تشرين نصرالله وأوباما الكردي

احمد عياش

تحذير الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في كلمته في مهرجان عيد المقاومة والتحرير من “حماوة” ستذهب اليها المنطقة حتى تشرين الثاني المقبل في محله، لكن من دون التسليم بالاسباب التي اوردها نصرالله بإستثناء سبب واحد اورده بقوله أن “نهايات داعش تقترب” وهي نهايات تبدو في ضوء ما يجري تحضيره أميركيا لمعركة تحرير الرقة في سوريا ستشمل غير داعش الامر الذي جعل الامين العام لـ”حزب الله” يتوجس مما أسماه “مرحلة ترسم مصير المنطقة لمئات السنين”.

 

في المقال الذي كتبه ديفيد إغناطيوس في “الدايلي ستار” في اليوم الذي أطل فيه نصرالله أورد معطيات ميدانية إستقاها من مرافقته لزيارة الجنرال جوزف فوتيل القائد المركزي الاميركي خلال جولته السبت الماضي في عين العرب التي حررها الاكراد من “داعش” قبل أشهر. وفيما أعلن فوتيل أن واشنطن ماضية في الحرب بما لديها من اوراق يقول إغناطيوس أن “الحقيقة العملية” تفيد” أن الاكراد هم وحدهم الان الذين يمتلكون العضلات”. وفي صحيفة “التايمز” نطالع تقريرا عن ناشطة كردية تقود المعركة في مواجهة مسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية” من أجل تحرير الرقة. ويقول التقرير “إن روجدا فيلات متأثرة بأفكار بسمارك ونابليون وصلاح الدين الأيوبي تقاتل ضد متطرفي تنظيم الدولة منذ ثلاث سنوات.”

اقرا ايضًا: أسئلة شيعية تحرج حزب الله

وعلى ما يبدو، وإستباقا لانتصار آت في الرقة أوردت وكالة فارس الايرانية نقلا عمن سمته “محللا سوريا بارزا ” وصفه هجوم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد مواقع “داعش” في سوريا بأنه “مسرحي” وإن واشنطن قد “أمرت المجموعة الارهابية بالانسحاب من الرقة”. كما لم تخف طهران غضبها من إعلان وزير خارجية السعودية عادل الجبير في مقابلة مع قناة “روسيا اليوم” من ان تواجد قائد “فيلق القدس” في معركة تحرير الفلوجة “تدخلا في الشؤون العربية”.
المنطقة القادمة على تغيير من الباب الكردي قد يخلط الاوراق وربما يسقط اوراقا. ولن يكون الخاتم الذي أهداه بالامس المرشد الايراني لنجل مصطفى بدر الدين خاتما سحريا. بل قد يكون نذيرا بإنقلاب سحر الهلال الايراني على محافظي إيران. ففي العراق بوابة الهلال يخوض سليماني فشلا تلو الفشل وليس أدل على ذلك من أن شيعة العراق يريدون إسقاط الفساد في المنطقة الخضراء في بغداد قبل إسقاط “داعش” في الفلوجة. أما في سوريا واسطة عقد الهلال فقد صار واضحا أن المستنقع سيبتلع “داعش” ومعه كل من اعتاش من “داعش” وفي مقدمهم نظام بشار الاسد. ويبقى لبنان الذي قال فيه خامنئي خلال استقبال عائلة بدر الدين انه “ببركة وجود حزب الله تحوّل الى أرض نموذجية… له تأثير على كل هذه المنطقة”. وترجمة ذلك على لسان نصرالله لبنانيا رفض “الحيادية ” حيال المعركة القادمة. وكم تبدو النوايا حسنة الى حد السذاجة عندما يشمّر أصحابها عن سواعدهم لممارسة لعبة السلطة في لبنان فيما يريده نصرالله ملعبا.

(النهار)

السابق
هل انتهى الدور الوظيفي لـ«داعش»؟
التالي
لائحة ارهاب لبنانية بموافقة «حزب الله»… ماذا عن منظمات غير لبنانية؟