أردوغان الصدامي في ذهن الأعراب!

اردوغان
يحلم العرب ببطل قوميّ شديد البأس، وهم الذين حُرموا البطولات منذ أيام عمر وعليّ. واليوم يبحثون عنها في سلالة بني فارس، وسلالة بني عثمان. لكن لا الفرس ولا العثمانيين سيُعيدون أمجاد الماضي الغابر.. فأين أبطال العرب؟

شغلنا أردوغان بخبر إنقلابه الذي لم يصدّقه الخبراء. لا بأس فهو خير ضامن لعدم فلتان “الملق” في بلاده على عكس ما جرى وما كان يجري في بلادنا العربيّة، ومع حكامنا المناهضين للإمبريالية المزعومة.. حيث كانت هذه الأنظمة تتصيّد من يخالفها بإدعاءات إنقلابية ومحاولات تخريبية لتزّج من هو ليس على دينها في مقابر سجنيّة أبدية أسدية صداميّة قذافيّة.

اقرأ أيضاً: تركيا…الإنقلاب والخطر القائم

والمضحك اليوم، وبعد سقوط عدد من الأنظمة الدكتاتورية في كل من ليبيا وتونس والعراق، نرى ان الشعب اللبناني يعتصم دفاعا عن حاكم إخترع حركة إنقلابيّة ابداعية، مثّل فيها 200 قتيلا تقريبا فقط، بدليل تسريب الخطط عبر الصحف الأجنبية مسبقا، مع سرعة في تحوّل الجيش الحديدي من إنقلابي الى تأييدي وداعم للسلطان رجب.. يا الله على المسلسلات التركية!! الآن عرفنا سرّ ومنبع الأفكار التي تمدّ هذه المسلسلات في حلقاتها التي تصل الى 900 حلقة!

اللعبة العربية انتقلت الى أردوغان، والأجمل ان حركة حماس زعلانة على أردوغان الذي هو على علاقات جيدة مع عدو الفلسطينيين “إسرائيل”؟ يا جماعة على الأقل اصمتوا، لا تؤيدوا، ولا تعارضوا حفاظا لماء الوجه، وإن كان أردوغان إخوانيّا!

والأجمل ما شهدته وسائل التواصل الإجتماعي من مذابح إفتراضية، كان يمكن ان يقع جرائها اكثر مما وقع فعليّا لو أنها حصلت ميدانيّا!

زعلت الجماعة الإسلاميّة، واعتصموا بحبل الله أمام المستشفى التركي المُقفل في صيدا، في حين زغردت المنار للإنقلاب الذي لم تؤيده معلمتها إيران! وسخرت المحطة من استعمال أردوغان لـ(السكايب) في دعوته لمواجهة الإنقلابيين! ترى ماذا كان سيكون رد فعلهم لو جرى إنقلاب تمثيلي مماثل في طهران؟؟

والغريب الأغرب ان جماعة المستقبل في لبنان مؤيدون لأردوغان الذي يُنافس السعودية الحليفة لسعد الحريري ويزاحمها على زعامة السنة في العالم العربي! (حلوها كنكم بتحلوها بقى).

اردوغان أمير قطر

والأجمل ان متظاهرين حملوا صور أردوغان وأشرف ريفي معا!! اما العجب العُجاب، فهو في أن إيران وقفت مع أردوغان في حين ان الميادين والمنار هللوا للإنقلاب، الذي رفضته أميركا التي تختلف مع أردوغان بسبب سياسته الداعمة لـ”داعش” التي تموّلها دول خليجية وهابيّة تناهض أردوغان الإخوانيّ.. “حزورة ما إلها رب”!

اقرأ أيضاً: المتهم بالإنقلاب إختير هذه المرة من جنس المنقلب عليه

فالعرب، كما يتبيّن يبحثون عن مثال يحلّ محلّ صدام حسين البطّاش والقويّ والذي يُخيف الجميع، ويعتقدون انهم وجدوه في صورة السلطان العثماني الحديث، ابن القرن الواحد والعشرين.. متى تصنعون بطلا من رحمكم يا عرب؟

فلننادي: لا فارسية ولا عثمانية.. ثورة ثورة عربية!

 

السابق
العطش السنيّ
التالي
السيد سامي خضرا يضرب مجددا: لا ينبغي للشيعة الحديث عن المحبة والسلام!