دعوات الى رص الصفوف وتحصين الساحة الأهلية

لعلّ مجزرة القاع وفق “الجمهورية” جرس إنذار لكل اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم ومذاهبهم وطوائفهم وسياساتهم، للحيطة والحذر ومزيد من اليقظة والتنبّه بأنّه صار عليهم ان يشكّلوا مجتمعين، مظلّة الأمان لهم ولبلدهم، عدوّهم واحد هو الارهاب الذي يتهددهم جميعاً، ومع هذا العدو لا تنفع إلّا لغة اجتثاثه، ومن دون ذلك، يُخشى مع الجاهليين الجدد ان يكرّروا مجازرهم في أيّ مكان وزمان. ولعلّ ما جرى بالأمس، يضع المستويات السياسية الرسمية وغير الرسمية على اختلافها، أمام مسؤولية إجراء تعديل سريع في اجندة الاهتمامات والاختلافات الداخلية فلا تبقى تسرق من عمر لبنان واللبنانيين مزيداً من الوقت الضائع على مناكفات ومزايدات وشراكات ومغانم، ومصالح مادية وسياسية وانتخابية متضاربة أو متقاطعة هنا وهناك. وربّما حدثُ القاع الذي قد لا يقف الارهابيون عند حدوده، يؤكد أنّ الحاجة والضرورة باتتا أكثر من ماسّتين للانتقال بالبلد الى خلف المتراس الوطني الصلب، والالتقاء حول كل ما يحفظ أمنَه وأمانه ويطمئن المواطن اللبناني الى حاضره وغدِه ومستقبله، ويحصّن المناعة الداخلية في مواجهة رياح الارهاب التي تهبّ عليه. هنا يأتي دور الدولة وأهلها، خاصة وأنّ الفلتان سواء، أكان خَللاً سياسياً أو ضعفاً حكومياً أو تعطيلاً مجلسياً أو فوضى أمنية. كل ذلك إن لم يشكّل بيئة حاضنة للارهاب، فبالحد الأدنى يبيح له الساحة اللبنانية كملعب يتحرك فيه كيفما يشاء وساعة يشاء.

وأشارت “المستقبل” إلى أنه بعد تفجيرات القاع في البقاع تعالت الأصوات الوطنية الداعية إلى رص الصفوف وتحصين الساحة الأهلية الداخلية في مواجهة نيران المخطط الفتنوي المتمددة من سوريا إلى دول الجوار:

–          سأل الرئيس ميشال سليمان: “أين أصبح التحالف الدولي لاجتثاث داعش وأخواته وماذا ننتظر؟”.

–          رأى الرئيس فؤاد السنيورة أن “الجريمة تدل على أن الذي يحمي اللبنانيين تجاه الأخطار المحدقة بهم وحدتهم الوطنية وتمسكهم بصيغة العيش المشترك وتنبههم إلى عدم إعطاء الذرائع لمن يريد توريط لبنان في الصراعات الخارجية، وحرصهم ودعمهم لمؤسساتهم الأمنية الرسمية”.

–          قال الرئيس نجيب ميقاتي أنه “لا أولوية تعلو على تحصين مؤسساتنا الدستورية ووقف الخلافات ودعم الجيش”.

–          رأى رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون ان “الإدانة الحقيقية ليست للمضللين الذين يفجرون أنفسهم لنيل الجنة، انما للدول التي خططت ومولت وهجرت ودفعت بالمنطقة الى آتون النار”.

–          قال رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط: “إذا كان الإرهاب ضرب اليوم على الحدود فغداً قد يضرب في الداخل”. وسأل: “أليس من الأفضل تحصين المؤسسات بانتخاب رئيس، ام علينا الانتظار والدخول في جدل بيزنطي حول السلة والبلاد بأسرها مهددة من كل الجوانب؟”.

–          رجح رئيس حزب “القوات اللبنانية ” سمير جعجع نهاراً ان “القاع لم تكن مستهدفة بل كان فيها انتحاريون يختبئون في انتظار أحد أو سيارة تنقلهم الى مكان آخر وان ابطال القاع توجهوا نحو الانتحاريين بانفسهم فخاف هؤلاء وبدأوا بتفجير أنفسهم”. لكنه عاد ليلاً وأعلن عبر تلفزيون “ام تي في” ان تقديراته نهاراً لم تكن دقيقة وان المستهدف هو الجيش في القاع والقاع. وأكد ان هذه الحرب ستفشل بفعل بطولة الجيش والأهالي.

–          لاحظ منسّق الامانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد لـ”الجمهورية” أنّ “خطورة ما حدث تكمن أولاً في عودة التفجيرات، وهذا أمر مستنكر ونقف جميعاً خلف الجيش الحامي الوحيد للوطن”. أضاف: “في اللحظة التي أعلن فيها الامين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصر الله انّه يقاتل في حلب لكي يحميَ لبنان، جاء الردّ بأنّ الذريعة التي تعطيها من خلال قتالك في حلب، تكشف لبنان. فالحزب يقدّم ذريعة تلوَ الذريعة للتفجير في لبنان”.

السابق
«الجحيم» الذي تحضّر له «داعش»: اعترافات موقوفين عن مخططات التفجير
التالي
مساعٍ لربط نزاع بين بري والحريري مع عون تسنيدا للاقتصاد