هجوم نيس الإرهابي: أسئلة صعبة تبحث عن الحقائق والدوافع…

نيس فرنسا
الإرهابيون اختاروا احتفال ذكرى 14 تموز وتحرير فرنسا من النازية، كي يجهزوا شاحنة يقودها حاقد من ارهابييهم ويقتل حوالي 84 شخصاً في نيس جنوب فرنسا، وذلك حين اندفعت تلك اشاحنة باتجاه الحشود المتجمعة لحضور عرض الألعاب النارية بمناسبة العيد الوطني الفرنسي.

كانت أعداد غفيرة متجمعة على كورنيش “برومناد ديزانغليه” المحاذي للبحر لحضور احتفالات العيد الوطني الفرنسي مساء أمس الخميس في 14 يوليو، وكان عرض الألعاب النارية انتهى للتوّ حين انقضت شاحنة بيضاء على الحشد ودهست كل مَن كان في طريقها على مسافة كيلومترين.

سيباستيان هومبير، نائب رئيس إدارة منطقة ألب-ماريتيم، حيث تقع مدينة نيس قال: “أطلقت عيارات نارية وقتل السائق”.

وفُرض طوق أمني على الفور على مقربة من الكورنيش البحري الذي أغلق تماماً.وبلغت حصيلة الاعتداء صباح الجمعة 84 قتيلاً، بينهم أطفال، وعشرات الجرحى بينهم 18 في حالة حرجة جداً، بحسب الحصيلة الرسمية.

اقرأ أيضاً: «شاحنة الموت» في نيس.. هذه أبرز الحقائق التي تم التوصل إليها

وأعلنت خطة الطوارئ في مستشفى نيس لاستقبال الجرحى.

مَن منفذ الهجوم؟

عُثر في الشاحنة على أوراق هُوية باسم فرنسي تونسي عمره 31 عاماً مكان إقامته في نيس، لكن لم يعرف حتى الآن ما إذا كانت هذه أوراق منفذ الاعتداء. وقال مصدر في الشرطة إن الهوية لرجل معروف لدى الشرطة كصاحب سوابق.

هل كان المهاجم وحيداً في الشاحنة؟ قال المتحدث باسم وزارة الداخلية بهذا الصدد إن “تحقيقات تجري لمعرفة ما إذا كان الشخص تحرك بمفرده أو كان لديه شركاء فرّوا”.

وعثر على قطعة سلاح على الأقل داخل الشاحنة، بحسب مصدر في الشرطة.

وقال رئيس منطقة نيس كريستيان استروزي لصحفيين: “كانت هناك أسلحة في الشاحنة وأسلحة ثقيلة، لا يمكنني أن أقول المزيد حول الموضوع، هذا من مسؤولية رئيس الشرطة والمدعي العام”.

وبحسب مصدر آخر مطلع على عمل المحققين فإن سائق الشاحنة أطلق النار “من مسدس” كما عثر في الشاحنة على “قنبلة غير معدة للانفجار” و”بنادق مزيفة”.

شاحنة نيس

ما دوافع منفذ الاعتداء؟

بعد أقل من ساعة على الوقائع، تحدثت السلطات المحلية عن اعتداء، وناشدت السكان لزوم منازلهم.

مصدر قريب من التحقيق قال إن فرضية العمل الإرهابي مرجحة. وقال مصدر في الشرطة: “ليس هناك أي شك بشأن تصميم القاتل، لكن الوقت لا يزال مبكراً لمعرفة ما إذا كان إرهابياً أم لا”.

غير أن طريقة تنفيذ الاعتداء واختيار هذا التاريخ الرمزي بالنسبة لفرنسا يذكران برسائل وجهتها مجموعات جهادية مثل القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية.

ففي رسالة صوتية تم بثها في 22 مايو/أيار الماضي حضّ المتحدث الرسمي باسم تنظيم الدولة الإسلامية السوري أبومحمد العدناني مَنْ يطلق عليهم تسمية “جند الخلافة” على استخدام أي سلاح متاح لهم.

وجاء في الرسالة: “ابذل جهدك في قتل أي أميركي أو فرنسي، أو أي من حلفائهم، فإن عجزت عن العبوة أو الرصاصة، فاستفرد بالكافر وارضخ له بحجر، أو انحره بسكين، أو اقذفه من شاهق، أو ادعسه بسيارة”.

وهو ما طبقه لعروسي عبدالله عنصر تنظيم الدولي الإسلامية الذي قتل شرطياً فرنسياً وزوجته بالسكين في 13 يونيو/حزيران الماضي في المنطقة الباريسية.

وفي 11 يوليو أبدى وزير الداخلية برنار كازنوف ارتياحه لانتهاء كأس أوروبا لكرة القدم التي جرت هذه السنة في فرنسا دون تسجيل حوادث، لكنه أكد أن “الخطر الإرهابي لا يزال قائماً”، داعياً إلى اليقظة في فصل الصيف.

وقرر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند العودة من افينيون الى باريس حيث سيتوجه مباشرة الى خلية الازمة التي شكلتها وزارة الداخلية بعد الاعتداء، بحسب الاليزيه.

وقالت الرئاسة الفرنسية ردا على سؤال لفرانس برس ان “الرئيس تحادث مع (رئيس الوزراء) مانويل فالس و(ووزير الداخلية) برنار كازنوف. انه في طريقه الى باريس وسيتوجه مباشرة الى خلية الازمة”.

ويأتي هذا الاعتداء بعيد ساعات على اعلان هولاند ان حالة الطوارئ السارية منذ اعتداءات 13 نوفمبر/ تشرين الثاني2015، لن تمدد الى ما بعد 26 يوليو/ تموز، بعد أن عزز قانون تم التصويت عليه في مايو/ أيار الترسانة الامنية لفرنسا.

واوضح هولاند في مقابلة تلفزيونية لمناسبة العيد الوطني الفرنسي “اعتبرت ان تمديد حالة الطوارئ كان يجب ان يبقى حتى نتاكد من ان القانون يعطينا الوسائل التي تتيح التوقي من التهديد الارهابي بفعالية”.

 

السابق
هذا ما قاله الكاتب فاخوري في مديح «النجمة» نادين نجيم
التالي
الشيخ مشيمش بريء… فلماذا التجني والإفتراء؟