ليس دفاعاً عن غازي العريضي ولكن …

قرأتُ منذ البارحة عشرات مواضيع الإنشاء الهجومية المفعمة بفورات الضمير والكرامة والغيرة على الوطن والطائفة وأرواح الشهداء والفقراء ممن ليس على صدرهم قميص ( ربما كان بعض مما كتبته أنا شخصيا كردة فعل عفوية يَصْب في هذا الإتجاه أيضاً قبل دراسة الموضوع بروية وحكمة وببعده التاريخي وإمتداداته الجيو سياسية )…

ينجرف الكثير منا في الحملة المتشكلة في العالم الإفتراضي المحرّك للناس بخفة الظل ويستقوون ببعضهن البعض اي بالبوستات المحرِّضة الكاسرة لهيبة ” معالي الوزير “ ( الذي ظل لعشرات السنوات وفي الحكومات المتعاقبة ممثلاً رئيسياً لحزبه وهمزة وصل بين حزبه وباقي التيارات والقوى الدولية والإقليمية لا سيما في عهد حكومات الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولاحقاً في حكومات ما بعد زلزال ٢٠٠٥ وما بعد إتفاق الدوحة لفترةٍ وجيزة ).
كما يقول المثل الشعبي : ” حين تقع البقرة ، يكثر سلّاخينها ! “. فأين كانت كل تلك الأقلام الواعية والضمائر الجد صاحية كساعة ” بيغ بين ” حين كان يشيِّد غازي العريضي قصره الأسطوري الكبير في بيصور على مرأى من رئيس الحزب والرفاق والقادة وهيئات المراقبة والمحاسبة في الدولة اللبنانية العليَّة ؛ مَن من وزراء وسياسيي لبنان لا يسكن قصراً وليس في رصيده مئات ملايين الدولارات ؟ ( غير بالطبع قلة قليلة أمثال سليم الحص وربما شربل نحاس : أحتارُ في تصنيف هذا الرجل ! ).

إقرأ أيضًا: لـ «نجل» الوزير اللبناني أربعة أعراس..

طالما الرجل ” الرفيق غازي ” بنى هكذا قصر برجوازي وأسطوري منذ سنوات طوال ولم يتجرأ أحدٌ أن يوقفه أو أن ينطق ببنت شفة وكان وقتها شريكاً أساسياً لرئيس حزبه ولكبار القوم في الحكم اللبناني وخلف الحدود ، لما نستكثر عليه اليوم أن يُقيم عرساً أسطورياً لولده ؛ أنا لا أبرئ أحداً هنا لا هو ولا غيره ، ولكني حتماً وبجرأة وثقة وراحة ضمير أتهم جميع المشاركين في السلطة منذ إنتهاء الحرب الأهلية وحتى يومنا هذا بالفساد وجني المال والثروات عن طريق سرقة الدولة والمؤسسات وبالتالي سرقة الشعب اللبناني.

زفاف نجل العريضي

القليل من الإتزان والعقل والخجل يا ناس؛ فلتُفتح ملفات جميع السياسيين في موضوع الإثراء غير المشروع، من شراء الطائرات الخاصة بملايين الدولارات من قبل البعض ( التغييريين الإصلاحيين ) الى إقامة الشركات الخاصة المحتكرة والمضاربة على مؤسسات الدولة مثل الإنترنت الغير شرعي والكسارات ، وسرقة المرفأ والمطار والتجارة بالنفايات وغيرها من ملفات لا تُحصى ولا تُعدّ.

إقرأ أيضًا: زفاف «أسطوري» لنجل غازي العريضي.. الصور تفضح والناس تسأل «من أين لك هذا؟»

” شو غازي العريضي عمّر قصر وعاش حياة البذخ وبقية السياسيين والزعماء عم يعملوا يوغا وقاعدين على الحصيرة ؟؟؟…” كفى تلاعباً بنا وخلق كبش محرقة لتمرير أجندات أخرى ، نظام الحكم كله في لبنان مهترئ وفاسد ومفسد وكارثة من كوارث العهر والفجور. خير دليل تحالف الأضداد في الإنتخابات البلدية الأخيرة للحفاظ على مكتسباتهم الغير شرعية ضد المجتمع المدني؛ غازي العريضي بنك أسرار وليد جنبلاط وغيره في كل المرحلة السابقة؛ يا سادة غضُوا الطرف أنه كان الإشتراكي العتيق رفيق المعلم وأنه كان ملك المنابر وفصيح الشاشات ( كل ديوك المنابر المبرمجين يعملون في موسمٍ ومن ثم يبهتون ، تكتشفهم العامة ، الأمثلة كثيرة من الواكيم الى القنديل الى ربما العريضي ). أما اليوم فالوضع تغيّر والعمر له حق والغازي لم يعد له فرصة او دور في المرحلة الجديدة لأن الحياة مراحل كما تعرفون؛ ربما كان على غازي العريضي المليونير الإشتراكي الجديد أن يقتنع باكراً أنه على أبواب مرحلة حساسة ووجب عليه الإنكفاءة الطوعية الآمنة والتمتُّع بجنات وغلّات السياسة وبشيءٍ من المداراة : سويسرا واسعة وموناكو والمالديف جميلتين رغم مشقة السفر والوطن ” مش طاير ، إبقى شقَّر عليه”…

زفاف نجل العريضي

بلا طول سيرة ، أكتُب ليس دفاعاً عن غازي العريضي او غيره ، ولكن الكل مرتكب من القمة الى معظم القاعدة المشاركة في الحكم والتطبيل والقتل عمداً وثأراً وهمجيّةً وتجارةً بالكبتاغون والدعارة والرشاوي داخل القوى الأمنية وخارجها وآخرها الإنتخاب ” النزيه ” المدفوع مسبقاً ( فضيحة أصوات مكتب قصقص المستقبلي أكبر دليل ).

إقرأ أيضًا: زفاف «أسطوري» لنجل غازي العريضي.. الصور تفضح والناس تسأل «من أين لك هذا؟»

هو الشرق غارقٌ بالدم والصراعات المدمّرة.
أغلقوا الملف وهنِّئوا الرجل صاحب البابيوني السوداء الجميلة ( أعجبتني على فكرة وكنت أفتش على شبيهتها لحفلة تكريمي في حفلة نادي خريجي الجامعة الأميركية ولم أوفّق ؛ إذا تسنى لك قراءة المقال أستاذ غازي أرجو إفادتي ) ، وهنِّئوا الرجل أيضاً بالموهبة المكتشفة حديثاً بالضرب على الطبلة وكأنه المحترف الحقيقي والمايسترو الذي لا يشيخ ؛ هو عقد قران فلذة كبده يحق له الإحتفال بسخاء ( أصلاً حط كل يلي معو ورجع للطبقة الوسطى ) قدّموا له التهاني والتبريكات وكذلك هنئوا أهل حلب المدمرة وإبنتهم الحسناء أيًّا كانت ديانتها السماوية ، أو إفتحوا ملفات الفساد جميعها على السفينة المهترئة الغارقة.

يا رفاق ، شرّعوا زراعة الحشيشة كما ينادي الزعيم ، ربما هذا هو الحل كي نبقى في البلد بعد كشفنا إياكم ، فنُسطّل ونتسطّل وننسى كل مصائبنا. كاسكم !

السابق
إيران في الفلوجة: لبيك حسين… لبيك حسين أوباما!
التالي
رامي الأمين: مش قادرين ننتصر على الأزعر يلي ببدلة حزب الله