حزب الله يعلنها مقاومة ضد رياض سلامة

على طريقة السباق بين “الماء” و “النار” يسير ملف العقوبات الأميركية على “حزب الله” الذي بدأت المصارف اللبنانية بتطبيقه قبل نحو شهريْن، وسط تذبذب “بورصة” تفاعلاته بين “تبريدٍ” كلّما حاول حاكم “المركزي” رياض سلامة سحب فتائل انفجار هذا «الصاعق» في القطاع المصرفي، و”تسخينٍ” كلّما شعر “حزب الله” بوطأة تضييق الخناق المالي على بيئته الحاضنة.

وتتوقف أوساط سياسية في بيروت باهتمام بالغ امام المنحى التصاعُدي في مواقف “حزب الله” من هذا الملف، وتقول إن ثمة مناخاً في إعلام فريق 8 آذار عبّر عنه بوضوح رفْع شعار “المقاومة النقدية” في مواجهة إعلان سلامة عن قفل 100 حساب مرتبط بـ “حزب الله” تطبيقاً للقانون الأميركي، يشي بأن الحزب يتعاطى مع هذا القانون بمستوى “المعارك” التي يخوضها في السياسة والميدان وانه يقارب “الأمن المالي” لبيئته على انه بأهمية “سلاح الإشارة” الذي كان “الفتيل” الذي فجّر أحداث 7 أيار 2008، وذلك لاعتباريْن “الأول ان جمهور المقاومة هو ظهرها في ما تخوضه من حروب في أكثر من ساحة في المنطقة، والثاني انه يَشتمّ من تضييق الخناق المالي عليه محاولة لليّ ذراعه من خلال الضغط عليه عبر المصارف اللبنانية، هو الذي وصل قريبون منه الى حدّ وصْف بعض أعضاء جمعية المصارف بأنهم يمارسون دورَحصان طروادة أميركي”.

إقرأ أيضًا: تعليقًا على العقوبات الأميركية ..حزب الله يقدم أموال السيد

ومن هنا، تقول الأوساط نفسها لـ “الراي”: “يبدو حاكم المركزي، الذي جزم في حديثه الى قناة سي ان بي سي اننا لا نريد أموالاً غير مشروعة في نظامنا، وكأنه أمام مهمة هي أقرب الى السير في حقل ألغام هو الذي يقع على كاهله صون القطاع المصرفي الذي يشكّل آخر صمامات الأمان امام سقوط لبنان في انهيارٍ مالي قد يعني في ظل الانهيار السياسي وقوع الهيكل على رؤوس الجميع”.

وبعد “عاصفة الغضب” التي أثارها كلام سلامة لدى “حزب الله” وصولاً الى حديث كتلة نوابه عن “استهداف الادارة الاميركية للمقاومة وجمهورها عبر القطاع المصرفي اللبناني” وانتقادها “الموقف الاخير لحاكم المركزي الذي جاء ملتبساً ومريباً ويشي بتفلت السياسة النقدية من ضوابط السيادة الوطنية”، كشفت معلومات في بيروت ان هيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان اتخذت قراراً من شأنه “الاحتواء الموقت للموقف، وقضى بعدم قفل حسابات جمعية المبرات الخيرية وأيضاً بعدم تجميد حسابات التوطين الخاصة برواتب نواب حزب الله التي يتقاضونها من الخزينة اللبنانية”.

إقرأ أيضاً: بعد البيان الغاضب: هل هدأ حزب الله واستوعب القرارات المصرفية؟‏

وفيما اشارت تقارير الى ان سبب ارتفاع سقف الهجوم ضدّ سلامة مرده الى ان بعض المصارف أغلقت أو جمّدت حسابات عائدة لمؤسسات اجتماعية وتربوية قبل أن ترسل الملفات المعلّلة لهيئة التحقيق الخاصة طبقاً لما ورد في “الإعلام” الذي كان أصدره حاكم “المركزي” قبل نحو اسبوعين، فان معلومات أخرى تحدّثت عن ان الاتجاه لقفل حساب عائد لمستشفى “الرسول الأعظم” (يعالج عدداً كبيراً من قياديي الحزب وجرحاه الذين يسقطون خارج لبنان) هو الخلفية الرئيسية لـ “غضبة حزب الله”، وسط معلومات عن ان هذا المستشفى المدُرج على اللائحة الاميركية للعقوبات كان أُقفل له حسابان في مصرفين لبنانيين كبيرين قبل صدور القانون الاميركي الجديد، ثم حساب ثالث في مصرف لبناني يتمتّع بعلاقات خليجية، وذلك منذ نحو 3 أشهر ليبقى للمستشفى حساب واحد مع مصرف صغير.

(الراي)

السابق
من يشجع السيد حسن نصرالله النجمة أم العهد!‏
التالي
عرضان إيرانيان: «حرس ثوري» للعراق وآخر للبنان… والمرشد واحد