حزب الله: لا صلاة لأتباع فضل الله…

يزعم “حزب الله” محاربة التكفيريين على طول الحدود وخلفها انطلاقاً من بعض الجرود اللبنانية وصولاً الى سوريا وما بعد سوريا، وبذريعة قتال قاطعي الرؤوس ينغمس الحزب في نيران ثورة الشعب السوري، ويطيب لعناصر الحزب أن ينشروا صورهم بالقرب من الكنائس والتماثيل المسيحية لإيهام الرأي العام أنّه يحمي “النصارى من بطش داعش”. بالرغم من كل ما تقدم وما تحاول دعاية حزب الله ضخه في الإعلام، فإن الحزب لم يحارب الدواعش المحليين في بيئته ولم يقف في وجه التكفيريين من ضمن حاضنته الشعبية. ما حصل البارحة في كوثرية السياد جنوب لبنان، أكبر دليل على ذلك، وان انكر الحزب الأمر رسمياً، فانه غطاه عملياً وتغاضى عمن ارتكبه فعلياً.

 فقد تداولت مواقع التواصل الاجتماعي اليوم صورا لمصلين يتبعون المرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله وهم يؤدون صلاة العيد خارج مسجد في منطقة كوثرية السياد – جبل عامل بعد ان أعلن مكتبه أن اليوم الثلاثاء 5 تموز 2016 هو أول أيام عيد الفطر. ولدى الاستيضاح عن خلفية ما حدث، فقد منِعت  مجموعة من مقلدّي السيد فضل الله من  تأدية الصلاة في المسجد الذي يشرف عليه شخص من غير المقلدّين لفضل الله، فمنعوا بحجة ان اليوم ليس العيد، فافترشوا الحصر وادوا الصلاة في الطريق. ويشير بعض المتابعين للشأن الشيعي أنّ الخلاف الفقهي بين حزب الله وبين المرجع المغفور له محمد حسين فضل الله يعود لعقود وبالتحديد الى أواخر التسعينات حين بات فضل الله يشكل مرجعية شيعية تنافس مرجعية قم الايرانية وتعمل على تقديم تفسير أكثر اعتدالاً للمذهب الشيعي وتنتقص بشكل عام من سلطة الولي الفقيه لدى شيعة لبنان.

وفي حديث الى موقع “lebanon360“، أوضح مستشار فضل الله، السيد هاني عبدالله، انه ” تمّ التأكد من أن الامر قد حصل من دون تحديد الطريقة. وهذا الأمر عادة يحصل اذا كان الامام راتب عن المسجد فهو بحاجة الى اذن امام ثاني ليؤم المصلين”. واضاف: “قد يكون خلف الامر بعض التعقيدات من خلال تعصب إمام معين او بعض الجهات التي تريد فرض منطق معين”، لافتاً الى انه “لا يمكن لوم جهة معينة الى الآن، لكن نعم الاجواء العصبية التي ترافق بعض المناسبات الدينية موجودة، حتى على الانترنت، وذلك للتشويش على المقلدين، فهناك بعض الحالات المعقدة عند بعض الجهات الشيعية”.

إقرأ أيضاً: ماذا قال حزب الله في منع مقلدي فضل الله من صلاة العيد

ورأى ان ” السيد محمد حسين فضل الله اكبر مرجع للمقلدين في لبنان وذلك من خلال احصاءات، ومع ذلك يمكن ان يكون المقلدين اكثرية في قرية ما وتجنباً للاشكالات يقصدون قرى أخرى للصلاة. الواقع يشير إلى أنّ بعض الناس يشعرون بأزمة من الحشود المقلدة لفضل الله والتي تظهر جلياً خلال إقامة ليالي القدر وهذه الشعيرة تعتبر معياراً للتقييم من دون الحاجة  للاستعراض. وهناك اشخاص يحترمون خط ومنهج السيد من دون الانخراط في التقليد من ناحية رسمية”. وختم السيد عبد الله “السيد رحمه الله كان يقول معركتنا هي معركة وعي ضد الجهل. وليس مشروعنا الإشتباك مع أحد بل رسالة الاسلام الذي يواكب العصر”.

إقرأ أيضاً: انصار حزب الله اقفلوا المسجد في وجه اتباع فضل الله فافترشوا الأرض وصلوا صلاة العيد!

من جانبه اكد مصدر مسؤول في “حزب الله” رفض الكشف عن اسمه ان “لا علاقة للحزب بالموضوع وهو محض حادث شخصي وفردي من دون ان يكون له أبعاد سياسية او حزبية او دينية بل الأمر كان محصوراً بزمانه ومكانه .أياً يكن ما حدث، فإن هذه الحادثة تعتبر مؤشراً خطيراً لقمع الحريات من قبل جمهور “حزب الله” وترجمة لعقلية الحزب التي يحقن بها أتباعه تارة  من خلال فرض أجواء معينة في الجامعة اللبنانية ، وطوراً عبر منع المصلينن من تأدية فرض ديني تحت حجة ان العيد ليس اليوم.  فالى اين ستسير الامور؟ وألا يعتبر ذلك “داعشية شيعية” لا تتقبل الاجتهاد الفقهي الآخر !؟

(lebanon 360)

السابق
سلام والحريري أديا صلاة العيد بجانب خادم الحرمين الشريفين في مكة
التالي
نائب إيراني يكشف عن صفقة بين «حزب الله» وإسرائيل