عيد بأي حال عدت يا عيد

لقد فقد الذهب بريقه بعدما فقد في بستان الذكريات التي لايمكن لأي كان أن يحظرها على الناس او ينسيهم إياها، ذلك أن الطبيعة بطبعها تكره الفراغ وتنبت همساً ما يملأها.

عيد المقاومة والتحرير عيد فدرالي أم هو متصل حصراً بإقليم أو ولاية ؟! و إذا كان الجواب “لا” فلماذا يحتفل به إذاً السيد منفرداً بمعزل عن السلطة المركزية ويجعل من المناسبة منبرا لإطلاق مواقف شبيهة بتلك التي تطلقها حكومات أقاليم إتحادية تتقاسم السلطة مع الحكومة المركزية، لها حكمها الذاتي ووحداتها الدستورية ونظامها الذي يحدد سلطاتها التشريعة والتنفيذية و حتى القضائية.

إقرأ أيضًا: 25 آيار/مايو، عيد وطني لبناني، او مناسبة حزبية ومذهبية..؟؟

لقد بات واضحاً أن السيد ومن معه يسرون أثناء الليل ووطول النهار بالسلطة التي يتنعمون بها و حديثهم عن الرئاسة المركزية شبيه بوضع البسكويت المقرمش في الشاي ليسهل هضمه، وإنك لو تفقدت شجرة عائلته علمت مصدر صفاته ومواصفاته، فالمطلوب ولاية أو إمارة أو إتحاد لا فرق في التسمية او في الشكل، هي قد تتمدد جغرافياً أو قد تتقلص صلاحيتها لكنها تابعة و وليها يقرر مصيرها.

خطاب نصرالله اول امس لم يكن مطمئناً، كان أقرب إلى الإنعزال الذي لا يتسامح إلا مع ما يتناسب ومصالحه، و لا يفاوض إلا لتحقيق مكاسبه، ولا يؤمن بالدبلوماسية إلا ليضمن تسوية تضمن حصراً حقوقه، ولا يقتنع أو يقرر إلا بما يتناسب مع مشروعه.

إقرأ أيضًا: لا انتصار سوى 25 أيار عام 2000!

هكذا هي الآثار الجانبية للإدمان على الأنا والأنتم، تحمل صاحبها إلى الإعتقاد إنه سيد ما يقول وإنه لو لقي منهم قليلاً من القبول إندفع أكثر في أوهامه. لقد خسر عيد المقاومة والتحرير بعده الوطني، وأحسب ان لن ينتظره في السنين القادمة إلا قلة لأنه أمسى غريباً عنهم وغير مألوف عندهم، عيد إحتكره من صرفه في الإنتخابات والخدمات والتجارة والحروب، واستغله لفرض شروط سياسية محلية متصلة بالإنتخابات الرئاسية وتلك النيابية وأخرى إقليمية موصولة بالحرب اليمنية والسورية و بالفوضى العراقية و مكتفياً بالشعارات للقضية الفلسطينة.

إطلالة لجسد نصفي، ترافقت مع ألوان ألفتها العين وصوت أبداً يكرر ويذكر كأن فيه ميل إلى إعتبار أن الأصوات التي يصدرها غير مسموعة أو ان الناس اصبحوا صم لا يسمعون.

السابق
ما قصة هذه الصورة؟ مئة عام وسوف نراها حيّة ببلداننا
التالي
بنت جبيل: هكذا انقلبت عاصمة حزب الله عليه.. بـ «الثلث الضامن»