هل ستتحقق نبوءة «السيد نصرالله» ويبقى «ربعنا» على قيد الحياة؟!

"نحن باقون في سوريا وسنحضر في أشكال مختلفة، وسنكمل هذه المعركة لو بقي ربعنا وان كانت سوف تقتضي أن أذهب أنا شخصيا الى سوريا سأذهب". هكذا يستفيض الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كل مناسبة يعتلي فيها منبره للتأكيد على خيار حزبه بالدفاع عن نظام بشار الأسد والذهاب إلى سوريا على الرغم من الخسائر البشرية الفادحة والكوارث الانسانية التي يتكبدها الحزب منذ بدء الحرب.

وعلى ما يبدو أن رؤية السيد نصر الله اقتربت  من التحقيق وانه قريبا لن يبقى من الطائفة الشيعية في لبنان إلا الربع أما الثلاثة أرباع فسيكون مصيرهم النعوش “الصفراء” والهجرة الى اميركا وافريقيا  لو استمرت المعارك سوريا الطاحنة على هذه الوتيرة.

أن تكرار الإعلان عن سقوط مقاتلين، وصدمة الخسارة القاسية في ريف حلب الجنوبي التي تكبدها الحزب بسقوط نحو 35 عنصراً، أثار المخاوف ضمن بيئة الحزب من أن مؤشرات المعركة لن تكون لصالحه، وأنها ستكلف الحزب والطائفة الشيعية المزيد والمزيد من الضحايا. حيث تعد الدفعة الأخيرة من الخسائر، الضربة الأقسى التي يتعرض لها الحزب منذ معارك القصير في صيف عام 2013.

هذه الصدمة سرعان ما حاول حزب الله استيعابها كي لا يتأثر فيها جمهوره فقام  بسلسلة من الاجراءات لتطويق تداعيات تلك الخسائر البشرية، فكانت أولى الخطوات دفع قيادييه لمشاركة عائلات القتلى بالمواساة والعزاء وثانيها بث الخطابات والمواقف الحماسية لقادة الحزب و”شهدائه” في الميدان.

المراقبون لسياسية حزب الله في المنطقة يرون أن الحزب بعد حجم خسارة معارك حلب يتبع استراتيجية لإثارة الحماس والتعبئة من خلال استدرار العواطف والمشاعر وذلك في سبيل إعادة شد عصب الجمهور وتخطي الإحباط. فلجأ حزب الله في الوقت الذي يواصل فيه تشييع عناصره في بلدات الجنوب والبقاع إلى عقد قران الجريح علي ياسين على خطيبته دانا روماني وهو على سريره في مستشفى الرسول الاعظم بعد ان بترت ساقه جراء اصابته في بلدة خلصة خلال الهجوم الكبير لـ”جيش الفتح” الخميس الفائت على مواقع الحزب.  وكانت المفاجأة للعريسين رسالة من نصر الله قدم فيها المباركة للعريسين.

إقرأ أيضاً: صحف اسرائيل: حزب الله مأزوم اقتصاديا وسورياً وفقد ما يزيد على 1500 قتيل و 7000 جريح

هذا عدا ايضًا عن  الصورة التي ظهر فيها والد احد المقاتلين الذي سقطوا في سوريا يتناول بجانب ضريح ابنه الافطار في شهر رمضان.

السيد حسن نصرالله

هذا وقد نشط مساء أمس على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” هاشتاغ “#كلنا_مقاومون_اقوياء”، و “#حتى_تحقيق_النصر” وهذا بعض ما يغرده الناشطون المؤيدون لحزب الله بواسطة هذين الوسمين :

نبض المقاومة : #كلنا_مقاومون_اقوياء أُولَئِكَ هُمُ المؤمنون حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيم وأحمد الحجامي غرد ” “نحن ندفع ضريبة الدم ليحيا الناس بخير و كرامة و ما النصر الا من عند الله”، كذلك @TalaTinkerbell  غردت ” #كلنا_مقاومون_اقوياء كلما سقط لنا في الارض شهيد ارتفعت لنا في السماء نجمة” ، أما   Hishame Zein “في سوريا سنقاتل إرهابكم وباقون إلى فلسطين والقدس حتما قادمون مستمرون.. مقاومون.. #حتى_تحقيق_النصر”، وأيضًا  الناشط موسى “سوف نزحف لأقصى أقصى المعارك نقتحم على الموتِ بالموت #حتى_تحقيق_النصر”.

إقرأ أيضاً: كيف يعالج نصر الله تداعيات معركة حلب؟
فالحرب السورية لم تسفر عن كوارث انسانية  في صفوف الشعب السوري فقط، انما خلفت الكثير من المآسي الانسانية في لبنان ايضا مع قوافل “شهداء”  تزف يوميا تاركة وراءها عائلات وأيتام وصفحات تابعة لـ”حزب الله” مؤيدة له تظهر مدى الحزن  وسوداوية المشهد حيث لا نرى سوى نعوشا صفراء مسجاة وشبابا ما زالوا في عمر الورود ذهبوا ضحية حروب ومصالح الكبار.

ونعود لنقول: هل ستطول الحرب في سوريا سنوات عديدة بعد فتتحقق نبوءة السيد نصرالله ويبقى ربعنا احياء…وبكرامه!

السابق
من يغتصب الوطن لا يهتم باغتصاب الاطفال يا طارق!‏
التالي
لا معمل فرز في القرعية…وإقليم الخروب يغرق في نفاياته