لا انتصار سوى 25 أيار عام 2000!

عيد التحرير
من بعد نضال استمر 22 سنة، وأسفر عن سقوط الشهداء والجرحى ضد الاحتلال الاسرائيلي، تحقق الحلم وانتصر الوطن، وكان 25 أيار عام 2000 هو موعد لعيد انتصار المقاومة وتحرير الجنوب.

عيد حقيقي لجميع اللبنانيين بشكل عام ولأهل الجنوب بشكل خاص، خصوصاً بعدما عانى أهل الجنوب من ظلم قوات الاحتلال الاسرائيلية وعملائه ومن إعتقالات تعسفية ونقلهم إلى داخل معتقل الخيام منذ عام 1978 وحتى العام 2000، ناهيك عن ذل الناس تحت أشعة الشمس والانتظار لساعات طويلة على معبر بلدة بيتياحون.

فبعد 22 سنة من الاحتلال الصهيوني لقسم كبير من أرض الجنوب، استطاعت المقاومة الوطنية اللبنانية وعلى رأسهم “حزب الله”، أن يدحروا المحتل الإسرائيلي رغم عدم تكافؤ القوى معه ويجبروه على الانسحاب من أرض الجنوب مهرولاً خائباً مهزوماً إلى داخل الأراضي المحتلة فلسطين، وذلك تحت سقف تنفيذ القرار 425 الصادر عن مجلس الأمن؛ كما أن عيد التحرير هو سابقة تاريخية شهدتها الساحة اللبنانية، إذ لم يشهد سابقاً لأي دولة عربية احتلت إسرائيل قسم من أراضيها، ومن ثم إنسحبت منها إلا بمفاوضات لا تنتهي عادة إلا بشروطها، باستثناء لبنان التي انسحبت منه إسرائيل مهزومة مذلولة تحت ضربات المقاومة.

إقرأ أيضاً: عيد التحرير: حزب الله يحتفل واللبنانيون يتألّمون

السيد حسن نصرالله

بمناسبة الذكرى السنوية لعيد المقاومة والتحرير 25 أيار 2000، وبظل غياب الاجماع الشعبي لها، وتحت عنوان “نصر وطن وكرامة أمة” أطفأ سماحة الأمين العام السيد حسن نصرالله العام 16 من عمرها، وذلك من خلال إطلالته المتلفزة عبر شاشة كبيرة وضعت في ساحة مقام سيد شهداء المقاومة الإسلامية في بلدة النبي شيت في منطقة البقاع، حيث تطرق سماحة السيد بخطابه لمواضيع داخلية عدة، منها تتعلق باجواء الانتخابات التي تحصل بعدما اعتبر عيد المقاومة والتحرير عيد وطني بامتياز ولجميع اللبنانيين، كما تطرق أيضا لأوضاع المنطقة ومجريات أحداثها، وذلك بحضور الأنصار وجمهور الحزب حاملين الريات والإعلام الصفراء، جالسين خانعين بنظراتهم أمام الشاشة الكبيرة لمتابعة كلمة السيد، كما كان في مقدمة الحضور بالصفوف الأمامية بعض من نواب المقاومة ناهيك عن حضور لبعض من الأحزاب اللبنانية أصحاب العقيدة الشمولية الخشبية التي تدعي بالتقدمية والوطنية والتصدي والصمود تزلفاً ونفاقاً.

من 25 أيار 2000 إلى 25 أيار 2016، 16 سنة تاريخ حافل بالمستجدات والتغيرات السياسية والعسكرية لدى قيادة “حزب الله”، بدأت بعدما اضاعت تلك القيادة ثمرة تحرير الجنوب ووهج الانتصار وعلى رأسهم الأمين العام السيد حسن نصرالله، عندما سمح عشية التحرير عام 2000 للنظام السوري بإمساك ملف مزارع شبعا كورقة مساومة وضغط سياسي وأمني ودبلوماسي ضد إسرائيل، ولم يكتفِ الى هذا الحد، بل أعاد الكرّة ثانية عندما وجه الضربة القاضية لانتصار المقاومة والتحرير 2000، وهذه المرة على حساب أمن وسلام وأرواح أهل الجنوب من خلال مغامرة حرب تموز الأليمة عام 2006، وذلك إكراماً للمشروع النووي لولاية الفقيه في إيران.

إقرأ أيضاً: جنوبيون بذكرى التحرير: لا تنمية.. فقط قصور وردّة دينية وأمر واقع

عيد التحرير 2000

عيد المقاومة والتحرير، هذه الذكرى الـ16 من عمرها تتزامن هذه المرة بالانتخابات البلدية والاختيارية، وبالفراغ أوالشغور الحاصل في منصب رئاسة الجمهورية اللبنانية، وبعهد مجلس نيابي غير شرعي ممدد لنفسه، وانزلاق “حزب الله” بالداخل السوري وانغماسه بمستنقعاتها النتنة، ناهيك أيضا عن العداء المصطنع للمملكة العربية السعودية بعد شتمها وتخوينها، التي أُمر بها الحزب من خلال الفرمانات القادمة من والي التكاليف الشرعية بالباب العالي في العاصمة طهران، تمر مرور الكرام وبخجل دون اهتمام لاكثرية اللبنانيين بها، وبدل أن يحتفل اللبنانيون بشكل عام والجنوبيون بشكل خاص بعيد التحرير، ويكون بمثابة يوماً وطنياً وبامتياز ومجيداً لهم.

ها هي الطائفة الشيعية عشية الذكرى موجوعة ومتألمة بإقامة المآتم في الحسينيات لجثامين أبنائها العائدة من حرب عبثية خبيثة، تفوح منها روائح البارود وصناعة الموت بحق شباب الطائفة الشيعية العائدة جثثاً داخل صناديق خشبية مثبتة بمسامير سورية غليظة، ناهيك عن روائح الغدر ومصالح الآخرين، وذلك كله على حساب أبناء الطائفة الشيعية في لبنان.

خصوصاً بعدما جدد سماحة السيد حسن نصرالله مع الاحترام والتقدير له، البيعة والوفاء بالقتال “جهاداً” داخل سورية، وذلك من أجل قضية مجهولة وغير مفهومة المعالم سوى الدفاع عن نظام الرئيس بشار الأسد الحارس الأمين لأمن إسرائيل في هضبة الجولان المحتل.

إقرأ أيضاً: 25 أيار 2000.. انسحبت اسرائيل وغابت السلطة؟

ختاماً، لا انتصار في لبنان سوى الانتصار الوحيد للمقاومة والتحرير في الجنوب 25 أيار عام 2000، وبالعبارة العامية التي لا زالت تتردد على ألسنة أهل الجنوب “الحمد لله اللي تحرّرنا”.

السابق
معركة «الفلوجة» وجنرال الباطنية الايرانية
التالي
بلدية حارة حريك: وما زال الفساد مستمرا !!