«جريمة شغف»… بلا شغف

في زحمة الأعمال الدرامية في شهر رمضان، انطلق مسلسل "جريمة شغف" في حلقته الأولى بقوة، وسط ايقاع سريع، جريمة قتل، خيانة زوجية، هروب، سجن كلها أحداث كانت كفيلة بشد المشاهد لهذا العمل الذي أوحى بمستوى عال من الحرفية وبأن باب المنافسة سيشتد... ولكن

يعكس إسم المسلسل “جريمة شغف” الذي يعرض على قناة “الجديد” الحبّ والانتقام، بدايته جريمة قتل في لحظة تغير كل شيء بعدها.

اقرأ أيضاً: هكذا ستكون نهاية مسلسل «نص يوم»

قصة يظهر فيها قصي خولي متقلّبًا بين النساء منهن نادين الراسي بطلة المسلسل (والتي سنتناول أداءها لاحقًا). تنطلق القصة لحظة مباغتة زوج عشيقة قصي في لحظة حميمية، فيهرب «قوس» من الشرفة ويرمي بنفسه على شرفة الجيران، لتتصاعد الأحداث حين يتفاجئ صاحب الشقة التي هرب اليها (زوج نادين الراسي) برجل غريب على شرفة منزله، فيحدث عراك بين الزوج والعشيق الفار، ليقدم بعدها الزوج على الانتحار، فتتهم “الراسي بقتل زوجها.

البداية كانت موفقة لكن الحلقات التي تعاقبت جاءت مخيبة للأمال حيث صرف العديد من المشاهدين النظر عن متابعة المسلسل بعد الحلقة الثالثة. فيما بدا العمل ايقاعه سريع وأحداثه تتطور في البداية إلا أنه وقع في فخ التكرار والبطء بسير الأحداث وحشو التفاصيل التي أثارت ملل المشاهد، إلى التطور الغير المنطقي للقصة، فقصي يهرب إلى مصر لاعتقاده أن زوج عشيقته قتلها بسببه ويبقى عدة أيام في الفندق دون الاتصال بأحد لمعرفة ما آلت اليه الامور او حتى للتواصل مع عائلته، أما زوجته فتقرر مغادرة المنزل بعد غيابه في نفس الليلة دون أن تفكر مثلا فيما لو أصابه مكروه، حتى أنه لم يقم أحد من الوالدة أو الزوجة بإبلاغ الشرطة عن غيابه طيلة هذه الفترة. في الحلقة الرابعة يتواصل قوس مع والدته وشقيقته دون السؤال حتى عن زوجته، حتى لو أن العلاقة غير مستقرة مع الزوجة، الا يجدر الاشارة لهذا الأمر، وحتى لو أن الزوج “نسونجي”… الا يجدر بزوجته أن تقلق عليه مع استمرار غايبه عدة ايام؟

جريمة شغف

فالإطالة بسرد وقائع المسلسل للإشارة من حيث انتهت الأحداث في الحلقة الاولى، أما البقية فهي مشاهد بغالبيتها لقصي يخرج من المطار ثم نراه في السيارة، وبعدها في الفندق، ثم يلتقي بإحداهن تذكره بنفسها وبعدها وليس آخرا يدخل الغرفة، يتنقل بين السرير والكنبة من ثم الأرض ليرسم بعدها، ثم يتأبط الوسادة، ويرسم على الأوراق وعلى الزجاج، يتجه نحو المرحاض وتكرار ركيك للقطات لا تخدم العمل وهي عبارة عن حشو فقط . هذا البطء والتكرار لم يكن ليكتمل دون الموسيقى التصويرية في بعض المشاهد التي تبعث على الملل وهي أشبه بعمل توثيقي لكل تحركات بطل المسلسل لم نفهم الجدوى من تكرارها علما أن مشهد أو مشهدان فقط كانا كفيلان بإظهار خوف وتوتر قصي من المطاردة البوليسية أكثر، للتحول الجريمة الى جريمة بحق المشاهد!

قصي خولي

الى ذلك والأهم استنزاف قصي وقدراته التمثيلية في إطار أشبه بصمت مكرر ممل طيلة خمسة حلقات بمبالغة غير مقبولة وفيها من الركاكة في المعالجة الدرامية ما أوصل إلى إهمال تفاصيل أخرى كان من الأجدى تسليط الضوء عليها، اضافة الى الهفوات الاخراجية والسقطات التي اكتفينا بذكر هذا القدر منها كي لا نقع بفخ ملل “جريمة شغف”.

هذا عن الأحداث، أما أداء الممثلة نادين الراسي فحدث ولا حرج، لا نريد المبالغة لكن الأجدى بنادين العودة نحو أدوارها السابقة التي لمعت بها كمسلسل “غنوجة بيها” وصرف النظر عن الدراما . فللأسف نادين لم تصب الدور، ولم تقنع المشاهد بحجم مأساتها وظلمها، حضور باهت مصطنع ولم نفهم ما أهمية الـ “duck face” طيلة الوقت حتى أثناء تمرغها داخل الزنزانة على الحائط . هذا عدا عن ظهور نادين بأبهى حلتها خلال فترة سجنها مع وجهها المطلي بالماكياج من الرموش الاصطناعية وكحل العين. فيا ليتها اهتمت بأدائها التمثيلي بقدر ما اهتمت بمظهرها!

نادين الراسي

إلى ذلك، “جريمة شغف” دراما مشتركة يضم العمل باقة من ممثلي الصف الأول، منى واصف وأمل عرفة من سوريا، وتقلا شمعون ومجدي مشموشي من لبنان، ونجلاء بدر وجميلة عوض من مصر، في إنتاج تلفزيوني لم نعلم حتى الآن (إلى الحلقة الخامسة) مدى المبرر الدرامي لخلطة الجنسيات وهو الخطأ الذي يقع فيه معظم الأعمال المشتركة هذه كنقطة أخرى تحتسب على العمل فنرى قصي (السوري الجنسية) متزوج من إمرأة لبنانية (جيسي عبده) في الوقت نفسه له علاقات جنسية خارج الزواج مع نساء من جنسيات مختلفة (مصرية سورية لبنانية..) أما العشيقة التي فاجأها زوجها بقدومه إلى المنزل مع قوس فهي سورية الجنسية وزوجها لبناني . إلى ذلك لم نفهم بعد ما الرابط مع «شيرين» (نجلاء بدر) الممثلة المصرية والتي تلعب دور مخرجة في المسلسل.

اقرأ أيضاً: بالصور: باب الحارة يحيي الأموات!‏

ولكي لا نظلم العمل كثيرا فهناك نقطة أساسية يجدر الاشارة اليها، أن المخرج وهو وليد ناصيف والذي يلمع اسمه في مجال الكليبات، ومسلسل “جريمة شغف” هي بمثابة تجربته الأولى في عالم الإخراج الدرامي، هذه التجربة يبدو انها آيلة للفشل في حال استمرت رتابة المسلسل على ما هي عليه.

السابق
خاص: العنف المتصاعد من فلسطين وصولاً الى العراق…
التالي
«حزب الله» اللبناني يجبر أهالي «العقبة» على مغادرة منطقتهم وتسليم بيوتهم فورا لعناصره