بعد انكشافها… كيف ستنقذ الأحزاب نفسها؟

حزب الله وتيار المستقبل

نور بين ظلمتين عجز العقل إلى الآن عن إدراكهما، لكن عجباً هو نسي النّور وصبّ جام علمه وإفرازاته على إكتشاف الظّلمتين ونجح بما تأمّن له من وسائل في توصيف الأولى بالإنفجار فلا أدري هل بعد الإنفجار ما ينبىء بغير الخراب؟

اقرأ أيضاً: الحساب يوم الحساب.. أيها المثقفون والمتعلمون

حوار النّساء القائم بين مختلفين هو أول إصلاح على الجميع واجب تغييره، على ملوك الطّوائف وقادة المذاهب وزعماء النّدوات أن يعوا أنّ الحوار القائم على الإلتزام بعدم الإقتتال أو السّب فقط لن يؤدي إلى قيام دولة بل إلى ترسيخ فكرة الدويلات. وعلى المحازبين المتقوقعين على خيالاتهم أن يتراجعوا عن تأييدهم لبيعة النّساء التي عقدها أمراؤهم في ما بينهم لكي يبقى وطن يحكى فيه عن مواطنين.

على حزب الله وتيار المستقبل ومن هم من حولهم أو من مثّلهم أن يفقهوا أنّ النّاس وإن إتبعتهم لصالح هي لن تتبنّى حل مشاكلهم، ولن تكون لهم عوناً لإنقاذ مصالحهم. وهم يقيناً لن ينساقوا إلى مؤتمرات ستنجيهم من خطر هيجان النّاس عليهم فتلهيهم وتحط من عزيمتهم ريثما تسكن ثورتهم أو تبوخ فورتهم.

على هؤلاء أن يختفوا في غارٍ ويختلوا إلى غير صوامعهم ليتفكّروا في الباطل الذي إقترفوه. عليهم أن يبقوا على هذه الحال زمان قبل أن تنزل عليهم السّكينة ويتظاهروا امام اتباعهم بأنّهم قديسين. أمّا ما لا يمكن لعاقلٍ أن يفهمه إذا كيف يختلف قائد أو زعيم مع قاعدته وذويه فتنتصر عليه فيدعوها إلى أن تنصره مجدداً، وتكون له في محنته نصيراً من دون أن يقدّم لها أي دليل عن نيّته بالتّعديل أو الإلتزام بما طلبته منه من تغيير.

الاحزاب اللبنانية

ستشسهد الأحزاب في الأيام المقبلة وبعد شهر الصّوم عن الطعام دون الكلام، ورش عمل إستعداداً لعقد مؤتمرات إعادة التّطويع. وعلى ما يبدو هنالك من الأحزاب والتيارات من فطن الطّامة فعقدها إيماناً وإحتساباً قبلاً (أي قبل الإستحقاقات)، ذلك أنّ الإنتخابات الأخيرة والتّحضير لها شهدت تشدداً وتمرداً من قبل عدد ليس بقليل من المحازبين وأفضت إلى هجرة عدد آخر منهم منها خوفاً من أذى قد يطالهم أو تهميش. مؤتمرات سيقودها من دون شك جواسيس يتظاهروا بعداوة من يتجسسون له لأجل التّعمية وإبعاد الظّنة عنهم، ومن مهارتهم أنّهم لا يبدون رأياً بل يقفون موقف السّامع المنتقد وفي أفضل الأحيان وأحسنها موقف النّاصح المشاور كي لا يدخلوا الريب في نفوس المنتقدين الحالمين بحصول معجزة.

أنا المسؤول أعطت الأمل بمراجعة حقيقية لكن مفاعيلها على الأرجح لن تدوم لسببٍ بسيط ومعلوم وهو أنّ حجم الخراب كبير وكمّ العجز مخيف، عدا عن طول فترة الفراغ وإتّساع رقعة التّعطيل. كما و أنّ عقلية الأنا والإيثار والإصرار على إخضاع النّاس لمزاج غير مزاجهم حالة باتت مستفحلة إستخلصناها مما جاء في السّيرة السّياسية للزعامات اللّبنانية الذين وعلى مر الزمان هابهم القول بأنّه سيأتي إليهم من ينهون عليهم فكانوا كلّما إشتد عليهم ضغط النّاس تكتّلوا على بعضٍ و تعانقوا.

اقرأ أيضاً: الخروج البريطاني الى مستحيل البقاء

أيام التّشريق في السّياسة هي تلك الأيام التي تلي الإنتخابات مباشرةً، وهي عند السّياسيين أيام يسبقها في العادة سعي وطواف ووقوف وقر ونفير يتبعه نفير أخير يفرون فيه ويتفرقوا ويذهب كل واحدٍ منهم إلى مصالحه من جديد!

 

السابق
الحساب يوم الحساب.. أيها المثقفون والمتعلمون
التالي
سببان جعلا البريطانيين يرفضون الاتحاد الأوروبي… فما هما؟