بعد تفجيرات القاع: كيف حمى حزب الله لبنان من الإرهاب؟!

" لولا حزب الله لكانت داعش تقيم حواجز في جونية"، هي العبارة التي أكدها نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في معرض ردّه على منتقدي انخراط الحزب في الحرب السورية.

هذا المانشيت للحرب السورية والذي يعود تاريخياً للعام 2014، استتبع بعدّة مواقف مشابهة يُجاهر بها قيادات الحزب وجمهوره إن عبر المنابر أو عبر ما يعرض إعلامهم، أو حتى عبر تدوينات ناشطيهم على مواقع التواصل الاجتماعي، لتصبح معادلة الحرب السورية ليس الذريعة الأولى للحزب وهي الدفاع عن المقدسات وعن مقام السيدة زينب، وإنّما حماية لأمن لبنان من الطفيليات الداعشية، وحماية لرؤوسنا من القطع، وللنساء من السبي ومن جهاد النكاح والبيع في سوق النخاسة.

إلا أنّ المعطيات التي بدأ لبنان يشهدها أمنياً منذ أواخر العام 2015، أشارت إلى أنّ داعش لم تصل بإرهابها لا إلى جونية، ولا إلى بيروت، وإنّما لبرج البراجنة، أيّ عقر دار حزب الله، منفذة في 12-11- 2015 عملية إرهابية قام بها أربعة انتحاريين فجّر اثنان منهما نفسيهما وقٌتل الثالث فيما تمكن الرابع من الفرار ليلقيَ القبض عليه لاحقاً.

ما تعرضت له الضاحية عموماً والبرج خصوصاً، كانت ردّة فعل لحرب حزب الله السورية، دفع فاتورتها المواطنون الأبرياء، فاستشهد العديد وأصيب الكثير بجروح بالغة، وخيّم السواد على البلدة.

ولكن التعبئة الحزبية غلبت الوعي المنطقي، وظلّت فكرة الحزب الذي يحارب لحماية الوطن من داعش هي الحاضر الأوّل وهي الراسخة لدى السواد الأعظم من جمهوره، ففصلوا بين “داعش” التنظيم وبين عدّة انتحاريين قد تسللوا لتنفيذ مخططهم الإجرامي.

حزب الله

الانعكاس السلبي لحرب حزب الله في سوريا، لم يتوقف عند شهداء البرج، بل تلاه عدّة خضّات أمنية، والتي آخرها البلبلة الأخيرة والتي أشارت لوجود سيارة اسعاف مفخخة معدّة لتنفيذ عملية إرهابية في الضاحية الجنوبية، ليكون الواقع مخالفاً لما أشيع فرصاص فالتحذير أطلق من الضاحيةً والموت حلّ في القاع، لتشهد هذه البلدة صباح ومساء أمس 8 تفجيرات انتحارية ذهب ضحيتها العديد من الأبرياء.

هذه التداعيات جميعها دلّت أنّ لبنان أصبح مكشوفاً أمنياً، وأنّ عبارة ” لولا حزب الله لكانت داعش تقيم حواجز في جونية” أوهن من بيت العنكبوت، وكان أوّل من وجّه انتقاداً لهذه الذريعة هو رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي غرّد عبر صفحته تويتر «انا كلياً ضد نظرية ان “حزب الله” يحمي لبنان من “داعش”».

إقرأ أيضاً: بعد التفجيرات المسائية… لماذا القاع؟!

ما قاله الحكيم تقاطع معه العديد من الناشطين فأكد الناشط طارق بو صالح أنّ “مش بس القاع عم تنزف وتدفع الثمن كلنا عم ندفع الثمن…”.

بدوره تساءل المغرّد أمير أبو عديلة “مش على أساس حزب الله دخل إلى سوريا لحماية لبنان من المتطرفين؟!!”.

الناشطة السي باسيل وجهت بدورها بتغريدة انتقاداً لحزب الله، إذ قالت “القاع تدفع ثمن انغماس حزب الله بالحرب في سوريا”.

هذا وتساءل آخرون، “ماذا حقق #حزب_الله من القتال في #سوريا؟ اكثر من 3000 قتيل، 8000 جريح، ٦٠ مفقود، ١٢٠٠ اعاقة”.

أما محي الدين فغرد “#حرب_الله يقاتل في #سوريا دفاعا عن #لبنان !!! شو وضع #القاع اللبنانية يا كبير ؟؟ مين جاب الدب عكرمنا؟؟”.

إقرأ أيضاً: كيف تفاعل الناشطون مع تفجيرات القاع وكيف استثمرت في السياسة؟

هذا، ونشطت الدعوة لحزب الله لأن يعود من سوريا لحماية حدود لبنان، بعدما سقطت فرضية “لولا حزب الله لداهمتنا داعش”، فهل يستجيب الحزب لهذا الصوت؟ وهل يعترف أنّ مغامراته في سوريا سببت أزمات لبنانية وأدخلت الوضع الأمني في مرحلة الغليان والتوتّر الشديد؟

السابق
«أهل الخير»…للفقراء حق بالافطار دون دعايات سياسية
التالي
روسيا: نحو تفريغ الدور الإيراني في سوريا