طبول الحرب تُقرع بين إسرائيل و«حزب الله»

كلّما يقترب شكل من أشكال الحلّ السياسي في سورية ويصمد وقف إطلاق النار الذي فرضتْه روسيا والولايات المتحدة على غالبية الأفرقاء المتحاربين، تدوي أصوات طبول الحرب على الحدود الجنوبية اللبنانية والشمالية الاسرائيلية بين «حزب الله» واسرائيل.

وفي جنوب لبنان، تشتدّ الاستعدادات لـ «حرب مقبلة قريبة» يعتقد «حزب الله» انها تتحضر ضده «ولا سيما ان الأجواء الاقليمية مؤاتية لضرب هذا التنظيم الذي وُضع على لائحة الارهاب من غالبية دول الخليج ودول غربية».

وتقول مصادر مسؤولة على الارض لـ «الراي» ان «حزب الله يستعدّ لحرب مقبلة قد تفرضها اسرائيل على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية. ان الحكومة الاسرائيلية الحالية هي حكومة حرب ووزير دفاعها أفيغدور ليبرمان سيعتمد على توجيهات واجراءات للجيش الاسرائيلي ليصعّد من التوتر ليس فقط على الحدود بل ايضاً بعمليات استفزازية محتملة قد تدفع الجميع الى الضغط على الزناد».

وتضيف المصادر ان «اسرائيل تراقب تَطوُّر قدرات حزب الله العسكرية وخبرته المتراكمة من الحرب في سورية، ويتساءل قادتها: الى متى؟ ان مجتمع اسرائيل هو مجتمع حرب وليس مجتمعاً مدنياً وتركيبته تتركز على الحرب والتهديد ومواجهة الخطر على حدوده الذي يشكّله حزب الله».

وبحسب المصادر نفسها «فان اسرائيل تعتبر ان بيئة حزب الله مرهقة من الحرب السورية وان عددا من قادته الكبار قد قُتل وان عناصره في وضع استنزاف وان اسرائيل تستطيع اتخاذ اجراءات مناسبة – عند شن الحرب – لوقف الصواريخ التي يملكها الحزب من خلال المظلة المضادة المتعددة التي تملكها، وان جنودها في تدريب مستمر لحرب تحاكي سيناريوات تزيد من معنويات جنودها وامكاناتهم العسكرية والبدنية والتكنولوجية، وان دول المنطقة تشجع على ضرب (حزب الله الارهابي) وتسوّق اعلامياً لمشاركته المذهبية في الحرب الدائرة في سورية والعراق، وتصوّره على انه يصادر القرار السياسي والعسكري في لبنان من خلال ترسانته الضخمة وعديد جنوده الذي أصبح مخيفاً ويستطيع مواجهة جيوش نظامية. وكل هذه اسباب قوية تحمّس اسرائيل على المواجهة وخصوصاً ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو متهَم بالجبن في الداخل الاسرائيلي لانه لم يخض اي حرب ضد حزب الله».

وتشرح المصادر لـ «الراي» ان «نتنياهو يعلم ان كل رئيس وزراء تَناوب على هذا المركز وخاض حرباً ضد (حزب الله) فشل وحكم عليه اعلامياً بالفشل من قبل مجتمعه. واسرائيل تعلم انه في كل حروبها في 1993 و 1996 و 2006 لم تستطع ان تقتل اي قيادي في (حزب الله) من الصف الاول او الثاني او الثالث، فماذا ستربح في الحرب المقبلة؟ ان (حزب الله) قد استدعى قوات النخبة من سورية ونشرها في الجنوب اللبناني وأبقى على قوات نظامية (في سورية) تستطيع الإمساك بالأرض والمحافظة على المكتسبات ما دام الحل السياسي قد فُرض على الجميع».

ان حسابات اسرائيل تنبع من الماديات وتنطلق من ان لدى «حزب الله» عدداً معيناً من القوات يستطيع الزجّ بها في الحرب المقبلة، وان الاحتمالات العسكرية والفرضية والسيناريوهات المختلفة تستطيع التعامل معها والخروج بانتصار من الحرب التي ستشنّها على حزب الله. بالاضافة الى حاجة الداعم الاميركي – حسب المصادر – الى ان يوظف انتصارات عسكرية في الانتخابات المقبلة. فقد استطاع الرئيس باراك اوباما ان ينطلق بحرب على مختلف الجبهات في العراق – الفلوجة، وفي سورية – باتجاه الرقة، من دون ان يخسر جنوده، وان يوظف هذه الانتصارات ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) لمصلحة خليفته في الرئاسة المقبلة».

وتؤكد المصادر ان «حسابات اسرائيل خاطئة. فلم تحسب تل ابيب القوة التدميرية الفعلية التي يملكها حزب الله والتي سيستخدمها في اي حرب مقبلة، ولم تحسب دقة الإصابة والخطط البديلة المضادة التي تلحظ كل التدابير الاسرائيلية، وان دول المنطقة لم تدعم يوماً (حزب الله) في حربه ضد اسرائيل، بل على العكس فقد دعم البعض الحرب العام 2006 وطلب من اسرائيل الا تتوقف. كذلك لا تلاحظ اسرائيل الثقة بالنفس والتمرس على القتال لدى الحزب من خلال تجاربه المتراكمة وان لديه مفاجآت لم يصرح عنها وان أهدافه تتخطى ما صرح به (الامين العام لحزب الله) السيد حسن نصرالله الى ما هو أكثر من ضرب الامونيا في حيفا، وان ترسانته تتمتع بمزايا تكنولوجية حديثة بحيث يستطيع ان يرمي أهدافه من جرود لبنان البقاعية والحدود السورية اللبنانية التي يسيطر عليها وتشكّل مساحة اكبر من مساحة لبنان بأكمله (10000 كيلومتر مربع) وانه يستطيع ضرب أهداف مثل مبنى وزارة الدفاع الاسرائيلية وتدميره بالكامل، اضافة الى أهداف حساسة اخرى لم يأت على ذكرها، وان التجمعات العسكرية الاسرائيلية كلها أهداف شرعية وان اسرائيل تستطيع ان تدمّر مناطق بأكملها الا ان سلاحها البحري وسلاح الجو لن يستطيعا التحرك بسهولة وان المجتمع الاسرائيلي ليس مهيئاً ليرى دماراً لم تشهده اسرائيل من قبل اذا فُرضت المعركة»، بحسب المصادر.

وتنهي هذه المصادر ان «نصرالله لم يتلفظ عن عبث ان المنطقة ذاهبة الى حماوة وان هناك دماء يجب ان تسال في الأشهر المقبلة» لأنّه يملك معلومات إقليمية تشير الى ان اسرائيل تستعدّ للحرب قريباً. ولهذا السبب فان «حزب الله» وضع إمكاناته كلها لمواجهة الحرب وأصبحت يديه على الزناد.

(الراي)

السابق
بالصور: عرس ميشيل تويني… والعريس!
التالي
كرة السلة تحولت إلى مباراة بين عيسى و محمد…فمن ينتصر أيّها الأغبياء؟