بمناسبة يوم الشهيد : اول شهيد شيوعي واول شهيد الى جانب الثورة الفلسطينية من عرسال

عرفت بلدة عرسال الى العمل الحزبي قبل الاستقلال وكان بداية مع حزب النجادة التي جرت محاولة دخوله الى هذه البلدة عام 1938 لكن لم يجد تربته المناسبة وبعد بضعة سنوات اقتحم الساحة الحزب البلشفي بشخص الرفيق عبدالحليم الجباوي ومنذ تلك اللحظة التي يبرجح انها حصلت عام 1942 اصبح يوجد في عرسال منظمة للحزب الشيوعي اللبناني  وقد خاض الرفيق ابو علي الجباوي النضال بصعوبة حتى اخترق حصون عادات ومفاهيم وجهل وثوابت دينية جاهزة واسس هذه المنظمة ووجد المتعاطفين والمؤيدين لكلامه ومواقفه ونظرته للامور .

إقرأ أيضاً: أهالي عرسال يتظاهرون لاستنقاذ الكرز من سطوة المسلحين وصمت الحكومة

واتى عام 1952 وما حمله من ثورة يوليو في مصر وقائدها جمال عبد الناصر وشخصيته الكاريزمية وخطاباته الرنانة التي تحاكي المشاعر العربية في الانعتاق الى الحرية وفلسطين ومعاناتها والتحرر من الاحتلال , كل هذا ساهم بتأسيس حركة القوميين العرب التي علقت الامال والاحلام على خطابات القائد جمال عبد الناصر واتت ثورة او احداث 1958 بين الرئيس كميل شمعون ومعارضيه ليزيد تعلق ابناء عرسال بهذا القائد الفز عبر نائبه في الاقليم الشمالي من الجمهورية العربية المتحدة عبد الحميد السراج ومن خلال موقع هذه البلدة الحدودي الذي يلامس منطقة القلمون من الجمهورية العربية المتحدة وكانت ممر للاسلحة والعتاد العسكري للمناهضين لحكم الرئيس شمعون ولهذا تعرضت هذه البلدة لخسائر كبيرة بسبب قصف الطيران العراقي ورئيس حكومته نوري السعيد المنضوي تحت حلف يغداد المؤيد للرئيس شمعون من خلال قصف قوافل الفلاحين والمزارعين الذين كانوا يجنون محاصلهم من الحقول وخاصة ان الثورة ضد حكم الرئيس شمعون انطلقت في النصف الاول من شهر ايار عام 1958 وهو بداية شهر الحصاد وقد انتنهت الثورة في اواخر شهر تموز من العام ذاته بانتصار افتراضي لابناء عرسال على محيطهم القروي من خلال مجريات المعارك وخلال هذه المعارك مع عصابات الحزب السوري القومي الاجتماعي سقط اول شهيد للحزب الشيوعي اللبناني هو محمد عبدالله الشاب التي جرت وحركت التسليح من الجانب السوري المتحد مع مصر الناصرية التي طالت عدد من الشباب موزعين على العائلات , لهذا تعملقت صورة جمال عبدالناصر في عرسال بالاضافة الى تاثير اذاعة ” صوت العرب ” من خلال نطقها باسم القائد ونقل خطاباته , واستمرت صورة القائد جمال عبدالناصر الملهم بالتضخم حتى هزيمة حزيران عام 1967 وسميت النكسة لتخفيف وقع الهزيمة على النفوس , فنخرت عاصفة الخيبة حركة القوميين العرب التي كانت معلقة الامال على شخصية القائد العربي جمال عبد الناصر وخطاباته التي تحاكي الطموحات والمشاعر وتشظت الى مجموعات مختلفة واكثرها تخلى عن الفكر القومي العربي واتجه الى الفكر الاممي او الماركسي شط الخلاص فظهرت على الساحة الفلسطينية مجموعة من التنظيمات المنبثقة عن حركة القوميين العرب المنهارة .

إقرأ ايضًا: أهالي عرسال يتظاهرون اليوم ضد مصادرة أرضهم ودفاعًا عن لقمة العيش

وفي ذلك الوقت كان عدد كبير من ابناء عرسال قد نزحوا عن بلدتهم باتجاه الاماكن التي تقبل وتحنضن فقرهم وعوزهم . فكانت احزمة البؤس ملازهم الامن وخاصة القريبة من المناطق الصناعية حيث كان مخيم تل الزعتر والمناطق والاحياء المحيطة به من اهم هذه المناطق التي جذبت ابناء هذه البلدة لقربه من منطقة المكلس الصناعية  وقد تفاعلوا مع الحركة السياسية والمطلبية التي كانت تتنامى في هذه الاحياء وقد تكلم الكاتب والمناضل فواز طرابلسي في كتابه ” مذكرات الفتى الاحمر ” عن الاجتماعات التي كانت تعقد في براكية محمد يوسف الفليطي الراعي العرسالي الذي باع قطيعه في الجرود ونزح الى بيروت وتكلم عن الهتيفة الاخوان الجباوي , وعندم عصفت الخيبة بحركة القوميين كان لابناء عرسال المتاثرين بهذه الحركة خياراتهم المتعددة في الالتحاق بالمجموعات التي انبثقت على انقاضها فمنهم من التحق ” بحركة الاشتراكيين اللبنانيين ” التي تحولت فيما بعد الى منظمة العمل الشيوعي في لبنان ومنهم التحق بالتنظيمات الفلسطينية المنبثقة مثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية وفي عام 1970 سقط فلسطيني من الكفاح المسلح وهذا الجهاز كان بمثابة الشرطة العسكرية لدى حر كة فتح باشتباك مع عصابة مخدرات في مخيم تل الزعتر وهو النقيب سعيد غواش وهو من الفلسطينيين المقيمين في سوريا  فنقل الجثمان بموكب جنائزي الى دمشق واثناء عودة المشيعين الى بيروت تعرضت احدى الحافلات الى كمين مسلح في منطقة كوع الكحالة نفذه عناصر من حزب الكتائب اللبنانية بقيادة بشير الجميل حسب ما تبن  من خلال الصور التي التقطت في حينه وكان ذلك في 26 – 3 – 1970 وسقط نتيجة ذلك عدد من ركاب الحافلة وكان من بينهم احد ابناء عرسال وهو علي الفليطي ( الزغلول ) وبهذا يكون قد سجل التاريخ اول شهيد من عرسال في صفوف الثورة الفلسطينية وهو كان عضو في حركة الاشتراكيين اللبنانيين

السابق
شريف شحادة لحزب الله «جميلتكم عحالكم وروحو بلطو البحر»!
التالي
حزب الله نعى مقاتله مصطفى خليل شومر…