ماذا أراد «المشنوق» من وراء المراجعة والمصارحة؟

المشنوق
تفاعلت تصريحات وزير الداخلية نهاد المشنوق حول السياسة السعودية بإعلانه أنّ مبادرة الرئيس سعد الحريري لتسمية رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، لم "تأتِ من الحريري، بل من وزارة الخارجية البريطانية، مروراً بالأميركيين، وصولاً للسعوديين".

بدا المشهد الداخلي أمام تداعيات عاصفة سياسية وديبلوماسية جديدة أثارها الحديث التلفزيوني الاخير للمشنوق لجهة كلامه عن الدورين السعودي (سابقاً) والبريطاني في ترشيح النائب سليمان فرنجية والضغوط على الرئيس سعد الحريري.
والعامل اللافت الاول الذي برز في التعامل مع كلام المشنوق ظهر في رد للسفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري الذي استغرب مواقف وزير الداخلية “واقحامه المملكة العربية السعودية في عدد من الملفات الداخلية”. كما ردت السفارة البريطانية في بيروت على المشنوق مؤكدة ان بريطانيا “لا تدعم أو تعارض أي مرشح لرئاسة الجمهورية وان انتخاب رئيس للجمهورية هو قرار اللبنانيين ومسؤوليتهم”.
مما يجدر التساؤل: ماذا أراد الوزير المشنوق من وراء المراجعة والمصارحة والمكاشفة التي قدمها عبر اطلالته التلفزيونية مع L.B.C امس الأوّل؟ إنه من المفيد في معرض مقاربة الإجابة الانطلاق من الوقائع التي تلت كلام المشنوق وخصوصاً أن كلامه استأثر بأندية النقاش والتقييم في مختلف الأوساط، كما جاءت مسارعة السفير السعودي والسفارة البريطانية وردة الفعل الفورية، لتعمّق التباينات في قراءة تصريحات المشنوق، فالبعض رأى في كلامه محاولة اعتراضية على ما يجري من ترتيبات لمرحلة ما بعد الانتخابات البلدية.

صمت “المستقبل”
وي في حين لم يصدر أي موقف أو تعليق عن الرئيس الحريري و”تيار المستقبل” على كلام المشنوق، رأت اوساط متابعة لردود الفعل على المواقف التي عبر عنها وزير الداخلية ان ثمة ناحية سلبية في هذه المواقف تنال من الحريري ومن السعودية. وتساءلت عما إذا كانت هذه المواقف تعبّر عن جهات أوحت بها؟ وخلصت الى القول إن النائب فرنجية كان المستهدف الابرز بكلام الوزير المشنوق، وأن المستفيد هو العماد ميشال عون.
وكشف مصدر واسع الاطلاع لـ”اللواء” أن كلام المشنوق لم يكن منسقاً مع الرئيس الحريري، وأن رئيس “المستقبل” ركز في اتصالاته على احتواء التداعيات السلبية.

المشنوق والحريري

إقرأ أيضاً: هل قرّر الحريري والمشنوق الردّ على الهجوم والتضييق السعودي؟
لكم في المقابل أوساط أخرى إعتبرت إنه لا معلومات دقيقة حول اللقاء الذي حصل بين الحريري والمشنوق قبل المقابلة التلفزيونية ولكن هل كان الاول يبحث عن فدائي او عن انتحاري ليقول: كلانا يصعق الكثيرين داخل المملكة ام ان الثاني وهو الذي يتقن اللعبة اللغوية واللعبة السياسية تطوع للقيام بالمهمة التي جعلت مراجع تطرح السؤال التالي: متى يتدحرج رأس نهاد المشنوق؟ لا احد من الوسط السياسي يعتقد ان المشنوق يمكن ان يتفوه بما تفوه به دون الضوء الاخضر من “الحريري” وان قال وزير الداخلية من باب ذر الرماد في العيون انه يتوقع نفيا من الحريري وهو الذي لم يحدث، دون استبعاد ان يحصل في اي لحظة، وبحسب طبيعة ردود الفعل وتبعا للاتصالات التي سيتلقاها من المملكة…

إقرأ أيضاً: علاقة جعجع – الحريري نحو الأسوء…والمشنوق فاجأ الجميع بتصريحاته
كذلك هناك قيادات في “المستقبل” تقول ان المشنوق لم يكن ليتجرأ على قول ما قوله وهو الصحافي العتيق لو لم يسمع في الرياض كلاما عن ان السعودية في زمن سلمان بن عبد العزيز ونجله هي غير السعودية في زمن عبدالله بن عبد العزيز ونجله عبد العزيز الذي لا يعرف اين هو الآن. الاكثر من ذلك ان القيادات اياها تصل الى حد القول انه طلب من المشنوق ان يقول ما يقوله لـ”فضح العهد البائد” وكيفية عقد الصفقات اللامتكافئة فيما العهد الجديد يواجه حتى الولايات المتحدة ويخوض الحروب في اكثر من مكان تحت عنوان “عاصفة الحزم”.

السابق
العثور على قنابل يدوية وصواعق في كيس بين المديرج وحمانا
التالي
هكذا تناولت «جنوبية» الوضع المحلي في لبنان