مع وزارة العدل السورية وهي ليست بجناية بسيطة”.

اقرأ أيضاً: صمت أمل وحزب الله عن توقيف يعقوب.. أو فضيحة التجارة بقضية الصدر

كما أشارت الخليل إلى أن “خطف هنيبعل لم يكن لهدف معرفة معلومات عن اختطاف السيد موسى الصدر بل كان لهدف مادي، حسبما قالت، لافتة إلى أن عائلته تعلم أن السيد الصدر الآن في عداد الأموات لكن على الرغم من ذلك لا يتقبلون الحقيقة”. كما وأكدت أن “الاطالة بالاحتفاظ بهنيبعل القذافي يقف وراءه برّي للمقايضة به مقابل مبالغ مالية”، وأيضا على ذمة المحامية الخليل.

واستغربت الخليل إخلاء سبيل “الخاطف” فيما المخطوف لا يزال وراء القضبان وعلّقت “هذا الأمر برسم القضاء اللبناني وبرّي بطل الفيلم وذلك لأنه هو المسؤول عن ملف الامام الصدر”. مؤكدةً أن “النائب السابق حسن يعقوب و شقيقه الدكتور علي يعقوب متورطان في اختطاف هنيبعل من سوريا، وأن إعتقال يعقوب ليس سياسيا بل هناك أدلّة وتسجيلات تثبت بدور رئيسي ليعقوب في التخطيط لعملية استدراج القذافي وخطفه”.

الخليل أكّدت على الخصومة بين برّي وعائلة يعقوب لكنها غمزت بأن سبب إخلاء سبيل يعقوب في هذا التوقيت حفاظا لماء وجه برّي في الذكرى السنوية لاختطاف الصدر ورفيقيه المصادفة في 31 آب والاحتفال بالذكرى، التي لا يمكن ان تجري بشكل طبيعي ونجل الشيخ محمد يعقوب وراء القضبان، فهذا سيسبب إحراجا كبيرا لرئيس حركة أمل”.

وبرأي الخليل “بدأ يتكون رأي عام شيعي مؤخرا يتعاطف مع يعقوب يطالب بإنهاء سجنه ولو كان خاطفا، وفي المقابل هناك رأي آخر يطالب أيضًا بفك اسر هنيبعل القذافي الذي لا علاقة له بقضية اختطاف الصدر نظرا لصغر سنه حينها إذ لم يكن تجاوز السنتين من عمره”.

وأكّدت أن “المادة التي على أساسها هنيبعل موقوف غير قانونية، إذ لا يحق لمحقق عدلي إعتقاله بهذه الذريعة، ولفتت إلى أن محكمة التمييز طعنت بقرار المحقق العدلي للسبب نفسه إلا أنه لا يزال وراء القضبان”. وشددت على أن “هنيبعل لا علاقة له بقضية الصدر نظرا لصغر سنه آنذاك وهذا ما يعلمه بري ويعقوب جيدا واعتبرت أن الاستمرار بتوقيفه ظلم”.

وتتهم الخليل أن “عائلة الصدر وزوجته وابنه وافقا على إعتقال القذافي الإبن والاحتفاظ به للمقايضة عليه”. ولفتت انه لو “كان السيد موسى الصدر موجودا لكان اول المعترضين على هذا المنطق”.

اقرأ أيضاً: من خطف السيد موسى الصدر.. ولماذا؟

وخلصت المحامية الخليل إلى التأكيد والتشديد “أن الذي يقف وراء توقيف هنيبعل اليوم هو الرئيس بري وليس حسن يعقوب بقرار سايسي دون مبرر قانوني وأكدت أن اطلاق سراح هنيبعل أيضًا سيكون بقرار سياسي”.

 

السابق
عبد المجيد الرافعي يستقبل الأصدقاء: الموت حق!
التالي
عدّ يا أبي