قرّر رئيس مجلس النواب نبيه برّي كسر الجليد الرئاسي، عبر طرح «السلّة المتكاملة» من أجل انهاء الفراغ الرئاسي الذي دخل عامه الثالث. هذا الطرح الذي لقي ترحيبًا من النائب وليد جنبلاط بتأكيده أنّه داعم لطرح الرئيس بري، وأضاف في حديث «للسفير» أن «الهجوم الذي تشنه قوى على “السلة المتكاملة” هو غير مبرّر»، إلاّ أنّ أقطاب الرابع عشر من آذار كانت لهذا الطرح بالمرصاد.
اقرأ أيضاً: «القاع» في مرمى الإرهاب ومخاوف من استهداف العمق اللبناني
فقد صرّح النائب مروان حمادة: «لو كنت أثق فعلاً بأن السلة التي عرضها برّي على المتحاورين نابعة منه، لربما وافقته من دون تردد، غير أن إصرار حزب الله، وهو المحرك الرئيسي لما بقي من 8 آذار، على دوحة لبنانية، يزيدني معارضة لأي شيء قد يشبه المؤتمر التأسيسي».
أمّا النائب احمد فتفت فقال: «اذا كانت السلة المتكاملة تعني ان نعطي البلد للسيد حسن نصرالله، فنحن نفضل ان يأخذ البلد بطريقته بدل ان نسلّمه البلد ونوقّع له».
أمّا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع فقد رأى في حديث صحفي «إنه يحبذ اعتماد التسلسل الطبيعي والمنطقي للأمور، من دون تعقيدات او اجتهادات ليست في محلها، لافتاً الانتباه الى ان الاولوية البديهية والتلقائية في هذه المرحلة هي لانتخاب رئيس الجمهورية، فلماذا نحاول تجاهلها ونقفز الى سلة محشوة بمسائل خلافية ومستعصية، يحتاج حل كلٍّ منها الى جهد خارق، فكيف إذا كانت مجتمعة؟».
ولكن ماذا يعني طرح السلة المتكاملة؟
مصادر عين التينة أكّدت لـ«جنوبية» أنّ «الرئيس بري يعتبر السّلة لا مفرّ منها لانتخاب رئيس للجمهورية واجراء الانتخابات النيابية قبل اقتراب موعد نهاية المجلس الممدد له، والاتفاق على تشكيل الحكومة على غرار ما حصل في الدوحة».
وتابعت المصادر«لو كنا نعيش في ظروف طبيعية لما طرح بري هذا الطرح، قوى الثامن من آذار لم تتفق على اسم واحد والفراغ في عامه الثالث، والوضع الأمني سيئ خصوصًا بعد التفجيرات الارهابية الأخيرة» وشدّدت المصادر «أنّ طرح بري ليس ليس استخفافًا بالمؤسسات والدستور».
وأضافت المصادر «المعارضون لطرح السلّة الكاملة هم خائفون من اسم ميشال عون، ولكن تبقى الكلمة الفصل لتيار المستقبل»، وختمت المصادر «ولكن كل الآفاق تلوّح بعدم السير في طرح بري وإبقاء الفراغ والتعطيل على ما هو عليه».
وفي المقابل أكّد الصحافي والكاتب السياسي نوفل ضو لـ«جنوبية» أنّ «طرح السلة المتكاملة هو طرح الخروج عن الدستور
واستبدال انتخاب رئيس للجمهورية عبر التصويت الدستوري، بتعيينه على طاولة الحوار. وإقرار قانون انتخاب يكرّس تقسيم المحاصصة بين الاقطاب بدل انجاز قانون انتخاب بدون خلفيات عن النتائج».
وأضاف ضوّ «السلة المتكاملة تعني أيضًا اتفاق على حكومة مقبلة بدون الاخذ بعين الاعتبار التوازنات للمجلس النيابي الجديد الذي سينتخب من الشعب.. إذًا «الحلّ» الذي طرحه الرئيس برّي هو تخلي عن الدستور، وهذه المطالب ليست بعيدة عن فريق 8 آذار الذي انقلب على الدستور أكثر من مرّة كما حصل في اتفاق «الدوحة». السلة المتكاملة وطرحها على طريقة التسوية هي محطة من محطات قضم النظام الدستوري والسياسي الذي تعتمده قوى الثامن من آذار أي بناء مؤسسات بعيدة عن العمل الدستوري واختلاق الازمات السياسية المتتالية للقول أنّ النظام السياسي في البلد لم يعد قادرًا على انتاج رئيس للجمهورية ومجلس وزراء ومجلس نواب».
وختم ضوّ «ما نعيشه اليوم هو أزمة سلاح يعطل أي استحقاق دستوري، وسير قوى 14 آذار بهذا الطرح هو اعطاء شرعية لهذا السلاح، وأي تنازل يعني أن قوى 14 آّذار قبلت بتوجيه الضربة القاضية للنظام السياسي والدستور اللبناني، لذلك عليهم الحفاظ على الدستور والتسلح بالنظام السياسي اللبناني وعدم القبول بأي تسوية تتعارض والمبادئ الدستورية والتمسك بمنطق العبور الى الدولة».
اقرأ أيضاً: حزب الله يعترف ويخسر: نحن مرتزقة لإيران
إذًا يبدو أنّ طرح الرئيس بري سيذهب من حيث أتى واستمرار الفراغ بات واقعًا في ظلّ استمرار حزب الله بتعطيل جلسات انتخاب رئيس.
