في مركبا.. طعنت مخدومتها وشربت مادة سامة

أرادت قتل مخدومتها فوقعت هي ضحّية نفسها محاولة الانتحار لأسباب لا تزال مجهولة حتى الساعة، لكنّ الضحية نجت فيما “الجانية” تقبع في قسم العناية الفائقة في مستشفى ميس الجبل في غيبوبة تامة.
فعند الاولى فجراً استفاقت مريم حمود في بلدة مركبا على صراخ جارتها غزالة محمود برجي(66 سنة) واستغاثتها، فهرعت اليها لتجدها هاربة من المنزلوهي تنزف نتيجة طعنات بالسكين في كتفها وخاصرتها فعملت على اسعافها في الفور وابلاغ الأقارب والقوى الأمنية. وما هي الا دقائق حتى وجدوا العاملة الاثيوبية ديساليش واليرو(28 سنة) ملقاة على الارض في حال غيبوبة بعدما تناولت مادة منظّفة هي “اودكس”. نُقلت غزالة الى مستشفى ميس الجبل حيت أسعفت وخرجت بعد ساعات فيما أُدخلت واليرو قسم العناية وهي بحال حرجة اذ لا تزال في حال غيبوبة.
واليرو وصلت منذ نحو شهرين الى لبنان للعمل عند زوجة شقيق غزالة المقعدة في بيروت، ومنذ نحو اسبوع انتقلت واياها الى منزل العائلة في مركبا حيث تقيم غزالة. الجيران والاقارب اجمعوا على ان العلاقة كانت جيدة وليلة الحادثة تناولن طعام العشاء سوياً ونمن جميعاً في غرفة واحدة، ولم يكن احد يتوقّع اي تصرّف سلبي او عدائي من قبلها علماً انها لا تتكلّم العربية سوى بضع كلمات وكانت تلقى معاملة حسنة من غزالة وزوجة شقيقها. وعند الاولى فجراً غدرت واليرو بغزالة طعناً بالسكين وكانت تقصد ذبحها فتمكّنت من مقاومتها والنجاة منها الا انّها وعند افتضاح امرها وطلب المساعدة سارعت الى الانتحار.

مركبا
وذكرت الجارة مريم ان غزالة تقيم وحدها في المنزل فهي عزباء، وتربطها بها علاقة جيدة وهي ترسل ابنتها ذات الاعوام الستّة الى المبيت عندها ليلياً كي لا تشعر بالغربة ولأنّها تحبّها كثيرا. الا انه ليلة الحادثة كانت الطفلة قد فضّلت البقاء في منزلها لتنام الى جانب والدتها وهنا تقول مريم: “لا زلت أشعر بالتوتّر اذ لا تزال صورة غزالة امامي وهي مضرجة بدمائها وتستغيث من ينقذها، ولوهلة اعتقدت ان ابنتي ايضا تبيت عندها فبدأت أطلب من ينقذها!”.
لا تزال اسباب إقدام واليرو على “جريمتها المزدوجة” مجهولة بانتظار استعادة وعيها، فيما تقدّمت غزالة بشكوى الى السلطات المعنية التي تحقّق في القضية.
ويبقى السؤال الذي يُطرح كلّ مرّة مع حصول جريمة مماثلة: متى يتم تنظيم هذا الملف وقوننته بشكل يحفظ حقوق المخدومين من جهة وحقوق العاملات من جهة اخرى.

(النهار)

السابق
كارثة تشيرنوبل النووية
التالي
الراي: خطوة بري تعكس تعذر أي تسويات سياسية راهنة